المنشورات

سئمت من المواصلة العتابا ... وأمسى الشيب قد ورث الشبابا

قال يمدح الحجاج بن يوسف:
1 سئمت من المواصلة العتابا ... وأمسى الشيب قد ورث الشبابا
2 غدت هوج الرياح مبشِّرات ... إلى بين نزلت به السحابا
البين: الناحية من الأرض. دعا بالسُّقيا لمنزلها حيث نزلت.
وروى أبو عبد الله: إلى بين تجرُّ به. وروى عمارة: إلى بين نزلت به.
3 لقد أقررت غيبتنا لواش ... وكنا لا نقر لك اغتيابا
4 أناة لا النَّموم لها خدين ... ولا تهدى لجارتها السبايا
الأناة: الحليمة الرزينة.
5 تطيب الأرض إن نزلت بأرض ... وتسقى حين تنزلها الرَّبابا
الرباب: السحاب المتكاثف.
6 كأن المسك خالط طعم فيها ... بماء المزن يطَّرد الحبابا
7 ألا تجزينني وهموم نفسي ... بذكرك قد أطيل لها اكتئابا
8 سقيت الغيث حيث نأيت عنا ... فما نهوى لغيركم سقابا
السقاب: القرب، ومن هذا روى في الحديث: الجار أحق بسقبه.
أسقبت الدار: إذا دنت وأصقبت، الصاد والسين بمعنى.
9 أهذا البخل زادك نأى دار ... فليت الحب زادكم اقترابا
10 لقد نام الخليُّ وطال ليلي ... بحبك ما أبيت له انتحابا
11 أرى الهجران يحدث كل يوم ... لقلبي حين أهجركم عذابا
12 وكائن بالأباطح من صديق ... يراني لو أصبت هو المصابا
13 ومسرور بأوبتنا إليه ... وآخر لا يحبُّ لنا إيابا
14 دعا الحجاج مثل دعاء نوح ... فأسمع ذا المعارج فاستجابا
15 صبرت النفس يابن أبي عقيل ... محافظة فكيف ترى الثوابا
16 ولو لم يرض ربك لم ينزِّل ... مع النصر الملائكة الغضابا
17 إذا سعر الخليفة نار حرب ... رأى الحجاج أثقبها شهابا
18 ترى نصر الإمام عليك حقًّا ... إذا لبسوا بدينهم ارتيابا
لبسوا: خلطوا.
19 تشد فلا تكذب يوم زحف ... إذا الغمرات زعزعت العقابا
العقاب: الراية وإنما سميت براية خالد بن الوليد.
20 عفاريت النفاق شفيت منهم ... فأمسوا خاضعين لك الرقابا
21 وقالوا لن يجامعنا أمير ... أقام الحدّ واتّبع الكتابا
22 إذا أخذوا وكيدهم ضعيف ... بباب يمكرون فتحت بابا
23 وأشمط قد تردّد في عماه ... جعلت لشيب لحيته خضابا
24 إذا علقت حبالك حبل عاص ... رأى العاصي من الأجل اقترابا
25 بأن السيف ليس له مردّ ... إذا أفرى عن الرئة الحجابا
26 كأنك قد رأيت مقدّمات ... بصين استان قد رفعوا القبابا
كان الحجاج قد كتب إلى محمد بن القاسم الثقفي الذي فتح السند للحجاج وهي له دون الناس أجمعين وإلى قتيبة بن مسلم الباهلي وهو على خراسان: أيكم سبق إلى الصين فهو وال على صاحبه. فمات الوليد بن عبد الملك وقد فتح محمد بن القاسم المولتان فما جاوزها أحد إلى الساعة، وما فتح غيرها.
27 جعلت لكم محترس مخوف ... صفوفًا دارعين به وغابا
















مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید