المنشورات

أول من بايع رسول الله بيعة الرضوان سنان الأسدى

أخبرنا أبو القاسم عن العقدى عن أبى جعفر عن المدائنى عن رجاله قال:
خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلم فى سبعمائة «5» من أصحابه، ومعه سبعون بدنة، يريدون زيارة البيت، فلقيه خالد ابن الوليد فى خيل فصده، وكان بعث عثمان- رضى الله عنه- الى قريش يستأذن له فى الدخول، فأجاره سعيد بن العاص، وتأخر رجوعه، فبلغ رسول الله صلّى الله عليه وسلم أنه قتل، فبايع الناس على ألا يفروا، وهى بيعة الرضوان، فكان أول من ضرب يده على يد رسول الله فيها سنان بن سنان الأسدى، فضرب رسول الله احدى يديه على الاخرى وقال: هذه يد عثمان، ثم كتبت قريش بينهم وبين رسول الله الصلح عشر سنين. 
وان ينصرف عامة ذلك ويعتمر من قابل، فرجع رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- أخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن ابراهيم بن المنذر عن عبد الله ابن وهب عن الليث بن سعد، ان يزيد بن أبى حبيب حدثه عمن حدثه، ان عبد الرحمن بن عوف أرسل الى عثمان وهو مريض يعاتبه فى بعض ما عتب الناس عليه، وقال لرسوله: اقرأ على أمير المؤمنين السلام، وقل له: وليتك ما وليتك من أمور الناس وان لى أمورا ما هى لك، لقد شهدت بدرا وما شهدتها، وشهدت بيعة الرضوان وما شهدتها، ولقد فررت يوم أحد وصبرت، فقال عثمان- رضى الله عنه- لرسوله: اقرأ على أخى السلام وقل له: أما ما ذكرت من شهودك بدرا وغيبتى عنها، فقد خرجت لها وردنى رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- عن الطريق الى ابنته التى كانت تحتى لما بها من المرض، ووليت منها الذى يحق على ثم دفنتها، ثم لقيت رسول الله منصرفه من بدر فبشرنى بأجر عند الله مثل أجوركم، وأعطانى سهما مثل سهامكم، فأنا أفضل أم أنتم؟ وأما بيعة الرضوان فان رسول الله كان بعثنى لاستأذن له من قريش فى الدخول بالهدى، يطوف بالبيت، وينحر هديه، ويحل من عمرته، فاستبطأنى، وخاف أن يكون غدر بى، فهاجه مكانى على بيعة الرضوان، فلما فرغ من بيعتكم ضرب بإحدى يديه على الأخرى وقال: هذه بيعة عثمان. فأيديكم أفضل أم يد رسول الله- صلّى الله عليه وسلم-؟ وأما ما ذكرت من صبرك يوم أحد وفرارى، فقد كان ذلك، فأنزل الله العفو فى كتابه عنى، فعيرتنى بذنب غفره الله لى، ونسيت من ذنوبك ما لا تدرى أغفر الله لك أم لم يغفر؟ فلما جاء الرسول بهذا بكى، وقال: صدق والله أخى، لقد عيرته بذنب غفره الله له، ونسيت من ذنوبى مالا أدرى أغفرت لى أم لم تغفر؟
















مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید