المنشورات

اول من خلع نعليه لدخول الكعبة الوليد بن المغيرة

فخلع الناس نعالهم فى الاسلام، وكانت قريش يقولون: لا وثوبى الوليد الخلق منهما والجديد، وكانوا عملوا له تاجا ليتوجوه به، فجاء الاسلام فانتقض أمره، وكان من قبل يسمى ريحانة قريش، أخبرنى بعض البصريين قال: دخل رجل منا مشهدا بالبصرة فمشى بنعليه حتى تخطى الى المحراب، فوثب عليه القوم يضربونه فقال: اسمعوا عذرى فان تصورتموه والا فشأنكم، انا رجل منكم يعنى من الشيعة وقد جعلت لله على نفسى الا أمر بهذا المشهد الا أدخله متبركا به متقربا الى الله فيه، واجتزت هذا الوقت وانا جنب، فلم أخلع نعلى لئلا تمس رجلى أرضه، فخلوه واعتذروا اليه، فلم أر اجهل منهم، نقموا عليه ما هو فى سعة من فعله، وعذروه فى المحظور.
ومثله ما سمعت أصحابنا يتحدثون ان جماعة دخلوا على بعض المتكلمين ببغداد، فوجدوه يأكل فى يوم من شهر رمضان، فلما أنكروا عليه قال:
أخبركم أنى لست أشك فى الله- تعالى- ولكنى أشك فى النبوة، فبلغ بعض الشيوخ قوله فقال: ما رأينا رجلا نقم عليه الفسق واعتذر بالكفر غيره، وقريب منه ما أخبرنا أبو احمد قال: أخبرنا الجوهرى قال: أخبرنا عمر بن شبة عن صلت بن مسعود عن احمد بن شبوية عن سليمان بن عبد الله بن معمر قال:
قدم معاوية مكة أو قال المدينة، فأتى المسجد فقعد فى حلفة فيها ابن عمر وابن عباس وعبد الرحمن بن أبى بكر، فأقبلوا اليه، وأعرض ابن عباس عنه، فقال:
وأنا أحق بهذا الامر من هذا المعرض وابن عمه، فقال: ابن عباس ولم؟ ألتقدم فى الاسلام؟ أم سابقة مع رسول الله؟ أم قرابة منه؟ قال: لا. ولكن ابن عمى المقتول ظلما، قال فهذا أحق به، يريد ابن أبى بكر، قال: إن أباه مات موتا قال: فهذا أحق به، يريد ابن عمر، قال: ان أباه قتله كافر، قال فذاك أدحض لحجتك ان المسلمين عتبوا على ابن عمك فقتلوه فى كلام هذا معناه.














مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید