المنشورات

أول من لبس السواد حين قتل مروان بن محمد ابراهيم بن محمد الإمام

جىء به مروان فقال: أنت الذى تدعى لك الامامة؟ قال: لست به، فقال: أسوة بمن فى الحبس من بنى أبيه، وكان فيه جماعة من قريش، فلما أحس ابراهيم بالقتل، عهد الى شيعته، ان لا يهولنكم قتلى، وكونوا على ما أنتم عليه من تضافركم، وتعاونكم، فاذا تمكنتم من أمركم، فاستخلفوا عليكم ابن الحارثية- يعنى أبا العباس- ثم قتله مروان، فلبس شيعته السواد، فلزمهم وصار شعارا لهم، فقال شريف منهم أيام أبى العباس، يذكر قتل ابراهيم:
علام وفيم يترك عبد شمس ... لها فى كلّ داعية ثغاء «2»
فما بالقبر فى حرّان منها ... ولو قتلت بأجمعها وفاء «3»
أخبرنا أبو احمد عن عمه عن أبى عبيدة قال: حدثنى الحسن بن على قال: حدثنى بعض أصحابنا عن محمد بن أبى كامل عن رجل قال: قال ابراهيم ابن المهدى: كنت عند الخيزران يوما وعندها الهاشميات وغيرهن، وهى على أنماط عليها وسائد أرمنية، وزينب بنت سليمان جالسة عن يمينها، اذ عرضت امرأة من آخر المجلس، عليها أطمار فقالت: يا أم الخليفة الاول والثانى، وامرأة الخليفة، أنا امرأة مروان بن محمد، قد أصار بى الدهر الى ما ترين، فغيرى من حالى، فرقت لها، وهمت لها بالخير، فقالت لها زينب بنت سليمان: لا زلت كذلك، ولا زالت هى حالك، ولا كرامة لك، اذكرى وقد قتل مروان ابراهيم الامام، وأشفقت ان يمثل به، فأتيت هذه وهى جالسة على هذا الفرش بعينه، فكلمتها تسأله فى هبة جثته لى لأواريها، فقطبت وجهها وقالت: ما للنساء وللدخول فى أمر الرجال؟ فأيست وتعرضت لمروان، فكان أوصل لرحمه، فدفعه الى وأعاننى على جهازه، فجهزته ودفنته.













مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید