المنشورات

أأصبح وصل حبلكم رماما ... وما عهد كعهدك يا أماما

قال جرير يمدح هشامًا، ويقال إنها آخر شعره، أرسل بها إلى هشام مع ابنه عكرمة:
1 أأصبح وصل حبلكم رماما ... وما عهد كعهدك يا أماما
وروى عمارة: أصبح وهو أجود على الخرم.
2 إذا سفرت فمسفرها جميل ... ويرضى العين مرجعها اللثاما
الرمام: الأخلاق. واحدها رمّة. لثامها: نقابها، يريد أنها حسنة سافرًا ومنتقبة، ولا يقال سافرة لأنه ليس للرجال سافر.
3 ترى صديان مشرعةً شفاءً ... فحام وليس واردها وحاما
حام: طاف أي طاف حولها ولا يستطيع أن يشرب.
4 أمنَّيت المنى وخلبت حتى ... تركت ضمير قلبي مستهاما
5 سقى الأدمي بمسبلة الغوادي ... وسلمانين مرتجزًا ركاما
الأدمي وسلمانين: موضعان.
6 سمعت حمامة طربت بمنجد ... فما هجت العشية يا حماما
7 مطوقة ترنَّم فوق غصن ... إذا ما قلت مال بها استقاما
8 سقى الله البشام وكل أرض ... من الغورين أنبتت البشاما
البشام: ضرب من الأراك.
9 أحب الدُّور من هضبات غول ... ولا أنسى ضربَّة والرجاما
عمارة: هضمات، وأبو عبد الله، هضبات بالباء جمع هضبة، والهضمات: الخفوض واحدها هضم.
10 كأنك لم تسر بجنوب قوّ ... ولم تعرف بناظرة الخياما
11 عرفت منازلا بجماد قوّ ... فأسبلت الدموع بها سجاما
12 وسفعًا في المنازل خالدات ... وقد ترك الوقود بهن شاما
الشام: السواد والعلامة.
13 وقفت على الديار فذكّرتني ... عهودًا من جعادة أو قطاما
نصب قطام على الحاجة إليه.
14 أظاعنة جعادة لم تودِّع ... أحب الظاعنين ومن أقاما
15 فقلت لصحبتي وهم عجال ... بذي بقر ألا عوجًا السلاما
16 صلوا كنفي الغداة وشيعوني ... فإنَّ عليكم مني ذماما
17 فقالوا ما تعوج بنا لشيء ... إذا لم تلقهم إلا لماما
18 من الأدمى أتينك منعلات ... يقطعن السرائح والخداما
السرائح: النعال. والخدام: السيور التي تشدّ إلى أرساغها بها.
19 فليت العيس قد قطعت بركب ... وعالًا أو قطعن بنا صواما
وعال وصوام لكلب في ناحية الشام.
20 كأن حداتنا الزجلين هاجوا ... بخبتٍ أو سماوته نعاما
21 تخاطر بالأدلة أمُّ وحش ... إذا جازوا تسومهم الظِّلاما
يقول: هذه الفلاة إذا جازتها الأدلة أهلكتهم. والظِّلام من الظلم، جعل إهلاكها إياهم ظلمًا لهم. وأم وحش: أراد البرية ليس بها إلا الوحش.
22 مخفِّقة تشابه حين يجري ... حباب الماء وارتدت القتاما
مخفقة: تلمع بالسراب. وحباب الماء: أراد السراب شبهه باطراد الماء.
23 نرى ركب الفلاة إذا علوها ... على عجل وسيرهم اقتحاما
الاقتحام: أن تسير منقلتين في منقلة.
24 إذ نشز المخارم في ضحاها ... حسبت رعانها حصنًا قياما
المخارم: الطرق في النشوز، شبه الجبال - وهي الرعان إذا اغتمست في السراب وهزها - بخيل قيام. والحصن: جمع حصان.
25 أبيت الليل أرقب كلَّ نجم ... مكابدة لهمّي واحتماما
الاحتمام والاهتمام واحد إلا أن المحتم لا ينام.
26 لمرِّ سنين قد لبست شبابي ... وأبلت بعد جدّتها العظاما
27 مشيت على العصا وحنون ظهري ... وودَّعت الموارك والزماما
الموارك جمع موركة وهي حيث يضع الراكب رجله وسط الرحل، وإنما يفعل ذلك للراحة.
28 وكيف ولا أشد حبال رحل ... أروم إلى زيارتك المراما
29 من العيدي في نسب المهاري ... تطير على أخشتها اللغاما
الأخشة: جمع خشاش: وهو ما كان في العظم فإذا لم يكن في العظم فهو برة.
30 وتعرف عتقهن على نحول ... وقد لحقت ثمائلها انضماما
ثمائلها: ما في بطونها من العلف.
31 كأن على مناخرهن قطنًا ... يطير ويعتممن به اعتماما
32 أمير المؤمنين قضى بعدل ... أحلَّ الحل واجتنب الحراما
33 أتم الله نعمته عليكم ... وزاد الله ملككم تماما
34 وبارك في مسيركم مسيرًا ... وبارك في مقامكم مقاما
35 بحق المستجير يخاف روعًا ... إذا أمسى بحبلك أن يناما
36 فيا ربِّ البرية أعط شكرًا ... وعافية وأبق لنا هشاما
37 وثقنا بالنجاح إذا بلغنا ... إمام العدل والملك الهماما
38 عطاء الله ملَّكك النصارى ... ومن صلى لقبلته وصاما
39 تعافى السامعين إذا أطاعوا ... ولكن العصاة لقوا غراما
40 وكان أبوك - قد علمت معد - ... يفرِّج عنهم الكرب العظاما
41 وقد وجدوك أمركهم جدودًا ... إذا نسبوا وأثبتهم مقاما
42 وتحرز حين تضرب بالمعلَّى ... من الحسب الكواهل والسناما
المعلى: قدح له سبعة أنصباء وهذا مثل.
43 إلى المهديّ نفزع إن فزعنا ... ونستسقي بغرته الغماما
44 وما جعل الكواكب أو سهيلًا ... كضوء البدر يجتاب الظلاما
45 وحبل الله تعصمكم قواه ... فلا تخشى لعروته انفصاما
46 ويحسر من تركت فلم تكلَّم ... ويغبط من تراجعه الكلاما
يحسر: يموت حسرة.
47 رضينا بالخليفة حين كنا ... له تبعًا وكان لنا إماما
48 تباشرت البلاد لكم بحكم ... أقام لنا الفرائض واستقاما
ويروي:
لكم بعهد ... أقام لنا البرية ....
49 وريشي منكم وهواي فيكم ... وإن كانت زيارتكم لماما
50 وقيت الحتف من عرض المنايا ... ولقِّيت التحية والسلاما
51 لقد علم البرية من قريش ... ومن قيس مضاربه الكراما
52 نماك الحارثان وعبد شمس ... إلى العليا فعزُّك لن يراما
53 وسيف بني المغيرة لم يقصِّر ... سيوف الله دوَّخت الأناما
54 سيوف الخالدين صدعن بيضا ... على الأعداء في لجب وهاما
55 رأيت المنجنيق إذا أصابت ... بناء الكفر هدَّمت الرخاما















مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید