المنشورات

أول من رجم فى الزنا ربيعة بن حدار الأسدى

وذلك أن امرأة منهم هويت «6» رجلا، واحتالت حتى هربت إليه،وأوهمهم أنها هلكت، ثم لقيها بعض بنيها فعرفها، ورفع أمرها إلى ربيعة بن حدار الأسدى، فأمر برجمها فرجمت، وذكر أنها تمارضت ثم تماوتت حتى حملت إلى المقابر فدفنت، فلما انصرف القوم عطف عليها صديقها فأخرجها وذهب بها والله أعلم، وهذا بعيد، على أن النساء مع ضعف عقولهن ربما أبدعن فى الحيلة وأجدن المكيدة، ولا تتم حيلهن إلا على الرجال، لاستضعافهم لهن واستغبائهم إياهن وظنهم أن المرأة ليس لها قوة ولا عزيمة، ولا يغلبك مثل مغلب.
ومن حيلهن ما حدثنا به أبو القاسم الكاغدى قال: أخبرنا العقدى عن المدائنى أن ابن زائدة فى فوارس لقوا رجلا ببعض بلاد الشرك معه جارية لم ير مثلها شبابا وجمالا، فصاحوا به أن خل عنها ومعها قوس فرمى بعضهم فجرحه فهابوا الإقدام عليه، ثم عاد ليرمى فانقطع وتره، فأسلم الجارية واشتد فى جبل كان قريبا منه، فابتدروها»
وفى أذنها قرط فيه درة فانتزعها بعضهم فقالت:
ما قدر هذه؟ كيف لو رأيتم درتين فى قلنسوته «2» فاتبعوه فقالوا: ألق ما فى قلنسوتك، وفيها وتر قوس كان أعده ونسيه، فلما ذكروه عقده فى قوسه، فولى القوم ليس لهم هم إلا أن ينجوا بأنفسهم، وخلوا عن الجارية.
وأخبرنا باسناده عن المدائنى قال: كان لرجل من الخوز ضيعة بالبصرة يغشاها فى كل حين، فتزوج بالبصرة فبلغ امرأته الخوزية ذلك، فلطفت حتى عرفت اسم ولى امرأته، فافتعلت كتابا منه إلى زوجها تعلمه فيه أنها ماتت، فينبغى أن ترد البصرة لقبض ميراثها، فلما أصلح الرجل أمره للخروج قالت له:
يا هذا قد أنكرت طول اختلافك إلى البصرة وقد تخوفت أنك تزوجت بها، فلا تفارقنى حتى تطلق كل امرأة لك بالبصرة، فقال فى نفسه: ما على أن أرضى هذه بما لا يضرنى، فحلف بالطلاق على كل امرأة بالبصرة، فلما فرغ قالت له: دونك الجهاز فكله فى بيتك، فقد كفاك الله مؤونة السفر.
وأخبرنا باسناده عن المدائنى عن خالد بن كلثوم أن الفرزدق كان قد راود امرأة شريفة فى قومها عن نفسها، وتهددها بالهجاء إن لم تطعه، فاستعانت بالنوار امرأة الفرزدق، فقالت النوار: واعديه الليلة وأعلمينى ففعلت، فجاءت النوار ودخلت الحجلة، «1» وجاء الفرزدق ودخل ونحى السراج.
فلما واقعها قالت: يا فاسق، قال: وأنت هى ما أطيبك حراما وأردأك حلالا.
وأخبرنا بإسناده عن المدائنى عن الأصمعى عن الأخيل بن أبى الأخيل عن أدهم التميمى قال: لقينى كثير عزة فقال: لقينى جميل فى الموضع الذى لقيتنى فيه فقال: من أين أقبلت؟ قلت: من عند أمى الحبيبة أعنى بثينة قال: وأين تريد؟ قلت: إلى الحبيبة أريد عزة، قال: لا بد من أن ترجع عودك على بدوك فتستجد لى موعدا من بثينة، فقلت: عهدى بأبيها، قال: لا بد، قلت: فمتى آخر عهدك بهم؟ قال: بالدوم وهم يرحضون «2» ثيابهم، قال: فأتيت إياها فقال: ماردك يا ابن أخى؟ قلت أبياتا عرضت لى فأحببت عرضها عليك، فأنشدته:
فقلت لها يا عزّ أرسل صاحبى ... على نأى «3» دار والموكّل مرسل
بأن تجعلى بينى وبينك موعدا ... وأن تأمرينى بالّذى فيه أفعل
وآخر عهدى منك يوم لقيتنى ... بأسفل وادى «1» الدوم والثّوب يغسل
فضربت بثينة جانب الخدر، وقالت: أخسأ فقال أبوها: مهيم «2» يا بثينة؟ قالت: كلب يأتينا اذا نوم الناس من وراء الرابية، قال: فرجعت إليه، فأخبرته أنها وعدته اذا نوم الناس.
وأخبرنا باسناده عن المدائنى عن العتبى قال: كانت امرأة من بعض نساء أهل الشويرة «3» خطبها رجال من قريش منهم عبد الله بن عباس بن أبى ربيعة، فسأل عن أغلب الناس عليها، فقيل: مولاة لها، فبذل لها الفى درهم ان احتالت فى صرفها إليه، فخلت بها المولاة، ونصبت ذراعها تحت حنكها تنظر فى وجهها، وتتنفس الصعداء فقالت: مالك؟ قالت: أرحمك قالت:
ولم؟ قالت: إن المرأة لا تنعم إلا بزوج وولد، قالت: قد خطبنى رجال من قريش فلان وفلان وعبد الله ابن عباس، فقالت: أف أف «4» لا تريدينه؟ إنى رأيته يبول، ورأيت بين رجليه رجلا ثالثة، فردت جميع من خطبها وأجابت عبد الله، فلما دخل بها رأته مثل الدر اللطيف فباتت بشر ليلة، وقالت لمولاتها: بكم بعتنى؟ قالت: بالفين، قالت لا أكلتيها الا فى مرض.
















مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید