المنشورات

عرفت ببرقة الودّاء رسما ... محيلا طاب عهدك من رسوم

وقال يهجو الأخطل:
1 عرفت ببرقة الودّاء رسما ... محيلا طاب عهدك من رسوم
الوداء، واد أعلاه لبني العدوية والتيم، وأسفله لبني كليب وضبة.
2 عفا الرسم المحيل بذي العلندي ... مساحج كلِّ مرتجز هزيم
العلندي: شجر كثير الدخان. والمساحج: واحدها مسحج: وهو ما قشر الأرض من المطر. والمرتجز: الراعد. والهزيم: المنهزم من المطر.
2 فليت الظاعنين هم أقاموا ... وفارق بعض ذا الأنس المقيم
4 فما العهد الذي عهدت إلينا ... بمنسيّ البلاء ولا ذميم
5 وزارت فتية ورحال ميسٍ ... لدى فتل مرافقهن هيم
الميس: شجر يعمل منه الرحال يحمل من عمان. والفتل: اندماج في المرافق والآباط. والهيم: التي يصيبها الهيام: وهو من شربها الماء الحار فيذهب لحمها وهو سلالها. فشبه هذه الإبل لطول السفر والدؤوب بتلك الإبل الهيم.
6 يساقطن النَّقيل وهنَّ خوص ... بغبر البيد خاضعة الحزوم
نقائلها: نعالها واحدها نقيلة. والخوص: الغائرة العيون، والغبر:
المغبرة القبيحة. والحزوم: ما غلظ من الأرض ونشز. وخشوعها: لأنه لا أعلام فيها ولا تسلك.
7 تعطَّف من نوابع كل هجر ... عصيمًا بالجلود على عصيم
يريد أن عرقها يلبسها من حر الهواجر. والعطاف: الرداء. فشبّه العرق بعطاف يعطفنه. والعصيم: القطران، وإنما أراد ركوب العرق بعضه على بعض.
8 سرين الليل ثم وردن خمسًا ... ولا يسطيع ذاك أخو النعيم
9 أعاذل طال ليلك لم تنامي ... ونام العاذلات ولم تنيمي
لم تنيمي: أي لم تدعي أحدًا ينام.
10 إذا ما لمتني وعذرت نفسي ... فلومي ما بدا لك أن تلومي
11 ذميل الناعجات بكل خرق ... شفاء الطارقات من الهموم
12 تريح نقادها جشم من بكر ... وما نطقوا بأنجية الحكوم
النقاد: جمع نقدة: وهي صغار الضأن وأدمُّها. يقول: إنهم رعاء. والمناجاة: المشاورة، والأنجية: القوم يتشاورون في أمر، وأنشد:
إني إذا ما القوم كانوا أنجية ... وشدّ فوق بعضهم بالأروية
عناك أوصيني ولا توصي بيه
13 لقد سفهت حلومهم وأجروا ... مع المسبوق حيث جرى المليم
المليم: الذي يأتي ما يلام عليه. أراد: مع المسبوق المليم حيث جرى
14 ألم أخص الفرزدق قد علمتم ... فأمسى ما يكشُّ مع القروم
الكشيش والكتيت واحد: وهو هدير البكر قبل نبات شقشقته.
15 لهم مرّ وللنخبات مر ... فقد رجعوا بغير شظا سليم
النَّخبة: الجبان، ويقال: نخب الرجل ينخب نخبًا. والشظا: عظيم دقيق يكون في وظيف الفرس، فإذا عنت الشظا ضعف عدوه، يقال شظى يشظى شظًا شديدًا: يريد أنه أوقع ببني مجاشع مرة وبتغلب مرة أخرى.
16 وقد نال الأخيطل من هجائي ... دحول السَّبر غائرة الهزوم
يريد شجة واسعة الفم، لها في نواحيها ألجاف. وسبرها: مقدارها.
17 وكيف يصول أرصع تغلبي ... وما للعبد من حسب قديم
الأرصع والأمسح والأزل والأرسح واحد: وهو يقال من ذلك للمرأة فعلاء.
18 سمونا للمكارم فاحتوينا ... بلا وغل المقام ولا سؤوم
الوغل: الضعيف، والوغل: ما جل في الغربال من دقه. والواغل: الذي يدخل على القوم يشربون ولا يدعى. والسؤوم: الضجور
19 وقد هجموا الرهان فما كبونا ... وما أوهى قناتي من وصوم
هجموا: أوقعوا وأوجبوا. والوصوم: العيوب، واحدها وصم.
20 ترى الشعراء من صعق مصاب ... بصكته وآخر مستديم
المستديم: المنتظر لصكة أخرى. والصعق: المغشي عليه.
21 لقد وجدوا رشائي مستمرًّا ... ودلوي غير واهية الأديم
22 ومثلك قد قصدت له فأمسى ... أخا حلم وما هو بالحليم
23 يرى حسراته ويخاف درئي ... ويغضي طرفه نظر الأميم
الأميم: الذي قد شج مأمومة: وهي التي بلغت أم الدماغ. والدرء: الامتناع والدفع. والأمة والمأمومة واحد.
24 فإن تغلب فإنك تغلبي ... نزلت بغاية الحمق اللئيم
25 ستعلم أن أصلي خندفيّ ... جبا لي أفضل الحسب الكريم
ويروى: حبا لي أفضل. حبا؛ امتد وارتفع في السماء طولًا، جبا لي: جمع لي أصلي، يقال: جبا يجبي ويجبو، وقلى اللحم وما أشبهه يقليه ويقلوه.
26 فنفسي والنفوس فداء قوم ... بنوا لي فوق مرتقب جسيم
27 نزلت بفرع خندف حيث لاقت ... شئون الهام مجتمع الصميم
الشئون: فضول قبائل الرأس ومجارج الدموع، واحدها شأن. والصميم عظم الهامة.
28 أفاضل بالرِّباب وآل سعد ... وزيد مناة إذ خطرت قرومي
الرباب: بنو عبد مناة بن أد، وهم تيم وثور وعدي وعوف، وهو عكل، وأشيب. وضبة عمهم وهو معهم في الرباب. وسعد بن زيد مناة بن تميم. والقروم: الفحول.
29 وجدنا المجد قد علمت معد ... وعز الناس تم إلى تميم
30 مطاعيم الشَّمال إذا استحنت ... وفي عرواء كل صبًا عقيم
يريد أنهم مطاعيم الشتاء. والعرواء: البرد الشديد والرعدة. والعقيم: التي لا مطر فيها. واستحنان الشتاء الشمال: هيجه لها.
31 سبقنا العالمين بكل مجد ... وبالمستمطرات من النجوم
المستمطرات: منازل القمر وبها الأمطار، تزعم العرب.
32 إذا نجم تغيب لاح نجم ... وليست بالمحاق ولا الغموم
إنما هذا مثل ضربه. يقول: إذا ما مات سيد قام سيد مكانه والمحاق آخر الشهر حيث ينمحق القمر. والغموم: صغار النجوم وخفيّها، واحدها غم.
33 سأبسط من يديَّ عليك فضلًا ... ونحن القاطعون يد الظلوم
يقول: سأبسط عليك فضل عقوبة من عقوبتي.
34 رأوا بثنية الفهدات وردًا ... فما عرفوا الأغرّ من البهيم
والبهيم: الذي لا شية به. والفهدات: قارات بجوّ ذي بهدى.
35 وأعيينا أباك أبا غويث ... فأعي عن مجاهدة الخصوم
36 وأدركنا الهذيل بلافظات ... دم الأشداق من علك الشكيم
37 ظغا في القدِّ آدر تغلبي ... ضبيح الجلد من أثر الكلوم
الضبيح: الجلد الأسود المحترق من الجراح.
38 منعنا الجوف والنَّعم المندَّى ... وقلنا للنساء به أقيمي
قوله: "الجوف" أراد: جوف ذي بهدي. والمندى: الذي يرعى حول الماء وهي التندية.
39 وقد هجمت وأمِّك خيل قيس ... على رعن السَّلوطح ذي الأروم
هذا يوم البشر. والأروم: الأعلام.
40 وما قتلي بني جشم بن بكر ... بزاكية الدماء ولا اللحوم
41 فحسبك أن تنوّح بين دنَّ ... وباطية وإبريق رذوم
الرذوم: الهائل.
42 حكمت بحكم أمك حيث تلقى ... خليطًا من صقالبة وروم
هذا حين حكم بينه وبين الفرزدق يوم بشر بن مروان حين سأله عنهما 
43 حرام التغلبيّ له حلال ... بمنضمِّ الغياطل والكروم
44 أليس أبوك ذا زمع ثمان ... وأمك ذات مكتشر ذميم
الزَّمع: الذي وراء القوائم فوق الأرساغ من البقر والغنم والخنازير، يريد أنه ابن خنزيرين.
45 لبئس الفحل ليلة أشعرته ... عباءتها مرقَّعةً بنيم
النيم: الفرو.
46 فذاك الفحل جاء بشر نجل ... خبيثات المثابر والمشيم
المثّبر: موضع مسقط الولد.









مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید