المنشورات
حيوا المقام وحيوا ساكن الدار ... ما كدت تعرف إلا بعد إنكار
قال جرير أيضًا:
1 حيوا المقام وحيوا ساكن الدار ... ما كدت تعرف إلا بعد إنكار
2 إذا تقادم عهد الحي هيجني ... خيال طيِّبة الأردان معطار
الأردان: واحدها ردن: وهو الكم والقنان الكم أيضًا.
3 لا يأمننَّ قويٌّ نقض مرَّته ... إني أرى الدهر ذا نقض وإمرار
4 قد أطلب الحاجة القصوى فأدركها ... ولست للجارة الدنيا بزوار
5 إلا بغرّ من الشيزي مكللة ... يجري السديف عليها المربع الواري
الغر من لجفان: البيض من السنام. والسديف السنام المنتهي سمنًا، وكذلك الواري. والشيزي: الجفان بعينها.
6 إذا أقول تركت الجهل هيَّجني ... رسم بذي البيض أو رسم بدوَّار
ذو البيض: حبل رمل بالدهناء. ودوّار: ماء لبني أسيّد بن عمرو بن تميم بجراد.
7 تمسي الرياح به حنَّانةً عجلًا ... سوف الروائم بوًّا بين أظآر
جعل الرياح عجلا لصوت حنينها فشبهها بالناقة العجول التي إذا مات ولدها أو ذبح حنَّت. والبو: الجلد يحشى تبنًا ويطرح بين يدها لترأمه وتحلّ عليه أي تدرّ والأظآر: جمع ظئر.
8 هل بالنَّقيعة ذات السِّدر من أحد ... أو منبت الشيخ من روضات أعيار
النقيعة: في ناحية خط بني ضبة: خبراوات يستنقع فيها الماء بلبب الدهناء الأعلى. وأعيار: قارات لبني ضبة: جبال صغار. واللبب من الشيء: أوله.
9 سقيت من سبل الجوزاء غادية ... وكل واكفة السعدين مدرار
10 قد كدت أن فراق الحيّ يشعفني ... أنسى عزائي وأبدي اليوم أسراري
11 لولا الحياء لهاج الشوق مختشع ... مثل الحمامة من مستوقد النار
أراد: الرماد. والمختشع: اللازق بالأرض.
12 لما رمتني بعين الريم فاقتتلت ... قلبي رميت بعين الأجدل الضاري
المقتتل: المدله.
13 ملء العيون جمالا ثم يونقني ... لحن لبيث وصوت غير خوار
في غيرها: لبيب. الخوار: القبيح السمج من الأصوات. يخبر أن صوتها غير مرتفع عال.
14 قومي تميم هم القوم الذين هم ... ينفون تغلب عن بحبوحة الدار
بحبوحة الدار: وسطهاوخيارها.
15 النازلون الحمى لم يرع قبلهم ... والمانعون بلا حلف ولا جار
16 ساقتك خيلي من الأشراف معلمة ... حتى نزلت جحيشا غير مختار
يقول: طردناكم عن شرف نجد وقد كان منزلكم قبل حتى صرتم إلى جنبات الفرات غير مختارين للمنزل.
17 لن تستطيع إذا ما خندف خطرت ... شم الجبال ولج المزبد الجازي
18 ترمي خزيمة من أرمى ويغضب لي ... أبناء مرّ بنو غرّاء مذكار
الغَّرّاء: البيضاء. المذكار: التي من عادتها أن تلد الذكور لا الإناث.
19 إن الذين اجتنبوا مجدًا ومكرمة ... تلكم قريشي والأنصار أنصاري
20 والحيّ قيس بأعلى المجد منزلة ... فاستكرموا من فروع زندها واري
21 قومي فأصلهم أصلي وفرعهم ... فرعي وعقدهم عقدي وإمراري
22 إني امرؤ مضري في أرومتهم ... لن تستطيع مساماتي وأخطاري
23 منا فوارس ذي بهدي وذي نجب ... والمعلمون صباحًا يوم ذي قار
هذا يوم ذي قار الأول:
وكان يوم ذي قار في الجاهلية، وهو الأول: أغار فيه عتيبة بن الحارث بن شهاب في ثلاثين فارسًا من فوارس بن يربوع على بني أبي ربعية ابن ذهل بن شيبان فأخذ ألف بعير ولم يلق قتالًا، وأخذ ابنه الحصين الشيباني. وكان الحصين اشترى من عتيبة فرسًا له بثاثين بعيرًا وهو في جوار عتيبة، ثم احتمل تحت الليل، ولم يغط عتيبة ما له، فغضب عتيبة فأغار عليه، وقد كان عتيبة قبل ذلك أسر بسطام بن قيس، فلما اقتدى نفسه وأطلقه، أخذ عليه موثقًا ألا يغزو يربوعيًا أبدًا، فأعطاه ذلك ثم أغار على الربيع بن عتيبة - وهو في إبل مئة - فأخذه والإبل، ثم إن الربيع أفلت منه على فرس بسطام ذات النسوع، فرجع إلى أبيه فقال له أبوه: إن شئت فخذ مني مئة بعير من إبلي مكان إبلك، وإن شئت فلك أول غزوة أغزوها بكر بن وائل، فاختار الغزوة. فغزا هذه الغزوة فدفع إليه ألف بعير.
24 مسترعفين بجزء في أوائلهم ... وقعنب وحماة غير أغمار
المسترعف: المتقدم. وجزء بن سعد الرياحي وقعنب بن عصمة وقعنب بن معدان.
25 قد غلَّ في الغلِّ بسطامًا فوارسنا ... واستودعوا نعمة في رهط حجار
هذا يوم صحراء فلج، وقد مر في النقائض. وحجار بن أبجر بن جابر بن بجير العجلي أسر يوم ذي طلوح، أسره عميرة بن طارق بن ديسق اليربوعي، وقد مر حديثهما. بسطام بن قيس بن مسعود أسره عتيبة بن الحارث.
26 ما أوقد الناس من نيران مكرمة ... إلا اصطلينا وكنَّا موقدي النار
27 إنا لنبلو سيوفًا غير محدثة ... في كل معتقد التاجين جبار
28 إني لسباق غايات أفوز بها ... إذا أطيل لها شغلي وإضماري
شغله بإضمار الخيل وصنعته لها.
29 يا خزر تغلب إني قد وسمتكم ... على الأنوف وسومًا ذات أحبار
الحبر: الأثر.
30 لا تفخرنَّ فإن الله أنزلكم ... يا خزر تغلب دار الذل والعار
31 ما فيكم حكم ترضى حكومته ... للمسلمين ولا مستشهد أشار
شار: شرى نفسه وباعها للجنة.
32 قوم إذا حاولوا حجًّا لبيعتهم ... صرُّوا الفلوس وحجوا غير أبرار
33 جئني بمثل بني بدر لقومهم ... أو مثل أسرة منظور بن سيار
بدر بن عمر بن جؤية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة. ومنظور ابن سيار بن عمرو بن جابر وهو العشراء: أحد بني مازن بن فزارة.
34 أو مثل آل زهير والقنا قصد ... والخيل في رهج منها وإعصار
زهير بن خذيمة بن رواحة العبسي: صاحب داحس والغبراء. والقصد
الكسر واحدها قصدة. والإعصار: ما ارتفع من الغبار مستطيلًا كالعمود وهو الذي يسمى الزوبعة.
35 أو عامر بن طفيل في مركَّبه ... أو حارث يوم نادى القوم يا حار
عامر بن طفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب، والحارث بن ظالم: أحد بني مرة بن سعد بن ذبيان.
36 أو فارس كشريح يوم يحمله ... نهد المراكل يحمي عورة الجار
شريح بن الأحوص بن جعفر بن كلاب. والنهد: الغليظ. والمراكل موضع عقبى الفارس من الفرس.
37 أو آل شمخ وهل في الناس مثلهم ... للمعتفين ولا طلاَّب أوتار
أراد بني شمخ بن فزارة وكان فيهم مالك بن حمار وكان أفرس أهل زمانه.
38 نبأت أنك بالخابور ممتنع ... ثم انفرجت انفراجًا بعد إقرار
39 قد كان دوني من النيران مقتبس ... أخزيت قومك واستشعلت من ناري
يريد: اقتبست شعلة من ناري.
40 لم تدر أمك ما الحكم الذي حكمت ... إذ مسَّها سكر من دنِّها الضاري
هذا يوم فضَّل الفرزدق عل جرير عند بشر، يريد أنك حكمت بحكم أمك وهي سكرى.
41 أم الأخيطل أم غير منجبة ... أدت لأشهب وسط البقّ نخَّار
الأشهب: الخنزير. وقوله: وسط البق: يعني أن الخنزير يكون في الآجام وفيها يكون البق.
42 كأن ما اسودّ من أقبال عانتها ... ظلاّ غرابين مقرونين في غار
43 شبَّهت أراد لحييها إذا سكرت ... خصيي حمار مذكٍّ عند بيطار
أراد اللحيين: أصولهما. والمذكي: الهرم قال حميد الأرقط:
جامع كفيه إلى أراده ... قد بلغ الجهد نسيس آده
وبرد الموت على فؤاده
الآد: القوة.
44 تضغو الخنانيص والفول الذي أكلت ... في حاويات ردوم الليل مجعار
الخنانيص: أولاد الخنازير. والفول: الباقلاء. والحاويات التي يسميها الناس بنات اللبن واحدها حاوية. والردوم: الضروط. والمجعار: السلوح. والحاويات: الأمعاء.
مصادر و المراجع :
١- ديوان جرير بشرح محمد بن
حبيب
المحقق: د. نعمان
محمد أمين طه
الناشر: دار
المعارف، القاهرة - مصر
الطبعة: الثالثة
12 يوليو 2024
تعليقات (0)