المنشورات

أول من سمى القرآن مصحفا وأول من جمعه أبو بكر

أخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن ابراهيم بن المنذر عن محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال: لما أصيب المسلمون باليمامة، خاف أبو بكر ان يهلك طائفة من أهل القرآن، وانما كان فى العسب «3» والرقاع «4» فأمر الناس فأتوه بما كان عندهم، فأمر به فكتب فى الورق، فلما كان أيام عثمان كثر اختلاف الناس فى القراءات، فقالوا حرف عبد الله وحرف أبى موسى، فاستشار الصحابة، فأشاروا عليه بجمع الناس على مصحف واحد، فجمع ما كان بأيدى الناس من المصاحف وأحرقها، أو قالوا: غسلها، وأمر سعد بن العاص- وكان أفصح الناس- فأملى على زيد بن ثابت، فكتب مصاحف وفرقها فى البلدان فأبو بكر أول من جمع القرآن، وعثمان أول من جمع الناس على مصحف واحد فى كلام هذا معناه.
والمصحف بالكسر لغة أهل الحجاز، وهى رديئة، لانه أخرج مخرج ما يتبادل ويتعاطى باليد، والمصحف أكرم من ذلك، وأهل نجد يقولون: مصحف من قولك أصحفته فهو مصحف اذا جعلت بعضه على بعض، وهى أعجب اللغتين الى، وقالوا: أول من جمع القرآن عمر، «1» وكان لا يقبل من احد شيئا منه حتى يشهد شاهدان، فمات عمر قبل ان يجمع.
وقد روينا ايضا حديثا دل على ان عليا- عليه السلام- اول من شرع فى جمع القرآن، حدثنا أبو أحمد قال: حدثنا الصولى قال: حدثنا الغلابى قال: حدثنا أحمد بن عيس قال: حدثنا عمى الحسين ابن زيد عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده قال: لما قبض رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- تشاغل على بدفنه، فبايع الناس أبا بكر، فجلس على يجمع القرآن، وكتبه فى الخزف «2» وأكتاف الابل وفى الرق، «3» فمكث ثلاثة أيام، واجتمعت بنو هاشم كلها معه، ولم يبايعوا أبا بكر، والزبير معهم، فلما كان اليوم الثالث قال أبو بكر لعمر: قد تخلف بنو هاشم عنى، ولم يتم لى الامر حتى يبايعونى، فجاءا الى على فدخلا عليه، فقال أبو بكر: أبا حسن، ما أبطأ بك عنا؟ قال: يا أبا بكر، ما كنت أظن أنك تقدم على أمر وأنا فيكم، قال: أبا حسن أكرهت امارتى؟ أبسط يديك أبايعك، قال: أو تفعل ذلك؟ قال: نعم، قال: ما كنت لافعل، ان رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- رضيك لديننا فرضيناك لدنيانا، ما كان يخلفنى عن بيعتك كراهة منى لها، ولكن كنت أجمع «4» ما أنزل الله على نبيه- عليه السلام- من القرآن، وهو ذا قد جمعته فى هذه الصحيفة الملأى، ثم بايعه، كذا سمعته. والصواب فيها، هو ذا قد جمعته، ولا يقال وهو ذا.















مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید