المنشورات

أجدَّك لا يصحو الفؤاد المعلَّل ... وقد لاح من شيب عذار ومسحل

قال جرير يهجو الأخطل:
1 أجدَّك لا يصحو الفؤاد المعلَّل ... وقد لاح من شيب عذار ومسحل
قوله: أجدك: يريد أحقًّا منك هذا. وروى عمارة: الفؤاد المعذل. والمعذل: الملوم. والعذاران: العارضان. والمسحل: ما تحت الذقن.
2 ألا ليت أن الظاعنين بذي الغضا ... أقاموا، وبعض الآخرين تحملوا
3 فيومًا يجارين الهوى غير ما صبأ ... ويومًا ترى منهن غولًا تغوّل
قال المهلبي: هذه رواية جيدة وسيبويه يرويه: غير ماضٍ بتحريك الياء وهو رديء إلا أنه شاهد. ومجاراتهن الهوى: قولهن بألسنتهن، ولا يمكن من غير صبا إلى. والتغول: التلوّن والتقتل. وروى أبو عبد الله: يدانين الهوى.
4 ألا أيها الوادي الذي بان أهله ... فساكن مغناهم حمام ودخَّل
الدُّخَّل: التُّمّر: وهو ابن تمرة: وهو طائر أصغر من العصفور.
5 فمن راقب الجوزاء أو بات ليله ... طويلا فليلي بالمجازة أطول
ويروي: لليلى بالمجازة. والمجازة: ما بين ذات العشر والسُّمينة من طريق البصرة وهو أول رمل الدهناء.
6 بكى دوبل لا يرقئ الله دمعه ... ألا إنما يبكي من الذل دوبل
كان الأخطل يلقب صغيرًا دوبلًا وبكاؤه لقوله:
لقد أوقع الجحاف بالبشر وقعة
7 جزعت ابن ذات الفلس لما تداركت ... من الحرب أنياب عليك وكلكل
يريد أن قدرها أن تزني بفلس. وقال غير ابن حبيب: الفلس الذي يحتج لهم إذا أدوا الجزية.
8 فإنك والجحاف يوم تحضه ... أردت بذاك لئكت والورد أعجل
يقول: أردت تأنى الجحاف وإبطاءه عنكم، ووروده كان إليكم أعجل.
9 سرى نحوكم ليل كأن نجومه ... قناديل فيهنَّ الذُّبال المفتَّل
الليل ها هنا الجيش الكثير، شبّهه بسواد الليل، وشبّه لمعان السلاح فيه بالقناديل. والذبال: الفتل. وروى عمارة: ليلا، جعل الليل وقتًا ساريًا والأول أجود.
10 فما انشق ضوء الصبح حتى تعرفوا ... كراديس يهديهنّ ورد محجّل
يريد بالورد المحجل: الجحاف. ويهديهن: يتقدمهن، شبهه بالفرس الورد.
11 فقد قذفت من حرب قيس نساؤكم ... بأولادها منها تمام ومعجل
12 ومقتولة صبرًا ترى عند رجلها ... بقيرًا وأخرى ذات فعل تولول
13 وقد قتل الجحاف أزواج نسوة ... يسوق ابن خلاَّس بهنَّ وعزهل
هذان قيسيان
14 تقول لك الثكلى المصاب حليلها ... أبا مالك ما في الظعائن مغزل
المغزل: من الغزل واللعب، وإنما يهزأ به. يقول: قد شغلك ما صنعت عن التغزل.
15 حضضت على القوم الذين تركتهم ... تعل الردينيات فيهم وتنهل
تعل: ليس من لغته، وإنما هي لغة قيس، فأما تميم فتقول: تعل. والنهل: الشرب الأول، والعلل: الشرب الثاني.
16 عقاب المنايا تستدير عليهم ... وشعث النواصي لجمهن تصلصل
عقاب المنايا: الراية، شبهها بالعقاب.
17 بدجلة إن كروا فقيس وراءهم ... صفوفًا وإن راموا المخاضة أوحلوا
18 وما زالت القتلى تمور دماؤها ... بدجلة حتى ماء دجلة أشكل
تمور: تجري، والأشكل: الذي تخالطه حمرة، وكذلك العين الشكلاء إذا كان سوادها يضرب إلى الحمرة، فإذا كان سوادها يضرب إلى الخضرة فهي الزرقاء.
19 فإن لا تعلَّق من قريش بذمة ... فليس على أسياف قيس معوَّل
يقول: إن لم تعلق بجوار قريش حتى تأمن، فليس لك عندهم جوار ولا هوادة ولا بقيا.
20 لنا الفضل في الدنيا وأنفك راغم ... ونحن لكم يوم القيامة أفضل
يريد منكم أفضل.
21 وقد شقَّقت يوم الرحوب سيوفنا ... عواتق لم يثبت عليهن محمل
22 أجار بنو مروان منهم دماءكم ... فمن من بني مروان أعلى وأفضل









مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید