المنشورات

أول من اتخذ الدفاتر للحساب فى الديوان خالد بن برمك

وكان قبل ذلك فى أدراج، وهو أول من رسم ديوان الخيل على ما هو عليه اليوم، وجدت بخط أبى أحمد لما استخلف السفاح، أقر خالد بن برمك على ما كان اليه من أمر الغنائم وقسمها. وضم اليه ديوان الخراج والجند فحسن أثره وكان الديوان صحفا مدرجة، فجعلها دفاتر فخص بأبى العباس وعرض اليه بعد أبى سلمة، وقال الشاعر فى آل برمك:
وزارة تشغل عقد العاقد ... ورثتموها عن أبيكم خالد
قد أحكمت بالشّد والوطائد ... للولد الغابر بعد الوالد «1»
قال ابراهيم السندى: كان خالد بن برمك مع قحطبة وقد نزل قريبا من العدو فى حرب، فنظر خالد الى الصحراء وقال: أيها الأمير! ناد فى الناس بالركوب والاستعداد للحرب قال: وما ذاك؟ ثم طلع سرعان «2» حبل العدو، فصادفوا منهم هيئة واستعدادا، فدفعوهم، فعجب قحطبة وقال: كيف عرفت ذلك؟ قال: رأيت الوحش مقبلة الينا فعرفت أنها لم تصل الى غير شأنها الا لجيش قد غص «3» الفضاء، وملأ الصحراء، قال: أمتعنى الله بك، فلولا فطنتك لاصطلمنا «4» .
وهو أول من سمى سؤال الملوك روادا.
وجدت فى خطبة بعض الشيوخ. صار عبد الله بن شريك النميرى فى جملة من أهل البيوتات، الى خالد بن برمك يستميحه «1» فقالوا له: قد حضر سؤالك: فقال: انى والله استقبح لهم هذا الاسم، وقال: رأيت ان أسميهم روادا. فقال عبد الله بن شريك: والله ما ندرى أى يديك عندنا أجل، صلتك أم تسميتنا؟ وقال يزيد بن خالد الكوفى:
حذا خالد فى بذله حذو برمك ... فليس له فى الباذلين عديل
وكان بنو الآمال «2» يغزون قبله ... الى اسم على الاعدام فيه دليل
يسمّون بالسّؤال فى كلّ موطن ... وان كان فيهم فاضل وجليل
فسمّاهم الرّواد سترا عليهم ... كذاك فعال الأنبلين نبيل
وكان خالد بن برمك يأمر باجراء الانزال على من يقدم عليه من الزوار، ويتعاهدهم بأنواع التحف، وينزلهم المنازل الواسعة، فاذا تراخت أيام الواحد منهم، أمر له بجارية ناهد «3» بكر فقدم عليه أبو جيش النمرى وأنشده شعرا منه:
وما أنا إذ زرت الاغرّ ابن برمك ... من النّاهد البيضاء بالمتباعد
وزير أمير المؤمنين ومن له ... يد فضلت فى الجود كلّ مجاود
فقال: لا تنصرف الا وهى معك، وكان وقت العشاء الآخرة وقال لوكيله: أحضر وصيفة بيضاء ناهدا. قال: من أين لى ذلك فى هذا الوقت؟
قال: لا بد، وكان لا يراجع قال: فجئته بوصيفة كانت لى، فدفعتها اليه واحتسبتها بثمنها لى.
وقيل ان المساور بن النعمان- وكان على كورة فارس- أول من سمى السؤال زوارا، وأنشدوا:
انّ المساور أعطى اللّائذين به ... مع اللهى أحسن الأسماء للبشر
كانوا يسمّون سؤالا فصيّرهم ... دون البريّة زوارا ولم يجر














مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید