المنشورات

أول من ادعى نصرة أهل البيت أول من نال الرئاسة بالحيلة

المختار بن أبى عبيد الثقفى، وهو أول من نال الرئاسة بالحيلة فى الاسلام.
أخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن أبى أحمد عن عيسى ابن دينار قال: سألنا أبا جعفر عن المختار قال: كان كذابا يكذب على الله ورسوله، ولكنه أول من نصرنا، ومن مليح حيله ما أخبرنا به أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن أبى بكر الهذلى عن الاصمعى قال: أراد محمد ابن الحنفية ان يقدم الكوفة أيام المختار، وكان المختار يدعو اليه ويزعم أنه أمره، فبلغ المختار ذلك فقال: ان فى المهدى علامة أن يضربه رجل فى السوق ضربة بالسيف فلا يضره، فلما بلغ ذلك محمدا أقام، وانما قال ذلك لعلمه أن محمدا اذا ورد الكوفة لم يكن للمختار فيها معه أمر.
أخبرنا أبو أحمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن رجاله قال: قال المختار: أى عبد بايعنا فهو حر، فسمعها عبد الله بن الزبير فقال: كان يقول:
إنى اعرف كلمة لو قلتها كثر تبعى، وهى هذه الكلمة.
قال أبو هلال- أيده الله- أحب الزنج وبنى أمره على هذا فاستمال العبيد.
وكان المختار لا يقرأ حرفا من القرآن، وكان يصلى بالناس صلاة النهار ولا يصلى بهم صلاة الليل، فاتهموه فكانوا يقرأون خلفه.
أخبرنا باسناده عن أبى زيد عن رجاله عن طفيل بن جعدة ابن هبيره قال:
رأيت لجار لنا زيات كرسيا قد شربه الزيت وركبه وسخ كثير، وكنت قد أعدمت، فأخذته منه وجئت المختار، فقلت: كنت اكتمك شيئا ثم لم أستحل ذلك، معنا كرسى كان جعدة بن هبيرة يجلس عليه يرى أن فيه أثرة من العلم، «1» قال: سبحان الله! أفأخرته الى اليوم؟ ابعث به، فبعثت به وقد غسل فخرج عود نضار «2» أبيض، فغشاه «3» وأمر لى باثنى عشر ألف درهم وخطب فقال: لم يكن فى الأمم الخالية أمر الا كان فى هذه الامة، وكان فى بنى اسرائيل التابوت، وفيكم هذا الكرسى، اكشفوا عنه، فكشفوه فكبر الناس، ثم أقبل عبيد الله ابن زياد يريد قتاله، فقال لابراهيم بن الاشتر: أمرنى جبريل أن أوليك حربه.
فخرج فى اثنى عشر ألفا وقال له: سيكون لاصحابك جولة، فلا تروعنك، فعندها نزول الملائكة لنصرى، ودفع الى مولاه طيورا بيضا وقال: كن من ورائهم، ولا يعلمن بك أحد، فاذا التقوا وجالوا فأرسلها، ففعل، وخرج ابراهيم، ومعه الكرسى على بغل يمسكه سبعة عن يمينه وسبعة عن يساره، فقتل من أهل الشام مقتلة عظيمة، وازدادت فتنتهم بالكرسى، وقتل إبراهيم عبيد الله ابن زياد وهو لا يعرفه.
فلما أصبحوا رأوه فاحتزوا رأسه، وحمله إبراهيم الى المختار، فوضعه بين يديه وهو يتغدى، فقال: الحمد لله، وكان قد وضع رأس الحسين (عليه السلام) بين يدى بن زياد، وهو يتغدى ثم بعث به المختار الى ابن الحنفية، فأرسله ابن الحنفية الى على بن الحسين، فوصل اليه وهو يتغدى فقال: الحمد لله! دخلت على ابن زياد، وبين يديه رأس أبى وهو يتغدى، وأتى ابن الزبير بالرأس، ووضع بين يديه، فخرجت حية من تحت الاستار فأخذت بأنفه، فأمر به والقى فى بعض شعاب مكة، ثم سار مصعب من البصرة يريد قتال المختار، فأخرج اليه جيشا فهزمهم مصعب، وجاء فخرج اليه المختار، فقاتله وانهزم وتمثل:
كلّ بؤس ونعيم زائل ... وبنات الدّهر يلعبن بكل
والعطيّات شتات بينهم ... وسواء قبر مثر ومقل
ودخل القصر، ومعه خمسة آلاف من أصحابه، فحاصرهم مصعب فتمثل المختار بشعر غيلان بن سلمة:
فلو رآنى أبو غيلان اذ حسرت ... عنّى الأمور الى أمر له طبق «1»
لقال رغب ورهب أنت بينهما ... حب الحياة وهول النّفس والشّفق «2»
إما مسيف على مجد ومكرمة ... او أسوة لك فيمن تهلك الورق «1»
ثم قال لاصحابه: أخرجوا فقاتلوا، فاما أن تظفروا أو تموتوا كراما خير لكم من أن يخرج غدا كل رجل منكم فتضرب عنقه وأنتم تنظرون، فأبوا، فقال: وانى لا أعطى بيدى وخرج فى نفر يسير، فقاتل حتى قتل، والمختار اول من لبس الدراريع «2» السود بالعراق.














مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید