المنشورات

إن تعيدوها نعدْ لكم [المديد]

أشَجَاكَ الرَّبْعُ أمْ قِدَمُهْ ... أمْ رَمَادٌ، دارِسٌ حُمَمُهْ (1)
كسُطُورِ الرّقّ، رَقّشَهُ، ... بالضّحَى، مُرَقِّشٌ يَشِمُهْ (2)
لَعِبَتْ، بعْدي، السّيولُ به ... وجرى، في رَيّقٍ، رِهَمُهْ (3)
جَعَلَتْهُ حَمَّ كَلْكَلِهَا ... لربيعٍ، دِيمَة ٌ تَثِمُهْ (4)
فالكَثِيبٌ مُعْشِبٌ، أُنُفٌ ... فَتَنَاهِيِه، فَمُرْتَكَمُهْ (5)
حابسي رَسْمٌ وقَفْتُ بِهِ ... لو أُطِيعُ النّفْس لم أرِمُهْ (6)
لا أرى إلّا النَّعامَ به ... كالإماءِ أشْرَفَتْ حُزَمُهْ (7)
تَذكُرُونَ، إذ نُقاتِلُكُمْ ... لا يَضُرُّ مُعْدِماً عَدَمُهْ (1)
أنتُمُ نَخْلٌ نُطيفُ به ... فإذا ما جُزّ نَصْطَرِمُهْ (2)
وعذارِيكُمْ مُقَلِّصَة ٌ ... في ذَعاعِ النّخْلِ, تَجْتَرِمُهْ (3)
عُجُزٌ، شُمْطٌ، مَعاً، لكُمُ ... تَصْطَلي نِيرانَهُ خَدَمُهْ (4)
خَيرُ ما تَرْعَوْنَ مِنْ شَجَرٍ ... يابِسُ الطَّحْمَاءِ، أو سَحَمُهْ (5)
فَسَعَى الغَلّاقُ, بَينهُمُ ... سَعْيَ خَبٍّ، كاذبٍ شِيَمُهْ (6)
أخذَ الأزلامَ، مُقْتَسِماً ... فأتى أغْوَاهُمَا زُلَمُهْ (7)
والقَرَارُ, بَطْنُهُ غَدَقٌ ... زَيّنَتْ جَلْهَاتِهِ أكَمُهْ (8)
ففَعَلْنَا ذَلِكُمْ, زَمَناً ... ثمّ دانى, بينَنا, حَكَمُهْ
إنْ تُعِيدُوهَا نُعِدْ لكُمُ ... مِنْ هِجاءٍ، سائِرٍ كَلِمُهْ
وقِتَالٍ، لا يُغِبُّكُمُ ... في جَمِيعٍ، جَحفَلٍ لَهِمُهْ (9)
رِزُّهُ: قَدِّمْ وَهَبْ وَهَلا ... ذي زُهاءٍ, جَمَّةٍ بُهَمُهْ (1)
يترُكُونَ القاعَ، تَحْتَهُمُ ... كمَرَاغٍ، ساطِعٍ قَتَمُهْ (2)
لا ترى إلا أخَاه رَجُلٍ ... آخِذاً قِرْناً فمُلْتَزِمُهْ (3)
فالهَبِيتُ لا فؤَادَ لَهُ ... والثّبِيتُ ثَبْتُهُ فَهَمُهْ (4)
للفَتى عقْلٌ يَعِيشُ به ... حيثُ تَهْدي ساقَهُ قَدَمُهْ













مصادر و المراجع :

١- ديوان طرفة بن العبد

المؤلف: طَرَفَة بن العَبْد بن سفيان بن سعد البكري الوائلي أبو عمرو الشاعر الجاهلي (المتوفى: 564 م)

المحقق: مهدي محمد ناصر الدين

الناشر: دار الكتب العلمية

الطبعة: الثالثة، 1423 هـ - 2002 م

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید