ما كتبت له الا بمائة الف، فنظروا فى الديوان فوجدوها مائة الف، فكتب معاوية إلى مروان وهو على المدينة يأمره بأخذه بها، فحبسه فأديتها عنه، وجعل ديوان الخاتم من يومئذ.
وكان خالد بن الزبير أخو عمرو لأمه، أمهما بنت خالد بن سعيد قد أعطى عمرا الامان هو وعروة وعبيدة أبناء الزبير، فاحتقرهم عبد الله فى كلام هذا معناه وقال:
حتّام لا أنفكّ حارس سكّة «3» ... أدعى فاسمع مذعنا وأطيع
يتداول النّاس الرّياسة بينهم ... وأروم «1» حظّهم فلا أسطيع
وأكلّف العبء الثّقيل وإنّما ... يبلى بها الاتباع لا المتبوع
فعليهم الاثقال يحتملونها ... وعلى الرّئيس الختم والتوقيع
وقال آخر:
يا أيّها الملك المنفّذ أمره شرقا وغربا أمنن بختم صحيفتى ما دام هذا الطّين رطبا واعلم بأنّ جفافه ممّا يعيد السّهل صعبا وقال آخر:
ختمت الفؤاد على سرّها ... كذاك الصّحيفة بالخاتم
هوت بى إلى حبّها نظرة ... هوىّ الفراشة للجاحم
أخبرنا أبو أحمد عن الصولى عن عمرو بن تركى القاضى عن القحذمى قال:
كان على خاتم البريد للأكاسرة صورة ذباب، يريدون بذلك الا يحجب كما ان الذباب لا يمكن حجبه، وكانوا لا يمكنون منه الا الوزراء فقط، أخبرنا أبو أحمد عن الجلودى عن زياد بن الخليل عن يزيد بن خالد عن مروان بن عمر العمرى عن محمد ابن كعب أنه قال: الأمانة خير من الخاتم والخاتم خير من ظن السوء.
مصادر و المراجع :
١- الأوائل
المؤلف: أبو هلال
الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)
الناشر: دار
البشير، طنطا
الطبعة: الأولى،
1408 هـ
تعليقات (0)