المنشورات

كسائله من يسأل الغيث قطرةً ... كعاذلهِ من قال للفلك أرفقِ

يقول من سأل الغيث قطرةً فقد قصر في السؤال كذلك سائله وإن سأل الكثير كان مقصرا عند ما تقتضيه همته من البذل وأراد بالسائل ههنا من يسأل الكثير ودل على أن المراد هذا معنى القول وفحوى الخطاب وعاذله في الجود غير مطاع بل هو قائل محالا كمن قال للفلك أرفق في حركتك وقال ابن جنى كما أن الغيث لا تؤثر فيه القطرة فكذلك سائله لا يؤثر في ماله قال العروضي هذا الذي قاله أبو الفتح على خلاف العادة في المدح لأن العرب تتمدح بالأعطاء من القليل والمواساة مع الحاجة قال الله تعالى ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصةٌ وقال الشاعر، ولم يكن أكثر الفتيان مالا، ولكن كان أرحبهم ذراعا، والذي فسره مدح بكثرة المال لا الجود وإنما أراد أن من عادة الغيث أن يقطر وذلك طبعه فسائله مستغنٍ عن تكليفه ما هو في طبعه ونحو هذا قال ابن فورجة يقول من يسأل الغيث قطرةً فقد تكلف ما استغنى عنه إذ قطرات الغيث مبذولة لمن أرادها كذلك سائل هذا الممدوح متكلف ما لا حاجة به إليه إذا هو يعطى قبل السؤال














مصادر و المراجع :      

١- شرح ديوان المتنبي

المؤلف: أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن علي الواحدي، النيسابوري، الشافعي (المتوفى: 468هـ)

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید