المنشورات

صرم الخليط تباينًا وبكورا ... وحسبت بينهم عليك يسيرا

قال يهجو الأخطل:
1 صرم الخليط تباينًا وبكورا ... وحسبت بينهم عليك يسيرا
2 عرض الهوى وتبلّغت حاجاته ... منك الضمير فلم يدعن ضميرا
3 إن الغواني قد رمين فؤاده ... حتى تركن بسمعه توقيرا
التوقير: الصمم.
4 بيض ترببها النعيم وخالطت ... عيشًا كحاشية الفرند غريرا
قوله: كحاشية الفرند: يريد أملس.
5 أنكرن عهدك بعد ما يعرفنه ... ولقد يكنَّ إلى حديثك صورا
صور: موائل.
6 ورأين ثوب بشاشة أنضبته ... فجمعن عنك تجنبًا ونفورا
7 ليت الشباب لنا يعود لعهده ... فلقد تكون بشرخه مسرورا
ويروي كعهده. وشرخ الشباب: أوله.
8 وبكيت ليلك لا تنام لطوله ... ليل التِّمام وقد يكون قصيرا
9 هل ترجوان لما أحاول راحة ... أم تطمعان لما أرى تفتيرا
10 قالت جعادة ما لجسمك شاحبًا ... ولقد يكون على الشباب نضيرا
النضير والناضر واحد وهو الحسن المشرق.
11 أجعاد إني لا يزال ينوبني ... همُّ يروّح موهنًا وبكورا
12 حتى بليت وما علمت بهمنا ... ورأيت أفضل نفعك التغييرا
ويروى بليت. ويروى: التعييرا.
13 هلا عجبت من الزمان وريبه ... والدهر يحدث في الأمور أمورا
14 قال العواذل ما لجهلك بعدما ... شاب المفارق واكتسين قتيرا
15 حيِّيت زورك إذا ألمّ ولم تكن ... هند لقاصية البيوت زؤورا
زورها: خيالها، والزور والزائر واحد وجمعه وتأنيثه على لفظ واحد.
16 طرقت نواحل قد أشر بها السرى ... نزحت بأذرعها تنائف زورا
زور: موائل عن القصد.
17 مشق الهواجر لحمهنَّ مع السرى ... حتى ذهبن كلاكلا وصدورا
يقول: ذهبت لحوم كلاكلهن وصدورهن.
18 من كل جرشعة الهواجر زادها ... بعد المفاوز جرأة وضريرا
الجرشعة: الضخمة الواسعة الجوف. يقول: فهي لا تضمز في الساعة التي تضمز فيها الإبل. وضريرها: إضرارها بالإبل وصبرها بعد سقوطها.
19 قرعت أخشتها العظام فأخرجت ... منها عجارف جمة ونكيرا
الأخشة: أن تبري في العظام عظام أنوفها. والعجارف: النشاط.
20 نفضت بأصهب للمراح شليلها ... نفض النعامة زفَّها الممطورا
الأصهب: ذنبها. وشليلها: المسح الذي يكون على عجزها. يقول: فهي تخطر بذنبها في الهاجرة حيث لا تفعل ذلك الإبل. والزف: الريش.
21 يا صاحبي دنا الرواح فسيرا ... لا كالعشية زائرًا ومزورا
الكاف في موضع اسم، في قوله: كالعشية.
22 وجد الأخيطل حين شمّصه القنا ... حطمًا إذا اعتزم الجياد عثورا
23 وعوى الأخيطل للفرزدق محلبًا ... فتنازعا مرس القوى مشزورا
المحلب: المعين. والمرس: المفتول. والقوى: جمع قوة: وهي الطاقة من طاقات الحبل. والمشزور: المفتول شزرًا وهو أشد الفتل.
24 ما قاد من عرب إليَّ جوادهم ... إلا تركت جوادهم محسورا
المحسور: المنقطع
25 أبقت مراكضة الرهان مجرّبا ... عند المواطن يرزق التبشيرا
26 فإذا هززت قطعت كل ضريبة ... ومضيت لا طبعًا ولا مبهورا
الطبع: صدأ السيف والدنس: طبع يطبع طبعًا. والمبهور: المغلوب.
27 إني إذا مضر عليّ تحدَّبت ... لاقيت مطّلع الجبال وعورا
ويروى: وعورا. والمطَّلع: المصعد الخشن الغليظ.
28 مدّت بحورهم فلست بقاطع ... بحرًا يمدّ من البحر بحورا
29 الضاربون على النصارى جزية ... وهدى لمن تبع الكتاب ونورا
30 إنا تفضل في الحياة حياتنا ... ونسود من دخل القبور قبورا
31 إنا فضلنا وأخزى تغلبًا ... لن تستطيع لما قضى تغييرا
32 فينا المساجد والإمام ولا ترى ... في دار تغلب مسجدًا معمورا
33 تلقى إذا اجتمع الكرام بموطن ... أشراف تغلب سائلًا وأجيرا
34 إن الأخيطل لو يفاضل خندفًا ... لقى الهوان هناك والتصغيرا
35 وإذا الدعاء علا بقيس ألجموا ... شعثًا ملامع كالقنا وذكورا
الملمع: العقوق. وإلماعها: أن يتغير لون ضرعها إلى السواد إذا استبان حملها. وصفهم بهذا لكثرة خيلهم ونتاجهم.
36 الباعثين برغم آنف تغلب ... في كل منزلة عليك أميرا
37 أفبالصيب ومار سرجس تتقي ... شهباء ذات مناكب جمهورا
الجمهور: المجتمعة الضخمة كالجمهور من الرمل. وشهباء: من لون الحديد.
38 عاينت مشعلة الرِّعال كأنها ... طير تغاول من شمام وكورا
المشعلة: المتفرقة. ورعال: قطع الخيل. والمغاولة: المبادرة يسابق بعضها بعضًا. وشمام: جبل بالعالية معروف.
39 جنح الأصيل وقد قضين لتغلب ... نحبا قضين قضاءه ونذورا
الأصيل: العشى. وجنوحه: دخوله.
40 أسلمت أحمر وابن عبد محرّق ... ووجدت يومئذ أزبَّ نفورا
قتلهما عمير بن الحباب في يوم ماكسين.
41 فإذا وطئنك يا أخيطل وطأة ... لم يرج عظمك بعدهن جبورا
42 فإذا سمعت بحرب قيس بعدها ... فضعوا السلاح وكفروا تكفيرا
43 تركوا شعيث بني مليل مسلمًا ... والشَّعثمين وأسلموا شعرورا
هؤلاء قوم قتلوا في يوم قيس وتغلب.
44 وأجر مطرد الكعوب كأنه ... مسد ينازع من لصاف جرورا
الإجرار: أن تطعن الرجل ثم تخلي الرمح فيه. والجرور: البئر البعيدة القعر التي تسنى ببعير. ولصاف: ماء لبني نهشل.
45 وكأن تغلب يوم لاقوا خلينا ... خربان ذي حسم لقين صقورا
ذو حسم: واد معروف. ويروى: ذي سحم والسَّحم: ضرب من الجنبة بين البقل والشجر. والخربان: ذكور الحبارى.
46 إنا نصدَّق بالذي قلنا لكم ... ويكون قولك يا أخيطل زورا
47 لعن الإله نسيَّة من تغلب ... يرفعن من قطع العباء خدورا
48 الجاعلين لمار سرجس حجَّهم ... وحجيج مكة يكثر التكبيرا
49 من كل حنكلة ترى جلبابها ... فروا وتقلب للعباءة نيرا
الحنكلة: القصيرة الدميمة.
50 وكأنما بصق الجراد بليتها ... فالوجه لا حسنًا ولا منضورا
بصاق الجراد أسود قبيح إلى الخضرة. وليتها: صفحة عنقها. يقول: كأنما بصق الجراد على وجهها وليتها بصاقًا لا حسنًا ولا منضورًا.
51 لقى الأخيطل أمَّه مخمورة ... قبحًا لذلك شاربًا مخمورا
52 أم الأخيطل بالرَّحوب إذا انتشت ... جعلت لشقشقة العجان هديرا
53 لم يجر مذ خلقت على أنيابها ... ماء السواك ولم تمس طهورا
54 لقحت لأشهب بالكناسة داجن ... خنزيرة فتوالدا خنزيرا














مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید