المنشورات

أول امرأة جلدت فى زنبيل أم جعدة الليثى

وهى جدة بنى جعدة، أخبرنا أبو احمد عن الجوهرى عن أبى زيد عن محمد بن يحيى بن أبى غسان عن بحر بن على، ان ابنة لعثمان بن عفان كانت تحت مروان بن الحكم،- وهو يومئذ أمير على المدينة- وكانت تحب الحديث، وكان ممن يحدث اليها رجل من بنى ليث، ثم أحد بنى سجع يقال له: عبد الرحمن بن عمر بن شييبة، وكان يلقب خان الجمال وكان ذلك يبلغ مروان فيكذب به، وكان أخوا مروان عبد الرحمن ويحيى يطالبان أن يخلى بينه وبينهم، فبينما هم على ذلك إذ خرج مروان حاجا، فبلغ أخوته حين دخلوا مكة ان قد أدخلته، فرفعوا ذلك الى مروان.
وقالوا: ائذن لنا ننهض اليه فنقتله، فزجرهم عن ذلك فألحوا عليه، حتى اذا كان يوم النفر الأول ألحوا عليه فقال: دونكم وما تريدون، فخرجوا، وسمع ذلك خصى على رأس مروان فانسل، وجعل يسأل عن منازل بنى ليث، حتى دخل عليهم، فوجد عبد الرحمن بن جحش،- وهو ابن عم الرجل- فقال له: تعرف ابن عمك خان الجمال؟ قال: نعم. قال: تعلم ان بنى الحكم، قد استأذنوا الامير ان يخرجوا ليقبضوا عليه فى دار مروان؟ قال وما علمك بذلك؟ قال:
كفيتك. أنه عندها فر رأيك. ثم ولى.
قال فقلت: أبعده الله وأسحقه! ثم أدركتنى الرحم فقمت الى ناقتى الزلوج فارتحلتها، ثم أخذت بزمامها حتى جئت العقبة، فسألت عندها: هل رمى أحد؟ قالوا: نعم. مر الآن ركب متنكرون فرموا ثم ولوا سراعا. فرميت ثم مضيت سريعا، حتى دخلت المسجد الحرام، فسألت أهل الطواف عنهم فقالوا: نعم طاف الآن بنو الحكم وغلمان لهم، ثم مضوا على رواحلهم، فركبت، فلا أمر على أحد الا قالوا: مروا سراعا، حتى نزلت السرج، «1» فأشير لى اليهم، أنظر الى عمائمهم، فسرت حتى أمسيت، وجاوزت بريديدعة، «2» نظرت الى بياضهم معرسين، قال: فنزلت وعلقت الزمام الى عنق راحلتى، ثم خرجت وخرجت وراءها، وعدلت ذات الشمال عن المحجة، فاستيقظ رجل منهم فقال: من هذا؟ قلت: فحام، قال: أمض راشدا حتى اذا تواريت منهم أنخت وركبت، ووضعت السوط فى الراحلة، فجئت المدينة من الغد، حيث صليت العتمة، فأنخت عند باب المسجد الذى عند باب مروان- والقاضى أبو هريرة- فسألت عنه فقيل: انصرف، وأخذت بحلقة المسجد، وصحت بأعلى صوتى- أنا عبد الله بن جحش وقد سبقنا الحاج، وتركت الامر صالحا، لا يقولن أحد انى كنت قبله، ورددت ذلك مرارا حتى علمت أن من فى الدار قد سمع صوتى، فلما رأيت ذلك قلت أيضا:
أنا ابن جحش وهى الزّلوج ... حمراء فى حاركها دموج «3»
كأنّ فاها قتب مفروج ... يأيّها الفوّاقة والولوج «4»
أخرج فقد آن لك الخروج ... أتاك بالقوم مطايا عوج «1»
لهنّ من طول السّرى ضجيج قال: وكان مروان قد اتهم أم جعدة التى تمشى بين خان الجمال وبين زوجته، فأخذها- وكانت عظيمة ذات خلق- وأمر بها فجعلت فى مكتل، ثم ربط عليها وهى فيه- فكانت اول امرأة جلدت فى مكتل.













مصادر و المراجع :      

١- الأوائل

المؤلف: أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (المتوفى: نحو 395هـ)

الناشر: دار البشير، طنطا

الطبعة: الأولى، 1408 هـ

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید