المنشورات

بان الخليط ولو طوِّعت مابانا ... وقطَّعوا من حبال الوصل أقرانا

قال جرير يهجو الأخطل:
1 بان الخليط ولو طوِّعت مابانا ... وقطَّعوا من حبال الوصل أقرانا
2 حيِّ المنازل إذ لا نبتغي بدلا ... بالدار دارًا ولا الجيران جيرانا
هذه الرواية عطف على عاملين .. ويروى: وبالجيران جيرانا.
3 قد كنت في أثر الأظعان ذا طرب ... مروَّعًا من حذار البين محزانا
4 يا ربَّ مكتئب لو قد نعيت له ... باكٍ وآخر مسرور بمنعانا
5 لو تعلمين الذي نلقى أويت لنا ... أو تسمعين إلى ذي العرش شكوانا
أويت: رققت.
6 كصاحب الموج إذا مالت سفينته ... يدعو إلى الله إسرارًا وإعلانا
7 يا أيها الراكب المزجي مطيَّته ... بلِّغ تحيتنا لقيت حملانا
8 بلِّغ رسائل عنا خف محملها ... على قلائص لم يحملن حيرانا
يريد أنهن حول لم يلقحن. والحيران: جمع حوار.
9 كيما نقول إذا بلِّغت حاجتنا ... أنت الأمين إذا مستأمن خانا
10 نهدي السلام لأهل الغور من ملح ... هيهات من ملح بالغور مهدانا
ملح: ماء لبني العدوية.
11 أحبب إليَّ بذاك الجزع منزلةً ... بالطلح طلحًا وبالأعطان أعطانا
الأعطان: مبارك الإبل، واحدها عطن.
12 يا ليت ذا القلب لاقى من يعلله ... أو ساقيًا فسقاه اليوم سلوانا
السلوان: ما يسليه، وكل ما سلى عن شيء فهو سلوان، ويقال هو حجر كانوا يطرحونه في الماء ثم يسقونه العاشق فيسلو.
13 أو ليتها لم تعلِّقنا علاقتها ... ولم يكن داخل الحب الذي كانا
ويروى: أوليتها لم تعلقنا علائقها.
14 هلا تحرجت مما قد فعلت بنا ... يا أطيب الناس يوم الدَّجن أردانا
ويروى: هلا تحرجت مما تفعلين بنا. يوم الدجن، يوم إلباس غيم ومطر، وإنما خصه بذلك لأنه يوم إقامة وأكل وشرب. والأردان: جماعة ردن: وهو القنان والكم أيضًا.
15 قالت. ألمَّ بنا إن كنت منطلقًا ... ولا إخالك بعد اليوم تلقانا
16 يا طيب هل من متاع تمتعين به ... ضيفًا لكم باكرًا يا طيب عجلانا
أراد: طيبة.
17 ما كنت أول مشتاق أخي طرب ... هاجت له غدوات البين أحزانا
18 يا أم عمرو جزاك الله مغفرة ... ردّي عليّ فؤادي كالذي كانا
19 ألست أحسن من يمشي على قدم ... يا أملح الناس كل الناس إنسانا
يريد إنسان العين.
20 يلقى غريمكم من غير عسرتكم ... بالبذل بخلًا وبالإحسان حرمانا
21 لا تأمننَّ فإني غير منه ... غدر الخليل إذا ما كان ألوانا
22 قد خنت من لم يكن يخشى خيانتكم ... ما كنت أول موثوق به خانا
23 لقد كتمت الهوى حتى تهيّمني ... لا أستطيع لهذا الحب كتمانا
24 كاد الهوى يوم سلمانين يقتلني ... وكاد يقتلني يومًا ببيدانا
25 وكاد يوم لوى حواء يقتلني ... لو كنت من زفرات البين قرحانا
الرجل القرحان: الخليُّ، من ذاك يقال: رجال قرحان وقراحيّ: إذا لم يخصَّب ويجدَّر وكذاك إذا لم يشهد حربًا فيجرح فيها.
26 لا بارك الله فيمن كان يحسبكم ... إلا على العهد حتى كان ما كانا
27 من حبكم فاعلمي للحب منزلةً ... نهوى أميركم لو كان يهوانا
أميرها: قيِّمها. ويروى: منزلةٌ بالرفع، جعلها اعتراضًا لا يعملها.
28 لا بارك الله في الدنيا إذا انقطعت ... أسباب دنياك من أسباب دنيانا
29 يا أمَّ عثمان إن الحب عن عرض ... يصبي الحليم ويبكي العين أحيانا
30 ضنَّت بموردةٍ كانت لنا شرعًا ... تشفي صدى مستهام القلب صديانا
الصدى: العطش والصديان: العطشان.
31 كيف التلاقي ولا في القيظ محضركم ... منا قريب ولا مبداك مبدانا
32 نهوى ثرى العرق إذ لم نلق بعدكم ... كالعرق عرقًا ولا السُّلاَّن سلانا
العرق: واد لبني حنظلة بن مالك. والسلان: واد لبني عمرو بن تميم.
33 ما أحدث الدهر ما تعلمين لكم ... للحبل صرمًا ولا للعهد نسيانا
34 أبدِّل الليل لا تسري كواكبه ... أم طال حتى حسبت النجم حيرانا
الحيران: المقيم الذي لا يبرح.
35 يا ربَّ عائدة بالغور لو شهدت ... عزَّت عليها بدير اللُّجِّ شكوانا
دير اللج: بظهر الحيرة.
36 إن العيون التي في طرفها مرض ... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
37 يصرعن ذا اللب حتى لا صراع به ... وهن أضعف خلق الله أركانا
ويروى: لا حراك به.
38 يا ربَّ غابطنا لو كان يطلبكم ... لاقى مباعدة منكم وحرمانا
39 أرينه الموت حتى لا حياة به ... قد كنَّ دنَّك قبل اليوم أديانا
دنك: عوَّدنك: والدين: العادة، والدين: الجزاء، والدين: الطاعة.
40 طار الفؤاد مع الخود التي طرقت ... في النوم طيِّبة الأعطاف مبدانا
41 مثلوجة الريق بعد النوم واضعةً ... عن ذي مثان تمجُّ المسك والبانا
مثانيها: قرونها يتثنى بعضها على بعض.
42 تستاف بالعنبر الهنديّ قاطعةً ... همَّ الضجيع فلا دنيا كدنيانا
43 ظني بكم حسنٌ من خبرة بكم ... فلا تكونوا كمن قد كان ألوانا
44 بتنا نراها كأنا مالكون لها ... يا ليتها صدقت بالحق رؤيانا
45 قالت تعزَّ فإن القوم قد جعلوا ... دون الزيارة أبوابًا وخزانا
46 لما تبينت أن قد حيل دونهم ... ظلت عساكر مثل الموت تغشانا
47 ماذا لقيت من الأظعان يوم قنًا ... يتبعن مغتربًا للبين ظعّانًا
48 أتبعتهم مقلة إنساها غرق ... هل ما ترى تارك للعين إنسانا
49 كأن أحداجهم تحدي مقفية ... نخل بملهم أو نخل بقرّانا
الأحداج: مراكب النساء واحدها حدج. وملهم وقران: قريتان باليمامة.
50 يا أم عثمان ما تلقي رواحلنا ... لو قست مصبحنا من حيث ممسانا
51 تخدي بنا نجب دمَّي مناسمها ... نقل الحزابيَّ حزَّانًا فحزَّانا
الخدي: ضرب من السير فوق العنق. ومناسمها: أظفارها. والنقل والنقلان واحد وهو العدو. والحزابيّ: النشوز واحدها حزباءة: والحزان: جمع حزيز: وهو ما انقاد وغلظ من الأرض.
52 ترمي بأعينها نجدًا وقد قطعت ... بين السلوطح والرَّحان صوانا
السلوطح بالجزيرة. والروحان: أقصى بلاد بني سعد. والصوان: جمّاع صوة: وهي الأعلام، إذا كانت فوق قعدة الرجل فهي ثابة، وفوق ذلك صوة، وفوق ذلك أمرة، وفوق ذلك الإرميّ.
53 يا حبذا جبل الريان من جبل ... وحبذا ساكن الريان من كانا
الريان: لبني عامر بن صعصعة.
54 وحبذا نفحات من يمانية ... تأتيك من قبل الريان أحيانا
الريح اليمانية الجنوب.
55 هبت شمالًا فذكرى ما ذكرتكم ... عند الصفاة التي شرقي حورانا
حوران: من عمل دمشق.
56 هل يرجعنّ وليس الدهر مرتجعًا ... عيشٌ بها طال ما احلو لي وما لانا
57 أزمان يدعونني الشيطان من عزلي ... فكن يهوينني إذ كنت شيطانا
58 من ذا الذي ظل يغلي أن أزوركم ... أمسى عليه مليك الناس غضبانا
59 ما يدّري شعراء الناس ويلهم ... من صولة المخدر العادي بخفَّانا
الادّراء: الحتل، والمخدر: المتواري في أجمته، أسد خادر ومخدر وقد خدر وأخدر. وخفَّان: موضع في طريق الكوفة.
60 جهلًا تمنَّوا حدائي من ضلالهم ... فقد حدوتهم مثنى ووحدانا
غادرتهم من حسير مات في قرن ... وآخرين نسوا التَّهدار خصيانا
62 ما زال حبلي في أعنقاهم مرسًا ... حتى اشتفيت وحتى دان من دانا
المرس: الملتوي وقد مرس الحبل يمرس مرسًا: إذا التوى.
63 من يدعني منهم يبغي محاربتي ... فاستيقننَّ أجبه غير وسنانا
وسن يوسن سنة ووسنا والوسن: النعاس.
64 ما عض نابي قومًا أو أقول لهم ... إياكم ثم إياكم وإيانا
65 قل للأخيطل لم تبلغ موازنتي ... فاجعل لأمك أير القسِّ ميزانا
66 إني امرؤ لم أرد فيمن أناوئه ... للناس ظلمًا ولا للحرب إدهانا
المناوأة: المساورة والمناهضة. والإدهان: التصنع والمداراة.
67 أحمي حماي بأعلى المجد منزلتي ... من خندف والذرا من قيس عيلانا
68 قال الخليفة والخنزير منهزم ... ما كنت أول عبد محلب خانا
المحلب: المعين.
69 لاقى الأخيطل بالجولان فاقرة ... مثل اجتداع القوافي وبر هزّانا
الجولان: من عمل دمشق. والفاقرة: القاطعة، فقرت ظهره. والاجتداع: جدع الأنف والأذن. ووبر هزان: جفنة الهزَّاني أحد عنزة، وكان هاجى جريرًا فرد عليه جرير فجعله كالوبر.
70 يا خزر تغلب ماذا بال نسوتكم ... لا يستفقن إلى الديريّن تحنانا
71 لما روين على الخنزير من سكر ... نادين يا أعظم القسَّين جردانا
72 هل تتركنَّ إلى القسين هجرتكم ... ومسحكم صلبهم رخمان قربانا
73 لن تدركوا المجد أو تشروا عباءتكم ... بالخزِّ أو تجعلوا التَّنوم ضمرانا











مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید