المنشورات

أول من استخلف من الخلفاء أبو بكر (رضى الله عنه)

أخبرنا أبو القاسم عن العقدى عن أبى جعفر عن المدائنى قال: لما استعر بأبى بكر الوجع أرسل إلى على وعثمان ورجال من المهاجرين والأنصار، فقال: قد حضر ما ترون، ولا بد من قائم بأمركم، فان شئتم اخترتم لا نفسكم، وان شئتم اخترت لكم، قالوا: بل اختر لنا، فقال لعثمان: أكتب، هذا ما عهد أبو بكر بن أبى قحافة فى آخر عهده بالدنيا خارجا منها وأول عهده بالآخرة داخلا فيها، حيث يتوب الفاجر، ويؤمن الكافر، ويصدق الكاذب، عهد وهو يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله، وقد استخلف- ثم رهقته غشية «1» - فكتب عثمان عمر بن الخطاب، فلما أفاق قال: أكتبت شيئا؟ قال: نعم، كتبت عمر بن الخطاب، فقال:- رحمك الله- اما أنك لو كتبت نفسك لكنت لها أهلا، فاكتب، قد استخلفت عمر بن الخطاب بعدى، ورضيته لكم، فان عدل فذلك ظنى فيه، وان بدل فلكل نفس ما كسبت، والخير أردت، ولا أعلم الغيب، وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ
«2» فالتوى «3» عمر- رضى الله عنه- وقال:
لا أطيق القيام بأمر الناس، فقال أبو بكر: هاتوا سيفى، وتهدده فانقاد عمر، قال: ثم دخل عليه طلحة، وعاتبه على استخلافه عمر، فقال: ان عمر والله خير لكم، وانت شر لهم، اما والله لو استخلفتك لجعلت أنفك «4» فى قفاك، ولرفعت نفسك فوق قدرها حتى يكون الله هو الذى يضعها، أتيتنى قد دلكت عينك تريد ان تفتننى عن دينى، وتزيلنى عن رأيى، قم، لا أقام الله رحلك، أما والله لئن بلغنى أنك غمطته، «5» وذكرته بسوء لالحقنك بحمضات قنة حيث كنتم تسقون ولا تروون، وترعون ولا تشبعون، وأنتم بذلك لححون راضون، فقام طلحة فخرج.
قال أبو جعفر: حمضات جمع حمض وهو ضرب من النبت والقنّة اعلى الجبل والجمع قنن وقنان.













مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید