المنشورات

يا رائد الشعب

القصيد الخالد الذي ألقاه شاعرنا بنفسه في حفل الذكرى الأولى لوفاة فقيد العلم والعلماء ورائد الثقافة العربية والنهضة الوطنية بالجزائر الشيخ محمد البشير الإبراهيمي مساء يوم السبت 30 محرم 1386هـ 21 ماي 1966م بقاعة ابن خلدون بالعاصمة.
•---------------------------------•
ذكرى وفاتك إحياء لأعمال …*… من صنع عزمك أم بعث لأجيال
ام نشر صحف جهاد ذدت عن قيم …*… عليا به ونضال منك ذي بال
أم عرض ثورة شعب كنت قائدها …*… بالرأي من قبل ان يصلى بها صالي
يا رائد الشعب للأهداف سرت به …*… دينا ودنيا بفكر منك جوال
إني دعيت الى الذكرى لأشهدها …*… وإنما تعرض الذكرى على السالي
تالله ما خطرت سلواك في خلدى …*… يوما ولا عبرت ذكراك من بالي
كأن موتك ما مرت فجيعته …*… ولا خلت لحظة من عامه الخالي
هنا بنوك الذين استمسكوا أبدا …*… من رمزك الخالد السامي باذيال
لقد تساقوا شراب العهد بينهم …*… على اسم ذكراك سلسالا بسلسال
وقدموا لك أعلاقا منسقة …*… على موائد تكريم وإجمال
فأتحفوك عيونا من قصائدهم …*… أقر سامعها بالسحر للتالي
انت الغني بما خلدت من مثل …*… عن مدح قافية أو رفع تمثال
أحييت بالعلم شعبا سيق معظمه …*… للقبر في كفني جهل وإهمال
وجئت بالنور في يمناك ترفعه …*… تجلو الغياهب عن أبصار ضلال
هل كنت عيسى الذي أحيا الرفاة بما …*… أحيا وبدل آجالا بآجال
أم البشير الذي ألقى القميص على …*… يعقوب طبا بنور للأسى جالي
أم البشير الذي القى العظات على …*… شعب الجزائر مرموقا باجلال
حرية الفكر والتعبير عشت لها …*… رمزا بما رمت من تحطيم أغلال
حرية الفكر والتعبير ظاهرة …*… فضلى لكل شجاع القلب مفضال
ورب قولة صدق منك هادفة …*… أعلنتها تتحدى كل صوال
ونهضة كنت فيها شامخا أنفا …*… كالطود عن كل تشويش وإخلال
أعطيت في الصبر درسا للدعاة سما …*… مغزى فلم تجز أنكالا بأنكال
وكان نصرك يمنا بعد مشأمة …*… على البلاد وأمنا بعد أهوال
يا شعب حفلك في يوم البشير بدا …*… غيلا تلاقت به أشبال رئبال
ذكرى الرجال منار للرجال لهم …*… هاد وقدوة أبطال بأبطال
ولا وفاء لحي بعد ميته …*… إلا بحفظ لما أبقى وإكمال
إن البشير أديب العصر عالمه …*… فذ الأسانيد أملى فذ أنقال
اذا روى الشعر والأخبار كان بها …*… كـ (ـالأصمعي) وإن أملى فـ (ـكالقالي)
جمعية العلماء استخلصته لها …*… فكان في كفها كالصارم الحالي
يرتاح للمجد لكن ما ازدى أحدا …*… ولم يصعر له خدا كمختال
وكان يمزح احيانا بمجلسه …*… عذب الحديث بأرجاز وأزجال
لكن اذا جد جد الشعب قام به …*… يملي العظات وقورا غير هزال
سل المدينة عما قد روى وحوى …*… كتبا وواصل من بحث وتسآل
سل الرياض وسل أم القرى فهما …*… أدرى بما نال من عز وإقبال
وسل دمشق فقدما جاد تربتها …*… بمرجحن من الآداب هطال
وامتاز فيها بحفظ نادر فروى …*… مطولات بسرد منه منهال
سل العراق وباكستان عن حكم …*… على الجماهير ألقاها وأمثال
سل الكويت فقد أسدى له خططا …*… مختارة في قضايا العلم والمال
سل الكنانة عما بث من فكر …*… ثورية وروى من صدق أقوال
وحل للمجمع العلمي من عقد …*… في الكشف عن نكت الفصحى وأقفال
واختار من كلم كالدر في قيم …*… أثرى الجديد بها مذ أفلس البالي
وسل فلسطين كم نادى لنصرتها …*… في موقف منه قوال وفعال
سل الجزائر عما سن من نظم …*… مثلى وضحى لها من عمره الغالي
وعن دروس الى صلاح داعية …*… بمحكمة لم تثر إنكار عذال
وعن (عيون) مقالات له كشفت …*… هدى (البصائر) تنفي كل اضلال
وعن مناهج تعليم وتربية …*… عليا لتخريج أعلام وأبطال
وحله مشكل التعريب حيث راى …*… تيسيره وتحامى كل اشكال
فقال نبدؤه مما نلقنه …*… في الدرس من كلم فصحى لأطفال
وسوف ينقل من أوساط معرفة …*… بالإحتكاك إلى أوساط جهال
قل للمعلم اكثرت الحلول الى …*… أن صرت في حيرة منها وبلبال
وكيف تجمل بالأستاذ حيرته …*… في رد فرع لأصل دون إخلال
ما كان شغلك إلا صنع أدمغة …*… او صوغ ألسنة من معدن عالي
أراك في حملة التعريب قائدها …*… فكيف تفشل من تثبيط خذال
أد الرسالة ما واتاك حاضرها …*… وكن بمستقبل التعريب ذا فال
إن الفروع به تنمو بفطرتها …*… إلى الأصول فطعمها بآمال
حافظ على الروح فيما تقتنيه ومل …*… عن كل مستورد للروح قتال
وخذ ودع من فنون العلم مقتنيا …*… فإنها ذات ألوان وأشكال
ما أحوج الشعب في العصر الجديد الى …*… نشء جديد لعلم العصر نخال
مخضرم القطف يذكو من ثقافته …*… عرف الورود وريح الشيخ والضال
الزهد في الشعر أخفى كل موهبة …*… وعاق عن كل إبداع وافضالي
وأخمل النابهين السابقين بما …*… باؤوا به من جحود أي إخمال
كم ناشئ فيه لو يعنى به ادبا …*… لذاع صيتا كشوقي أو كإقبال
ويح النبوغ بلا راع فغايته …*… إفلاس موهبة أو خوض أو حال
ما للشباب تخلى عن وظائفه …*… وصار مشتغلا بالقيل والقال
جاب الشوارع بطالا فيا أسفا …*… على شباب بزهر العمر بطال
ارى العطاش بلا حد فشوا وأرى …*… أشقى العطاش نفوسا وأردى الآل
هيا الى العلم نكرع من موارده …*… ونعقب الشرب إنهالا بإعلال
لعلنا نقتفي أثر البشير به …*… في كل غرس له خصب واغلال
وما له من يد طولى وتوعية …*… للشعب في الثورة العظمى وأعمال
كم خطط الخطط المثلى لها وجلا …*… أهدافها وتحرى خير منوال
وجال في عاصمات الشرق منتصرا …*… بالحمس من قادة فيها وأقوال
حتى علت جبهة التحرير وانتصرت …*… وقررت وضع أوزار وأثقال
واقبل الجيش مرفوع اللواء على …*… أرض الجزائر طلق الوجه والبال
وكيف يهزم أبطال لنا شفعوا …*… رمي الرصاص بتكبير وإهلال!
فأورثوا الشعب تحرير البلاد كما …*… باؤوا من الغاصب الجالي بأنفال
وكيف لا تذعن الدنيا لثورتنا …*… وقد بلت بأسنا في كل زلزال
وما لنا اليوم لا نلقي الرجاء على …*… حكم لنا ناهض عنا بأحمال
الحكم لله ثم الشعب مرجعه …*… مهما تغير من حال الى حال
نحن الحنائف ماضينا وحاضرنا …*… صنوان سيان في حل وترحال
نهوى الجميل ونهوى من يمثله …*… للناس في حلل أو بين أسمال
وما هدفنا الى شخص نقدسه …*… لكن إلى حسن أخلاق وأفعال
نواكب الحق مهما سار موكبه …*… سلما وحربا ونأبى كل إذلال
شعارنا أننا نحمي شعائرنا …*… من كل ناف لها بالريب عطال
نرعى العهود ونأبى أن نخيس بها …*… وحسبنا الله من كاف ومن والي















مصادر و المراجع :

١- ديوان محمد العيد آل خليفة

المؤلف: محمد العيد بن محمد علي خليفة (المتوفى: 1399هـ)

الناشر: دار الهدى، عين مليلة - الجزائر

عام النشر: 2010

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید