المنشورات

أول من وضع الكتاب العربى

قيل إسماعيل عليه السلام، والصحيح عند أهل العلم أنه مرامر بن مرة وأسلم بن سدرة «4» وهما من أهل الأنبار، وفى مصداق ذلك يقول الشاعر:
كتبت أبا جاد وحطّى مرامر ... وسوّدت سربالى ولست بكاتب
وسئل المهاجرون، ممن تعلمتم الكتابة؟ قالوا: من أهل الحيرة وسئل أهل الحيرة عن ذلك، فقالوا: من أهل الأنبار.
وقالوا: أول من وضعه أبجد وهوز وحطى وكلمن وسعفص وقرشت وضعوا الكتاب على أسمائهم، وكانوا ملوكا، «1» وقد عظم الله أمر الكتابة وفخم شأنها، فجعل ذكرها فى أول ما أنزل من كتابه، وهو قوله: الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ
وأكثر العلماء فى وصف الخط، فمن أجود ما قيل وأوجز قول بعضهم، الخط مركب البيان، وقال جعفر بن يحيى: الخط خيط الحكمة، به تفصّل وينظم منثوره فنظمته وقلت:
الكتب عقد شوارد الكلم ... والخطّ خيط فرائد الحكم
بالخطّ نظّم كلّ منتشر ... منها وفصّل كلّ منتظم
وقال بشر بن المعتمر:
القلب معدن، والخط جوهر، واللسان مستنبط، والعلم صانع، والخط صنعه، وقال أبو العينا: الخطوط رياض العلوم، وتخاير غلامان فى خطيهما إلى سهل بن هرون فقال: هذا وشى محبوك، «1» وهذا ذهب مسبوك، تسابقتما إلى غاية فتوافقتما فى نهاية.
ومن فضل حسن الخط أنه يدعو الناظر إلى قراءته، وإن اشتمل على لفظ مرذول، ومعنى مجهول، وربما اشتمل الخط القبيح على بلاغة وبيان وفوائد فيرغب الناظر فيه عن المنفعة به لوحشة صورته، وكان مشايخ الكتاب ودهاة العمال يختارون أن يكون ما يرفعونه من حسباناتهم إلى دواوين السلطان بخط قبيح، ومداد ناضل، «2» ليثقل تصفحه فيترك استقصاء النظر فيه.
وقالوا: القلم قيم الحكمة، وقال بعضهم:
مستودع قرطاسه حكما ... كالرّوض فرّق بينه زهره
وكأنّ أحرف خطّه شجر ... والشّكل فى أضعافه ثمره


















مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید