المنشورات

أول الامراء على البصرة

أخبرنا أبو القاسم عن العقدى عن أبى جعفر عن المدائنى وأخبرنا غيره قالوا: كتب قطبة بن قتادة- وهو اول من أغار على السواد من ناحية البصرة- الى عمر- رضى الله عنه- أنه لو كان معه عدد ظفر بمن فى ناحيته من العجم، فبعث عمر عتبة بن غزوان أحد بنى مازن ابن منصور فى ثلاثمائة، وانضاف اليه فى الطريق نحو مائتى رجل، فنزل أقصى البر- حيث يسمع نقيق الضفادع- وكان عمر تقدم اليه بذلك، فكتب الى عمر إنا نزلنا بأرض فيها حجارة بيض. فقال عمر: الزموها فإنها أرض بصرة، فسميت بذلك.
ثم سار الى الابلة «1» فخرج اليه مرزبانها «2» فى خمسمائة أسوار «3» فهزمهم عتبة ودخلوا البلد، وأقام عتبة عليها حتى فتحها فى شعبان سنة أربع عشرة وقالوا: فى رجب، وأصاب المسلمون سلاحا وطعاما ومتاعا، وكانوا يأكلون الخبز، وينظرون الى أيديهم، هل سمنوا؟ وأصابوا برانى «4» فيها جوز فظنوه حجارة، فلما ذاقوه استطابوه، ووجدوا صحناة «5» فقالوا: ما كنا نظن العجم تدخر العذرة، «1» وأصاب رجل سراويل فلم يحسن لبسها فرماها وقال: أخزاك الله من ثوب! فما تركك أهلك بخير، وأصابوا أرزا فى قشره، فلم يمكنهم أكله، فظنوه سما، فقالت بنت الحارث بن كلدة: إن أبى كان يقول: اذا أصابت النار السم، ذهبت غائلته «2» وطبخوه وأكلوه، فاستطابوه وجعلوا يأكلونه، ويقدرون أعناقهم، ويقولون: قد سمنا.
وبعث عتبة بالخمس الى عمر- رضى الله عنه- مع رافع بن الحارث ثم قاتل عتبة أهل دست ميسان، «3» وظفر بهم، واستأذن عمر فى الحج، فأذن له، فلما حج رده الى البصرة، فلما كان بالفرع «4» وقصته ناقته «5» فمات، فولى عمر البصرة المغيرة بن شعبة، فرمى بالزنا، فعزله، وولى أبا موسى.














مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید