المنشورات

أول من ميز العتاق والهجن المنذر بن أبى حمصة

أخبرنا أبو القاسم عن العقدى عن أبى جعفر عن معاوية ابن عمرو عن أبى اسحاق الفزارى عن أبى عيينة عن ابراهيم ابن المنتشر عن على بن الاقمر، أن الخيل أغارت بالشام وعلى الناس المنذر بن أبى حمصة الوادعى، وأدركت الفرات من يومها، وجاءت الكوادن «1» ضحى الغد فقال: لا أجعل ما أدرك كما لم يدرك، وكتب فى ذلك الى عمر- رضى الله عنه- فقال: لقد هبلت «2» الوادعى أمه، لقد أذكرته، أمضوا على ما قال وفى رواية أبى احمد قال رجل منهم:
ومنّا الذّى قد سنّ فى الخيل سنّة ... وكانت سواء قبل ذاك سهامها
وقالوا: اول من ميز بينها سليمان بن ربيعة.
أخبرنا أبو القاسم عن العقدى عن أبى جعفر عن معاوية عن إسحاق عن أبى رجاء عن موسى بن عثمان بن الاسود قال: بعث عمر سليمان بن ربيعة على جيش، وسار معه عمرو بن معد يكرب وطليحة الاسدى، فلقوا العدو فهزموهم وأصابوا غنائم كثيرة، فلما قفل «3» قسمها، وأمر أن تعرض عليه الخيل، فكان يسهمها ولا يسهم الا لكل عتيق، «4» فمر به فرس لعمرو وفيه غلظ فقال سليمان: انه لهجين، «5» وما أريد أن أسهمه، فغضب عمرو وقال:
أجل ما يعرف الهجين الا الهجين، فقدم اليه الاشتر وكان من رهطه فقال: يا عمرو ما تراك الا سلبت الحال التى تكون عليها بالبادية، أما تعلم ان هذا الاسلام، وأن أمر الجاهلية قد اضمحل؟ أما لو أمرنا بك لاخذناك له فقال عمرو: ما عرفت الذل قبل اليوم. وبلغ أمرهما عمر فكتب الى سليمان: أما بعد: فقد بلغنى صنيعك بعمرو، وأنك لم تحسن بذلك ولم تجمل فيه، واذا كنت بمثل مكانك من دار الحرب، فانظر عمرا وطليحة وقربهما منك. 
واسمع منهما فان لهما بالحرب علما وتجربة، واذا وصلت الى دار السلام، فأنزلهما منزلتهما التى أنزلا أنفسهما بها، وقرب أهل الفقه والقرآن.
وكتب الى عمرو: أما بعد فقد بلغنى اقتحامك «1» لاميرك، وشتمك له، وان لك لسيفا تسميه الصمصامة، وان لى سيفا أسميه المصمم، وانى أحلف بالله لو قدر لى ووضعته على هامتك «2» لا أرفعه حتى أقدك «3» به. فلما جاءه الكتاب قال: والله ان هم ليفعلن.














مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید