المنشورات

أول من أذن معه فى المقصورة أبان بن عثمان

أخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد قال: قال الواقدى: أول من أذن معه المؤذنون فى المقصورة أبان بن عثمان ابن عفان، وانما كان يؤذن فيما مضى على المنارة، وكان أبان سجلا «1» أخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن العليمى عن المدائنى عن عبد الله بن حفص التميمى ومسلمة بن حرب بن خالد بن يزيد بن معاوية: أن أعرابيا توجه من الموسم يريد المدينة، فكسر به بعيره، فأقبل برحله يحمله، حتى أتى باب أبان ابن عثمان، وهو على المدينة، فسأله فحرمه فأتى عبد الله ابن جعفر فقال لآذنه: «2» ان معى هدية فأعلموه، فأعلمه فقال: هدية تحملها او يحملها غيرك؟ قال: أحملها. قال: هات فقال:
(أبا جعفر إنّ الجياد تواكلت ... وأدركها عند الحضار فتور) «3»
أبا جعفر ضنّ الأمير بماله ... وأنت على ما فى يديك أمير
فقال: قد يكون ذلك. فقال: أجل. فقال:
أبا جعفر يا ابن الشّهيد الّذى له ... جناحان فى اعلى الجنان يطير
أبا جعفر إنّ الحجيج ترحّلوا ... وليس لرحلى فاعلمنّ بعير
قال: أصبته انطلق إلى الابل، فتخير أفضل ناقة أو جمل فخذه، فجاء أعرابيا بصيرا بالابل، فتخير ناقة يعدها لرحله، فمنعه الغلام، فرجع الى عبد الله فأخبره، فوجه معه، فقال: أعطه الناقة التى طلب، والغلام الذى منعه، فجاء الغلام الى عبد الله فقال: جعلت فداك! صحبتى. فقال: لا بأس إنه بنا لصب، أتبيعه؟ قال: نعم. قال: بكم؟ قال: ثلاثمائة. قال: هى لك، ودونك السيف فلا تحد عنه، فانى ابتعته بأربعمائة دينار، وأعتق العبد وزوجه وولده، فقال الاعرابى:
حبانى عبد الله نفسى فداؤه ... بأعيس موّار سباط مشافره
والاعيس الابيض تعلوه حمرة والجمع عيس، والموار السريع السير، والسبوط فى سائر النجائب يستحب.
وأبيض من ماء الحديد كأنّه ... شهاب بدا واللّيل ملق عساكره «1»
سأثنى بما أوليتنى يا ابن جعفر ... وما شاكر عرفا كمن هو كافره
ومما روى عن أبان بن عثمان من الامثال ما أخبرنا به أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن هارون بن معروف عن عبد الله ابن وهب قال: قال حيان: أخبرنى أبو عثمان أنه سمع أبان بن عثمان يقول: قال رسول الله:- صلّى الله عليه وسلم- «المجالس أمانة» وقالوا، أحسنوا مجلس العشيرة، فقال:
الرجل اذا كان فى مجلس العشيرة لم يبال ما قال، واذا كان فى غيره تحفظ فى كلامه.
أخبرنا أبو أحمد عن الصولى قال: حدثنا ابن ذكوان قال: حدثنى التوزى قال: لما ولى أبان بن عثمان المدينة كان يطوف بالبيوت بنفسه ليسمع ما يحدث خوفا من أن يعاب بشىء، فسمع قائلا يقول: اللهم اعزل أبان، فقال أبان:- والمدينى لا يعرفه- وما صنع بك؟ قال: ما صنع بى شيئا، ولكنى استطلت ولايته ومللتها، قال له: ويحك! أنما له ستة أشهر، قال: ففى دون هذا نفع الملك، والله انى لامل كنيتى «1» فأغيرها فى كل جمعة، وانى لأؤذن فاذا توسطته مللت، فجئت بمن يتمه عنى.














مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید