المنشورات

أول من حذا الخيل، وأول من اتخذ ركب الحديد المهلب بن أبى صفرة

وكانت ركب العرب من الخشب فقال فيه الشاعر:
ضربوا الدّراهم فى إمارتهم ... وضربت للحدثان والحرب
حلقا ترى فيها مرافقهم ... كمناكب الحمّالة الجرب
وذلك ان الفارس يصل الراجل بركابه فيوهن مرفقه، وكان المهلب أفضل رأيا وعزيمة وكرما وشجاعة، ونظرا بالجواب وكان يقاتل الخوارج ببعض النواحى، وقد خندق على عسكره وبقربه أجمة «1» فدخلها يوما، فطافها، فلما عاد، قال لاصحابه: زيدوا فى عرض الخندق ذراعا، فقالوا: لا حاجة الى ذلك قال: لا بد منه، فزيد فيه، فلما كان الغد، رأوا شجرة طويلة قد طرحت فى الخندق، واذا العدو قد عضدوها «1» من تلك الاجمة، وأرادوا نصبها على الخندق، والعبور عليها.
وكان يقول لولده: ما رأيت أحدا قط بين يدى، الا أحببت أن يكون ثنائى عليه، واعلموا يا بنى أن ثيابكم على غيركم احسن منها عليكم، وذكر أبو تمام هذا فى قصيدة يخاطب بها على بن مرو ويستهديه فروا.
دنا سفر والدّار تنأى وتصقب ... وينسى سراه من يعافى ويصحب «2»
وأيّامنا خزر العيون عوابس ... اذ لم يخضها الحازم المتلبّب «3»
ولا بدّ من فرو اذا اجتابه امرؤ ... غدا وهو سام فى الصنّابر أغلب «4»
أمين القوى لم تحصص الحرب رأسه ... ولم ينض عمرا وهو أبيض أشيب «5»
قال أبو هلال: يقول. لم يطل لبسه وهو أسود لانه اذا كثر بياضه كان أسرى له.
يسرّك بأسا وهو غير معمّر ... ويعتدّ للأيّام حين يجرّب
تظلّ البلاد ترتمى بضريبها ... وتشمل من أقطارها وهى تجنب
قال أبو هلال: يقول: اذا صارت الريح شمالا ذموا صاحبها فكان الريح جنوبا.
إذا البدن المقرور ألبسه غدا ... له راشح من تحته يتصبّب «1»
اذا عدّ ذنبا ثقله منكب امرىء ... يقول الحشا احسانه حين يذنب
يراه الشّفيف المرثعنّ فينثنى ... حسيرا وتغشاه الصّبا فتنكّب «2»
اذا اليوم أمسى وهو غضبان لم يكن طويل مبالاة به حين يغضب
كأنّ حواشيه العلى وخصوره ... وما انحطّ منه جمرة تتلهّب
فهل أنت مهديه لمثل شكيره ... من الشّكر يعلو مصعدا ويصوّب
له زئبر يحمى من الذّمّ كلّما ... تجلببه فى محفل متجلبب «3»
فأنت العليم الطّبّ أىّ وصيّة ... بها كان أوصى بالثّياب المهلّب
















مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید