المنشورات

أول من ضرب على يد رسول الله ليلة العقبة البراء بن معرور

أخبرنا أبو أحمد باسناده عن الواقدى فى خبر طويل، قال: اجتمع الانصار مع رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- على البيعة، فقالوا: اننا نخاف ان أعزك الله وأظهرك، ان ترجع الى قومك وتدعنا، فقال النبى: الدم الدم، الهدم الهدم، أى دمى دمكم ما قمتم به قمت معكم، وما هدمتم هدمته، فلما أرادوا البيعة قال العباس: يا معشر الخزرج، انما تبايعون هذا الرجل على حرب الأسود والاحمر، فان كنتم اذا أنهكت «2» أموالكم، وقتلت أشرافكم، أسلمتموه فمن الآن: قالوا: فانا نقبله على مصيبة الأموال، وقتل الاشراف قال: فأخذ العباس بيد رسول الله- صلّى الله عليه وسلم- وقال: يا معشر الانصار، أخفوا جرسكم فان علينا عيونا، وقدموا ذوى أسنانكم فانا نخاف أقوامكم عليكم، فاذا بايعتم فتفرقوا فى رحالكم، فاكتموا أمركم، فان طويتم هذا الأمر حتى يتصدع «3» هذا الموسم فأنتم الرجال، وأنتم لما بعد اليوم. فقال البراء بن معرور: والله عندنا كتمان ما تحب، واظهار ما تحب، وبذل مهجنا رضاء ربنا، إنا أهل حلقة وافرة «1» ، واهل منعة، «2» وعز، وكنا على ما كنا عليه من عبادة ونحن كذلك، فكيف اليوم؟ وقد بصرنا الله ما عمى على غيرنا، وأيدنا بمحمد، أبسط يدك. فكان أول من ضرب يده على يد رسول الله للبيعة فى كلام هذا معناه.
وقالوا: أول من ضرب على يده أبو الهيثم بن التيهان، وكان أحد الخطباء. أخبرنا أبو أحمد عن أبى بكر بن دريد عن على العكلى عن ابى خالد عن الهيثم بن عدى قال: قام أبو الهيثم بن التيهان خطيبا بين يدى على بن أبى طالب- عليه السلام- فقال: ان حسد قريش اياك على وجهين، أما خيارهم فتمنوا ان يكونوا مثلك، منافسة فى الملأ، وارتفاع الدرجة، وأما شرارهم فحسدوك حسدا أثقل القلوب وأحبط الاعمال، وذلك أنهم رأوا عليك نعمة قدمك اليها الحظ، وأخرهم عنها الحرمان، فلم يرضوا ان يلحقوك حتى طلبوا ان يسبقوك، فبعدت عليهم والله الغاية، واسقط المضمار، «3» فلما تقدمتهم بالسبق، وعجزوا عن اللحاق، بلغوا منك ما رأيت، وكنت والله أحق قريش بشكر قريش، نصرت نبيهم حيا، وقضيت عنه الحقوق ميتا، والله ما بغيهم الا على أنفسهم، ولا نكثوا الا بيعة الله، يد الله فوق أيديهم، فها نحن معاشر الانصار، أيدينا وألسنتنا لك، فأيدينا على من شهد، والسنتنا على من غاب.














مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید