المنشورات

أول غدر كان فى الاسلام

ما كان من أمر عبد الملك بن مروان مع عمرو بن سعيد أخبرنا ابو احمد عن أبى بكر بن دريد عن عمه عن أبيه عن ابن الكلبى قال: كان مروان بن الحكم ولى العهد عمرو بن سعيد ابن العاص بعد أبيه، فقتله عبد الملك، وكان قتله أول غدر فى الاسلام فقال بعضهم:
يا قوم لا تقلبوا عن داركم فلقد ... جرّبتم الغدر من أبناء مروانا
أمسوا وقد قتلوا عمرا وما رشدوا ... يدعون غدرا بعهد الله كيسانا «1»
يقتّلون الرّجال البزل ضاحية «2» ... لكى يولوا أمور النّاس ولدانا
تلاعبوا بكتاب الله واتّخذوا ... هواهم فى معاصى الله قربانا
فهدّموا ما أطاقوا من مدائننا ... ونحن نحسب ذا عدلا وإحسانا
ويقطعون بنا أعناق سادتنا ... ويغلقون بنا أبواب دنيانا
وقال يحيى بن الحكم «3» أخو مروان يرثيه:
أعينىّ جودا بالدّموع على عمرو ... عشيّة شدّوا بالخلافة بالختر «4»
كأنّ بنى مروان اذ يقتلونه ... بغاث «1» من الطّير اجتمعن على صقر
غدرتم بعمرو يا بنى خيط باطل ... ومثلكم يبنى البيوت على الغدر
فرحنا وراح الشّامتون بنعشه ... كأنا على اكتافنا فلق الصّخر
قال: وكان مروان يلقب بخيط باطل، وكان عمرو يسمى الاشدق، لتشادقه فى الكلام قال الشاعر:
تشادق حتى مال بالقول شدقه ... وكلّ خطيب لا أبالك أشدق
وقيل: بل كان أفقم مائل الذقن، ولهذا سمى لطيم الشيطان، وهذا هو الصحيح، وخطب ابن الزبير لما قتله عبد الملك، فقال: ان أبا الذبان قتل لطيم الشيطان، وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ
«2» واستنطقه معاوية وهو غلام فقال: ان أول مركب صعب، وان مع اليوم غدا، وأول الغدر خرق، «3» وقال: الى من أوصى أبوك بك؟ قال: أوصى الى ولم يوصى بى.
وهذا من قول الراجز
انّى اذا ما القوم كانوا أنجيه ... واضطرب القوم اضطراب الأرشيه «4»
وشدّ فوق بعضهم بالأرويه ... هناك أوصينى ولا توصى بيه















مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید