وذلك فى قدمة قدمها معاوية، وهو حاضر، فقال: يا معشر المهاجرين، قد علمتم أنه ليس منكم رجل الا وقد كان فى قومه من يقطع الامور عليه، حتى بعث الله رسوله، فسبقتم اليه، وابطأوا عنه، فسدتم عشائركم، حتى أنه ليقال بنو فلان ورهط فلان، وان هذا الامر فيكم ما استقمتم، فإن تركتم شيخنا هذا يموت على فراشه والا دخل فيكم غيركم، فقال على:- عليه السلام- ما أنت وذاك يا ابن اللخناء «2» ؟ فقال معاوية: مهلا أبا الحسن عن ذكر أمى، وكانت بأحسن نسائكم، ولقد أسلمت فأتت رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- فبايعت، فصافحها، وما رأيته صافح امرأة غيرها، فقام على ليخرج مغضبا، فقال عثمان: اجلس فقال: لا أجلس، فقال: عزمت عليك لتجلسن، فأبى وولى، وأخذ عثمان بطرف ردائه، فترك الرداء وخرج، فاتبعه عثمان بصره، فقال: والله لا تصل اليك ولا الى أحد من ولدك، قال: فتعجبت فى نفسى مما آلى عثمان، «3» فذكرته لسعد بن أبى وقاص، فقال: لا تعجب فإنى سمعت رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- يقول: ليست لعلى، ولا لاحد من ولده، فانى لفى المسجد يوما وعلى وطلحة والزبير جلوس، اذ طلع معاوية، فتواصوا بينهم الا يوسعوا له، فجلس بين أيديهم، ثم قال: أتسمعون؟ والله لئن لم تتركوا شيخكم هذا يموت على فراشه، لا أعطيكم الا السيف، ثم قام فخرج، فقال على: كنت أحسب عند هذا شيئا، فقال طلحة: قاتله الله! لقد رمى غرضه، وما سمعت كلمة أملأ لصدرك منها.
مصادر و المراجع :
١- الأوائل
المؤلف: أبو هلال
الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)
الناشر: دار
البشير، طنطا
الطبعة: الأولى،
1408 هـ
تعليقات (0)