المنشورات

لقد نادى أميرك بابتكار ... ولم يلووا عليك ولم تزاري

قال جرير يهجو التيم:
1 لقد نادى أميرك بابتكار ... ولم يلووا عليك ولم تزاري
لم يلووا: لم يعطفوا، ومناداتهم: رحلتهم.
2 وقد رفع الظعائن يوم رهبي ... بروح من فؤادك مستطار
3 ذكرتك بالجموم ويوم مرُّوا ... على مرَّان راجعني ادكاري
الجموم: سبخة بقباء، أسفل من الحرَّة، على خمس مراحل من مكة إلى البصرة. ومرَّان: على أربع مراحل.
4 وتيم يفخرون وضرب تيم ... كضرب الزيف بار على التَّجار
أراد الدرهم.
5 وتعرف بالمنازل يا بن تيم ... لئيم الضَّرب مقترف النِّجار
المقترف: المطَّرف المستحدث، ونجاره: لونه.
6 رويدًا لافتخارك يا بن تيم ... رقيقًا ما عتقت من الإسار
الرقيق: العبد، الواحد والجمع على لفظ واحد.
7 تذكَّر هل تفاخر يا بن تيم ... بفرع أو لأصلك من قرار
8 فما عرفوا السباق وما تجلَّت ... وجوه التيم من قتم الغبار
9 أتطلب سابق الحلبات تيم ... تقدَّم في المواطن إذ تجاري
10 صريحًا لم تلد أبويه تيم ... ولم ينسب لأخت بني حذار
حذار: قبيلة من عكل قليل خيرهم وشرهم.
11 لعمر أبيك ما شجرات تيم ... من النبع العتيق ولا النضار
12 وقد علمت تميم أن تيمًا ... بعيد حين ينسب من نزار
13 وأنتم عائذون بآل سعد ... بعقد الحلف أو سبب الجوار
14 نعدُّ تيميمنا وتعدُّ تيمًا ... فقد أوديت في اللُّجج الغمار
15 لنا عمرو عليك وآل سعد ... وثروة دارم وحصى الجمار
16 وجوَّاز الحجيج لنا عليكم ... وعاديُّ المكارم والمنار
جواز الحجيج: أراد صفوان بن شجنة السعدي: وكان يجيز بالناس من عرفات. ويقال: له ثروة في المال وفرة: يريد عددًا.
17 وخالي من خزيمة يا بن تيم ... عظيم البيت مرتفع السواري
18 لقد وجد ابن برزة يوم جاري ... بطيئًا عن مرافعة الخطار
19 فكيف ترى جذابي يابن تيم ... وقد قرِّنتم قرن البكار
20 فلست مفارقًا قرني حتى ... يطول تصعّدي بك وانحداري
21 وما بالميس يرحل وفد تيم ... ولكن السَّويَّة والحصار
السوية: قتب صغير مجتمع الرأسين يركب به الرِّعاء. والحصار: كساء يحوَّى على كفل البعير مستديرًا.
22 وجدنا التيم من سبأ وتيم ... مجاورة القرود مع الوبار
الوبار: جماعة وبر.
23 فإن تجزوا بنعمتنا شكرتم ... رياحًا أو فوارس ذي الخمار
فارس ذي الخمار: مالك بن نويرة بن جمرة بن شدّاد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع. وإنما سمي فرسه ذا الخمار لغرَّته.
24 أتعدل ليل أيسر مستنيمًا ... بليل الملجمات على سفار
أيسر: رجل من تيم كان كثير المال، يقول: أتعدل ليل هذا المقيم في ماله مستنيمًا فيه بليلنا ونحن أصحاب يوم سفار؟ وسفار: ماء لبني مازن وبني يربوع. وكان غزاهم الهذيل الأصغر بن عمران التغلبي، فوافق المال متفرقًا، وذلك عند مقتل عثمان بن عفان، فوقف على الركيَّة وأمر أصحابه أن يحوشوا المال ويجمعوه، فرماه رجل من بني يربوع بسهم فتردَّى في الركية وكانت قبره.
25 توالى في المرابط مقربات ... طواهن المغار على اقورار
الاقورار: الضُّمر.
26 نعشِّيها الغبوق على بنينا ... ونطعمها المحيل على الصَّفار
يروي: على الصفار، ويجوز: على اصفرار: أي على تغيره. والغبوق: شرب العشى، والصَّبوح بالغداة، والقيل: نصف النهار، والفحم: بالليل، والجاشرية: بالسَّحر. غبقته مثل صبحته صبحًا واصطبحت اصطباحًا وتقيَّلت تقيُّلًا، وتفحَّمت تفحمًا، ولو قيل تجشَّر تجشُّرًا لكان القياس. يقول: نوثرها على العيال بأقواتهم من اللبن. والمحيل: الحبُّ الذي قد أتى عليه الحول. والصَّفار: نبت من الجنبة وهو من الطريفة، والطريقة من النَّصي والصِّلِّيَّان: وهما أفضل الطريفة وأجزؤها. وقد يكون مع الصفار الجوع، يقول: نصفِّر بطوننا: نجيعها ونوثرها عليها.
27 وقد علم ابن أبجر أنَّ خيلي ... غداة الجمد صادقة الغوار
الجمد: جماعة جماد: وهو الغلظ من الأرض وإنما هو الجمد محرَّك فخفَّفه لحاجته إلى ذلك. وهذا يوم الصَّمد، وقد مر.
28 قرعن بنا كتائب آل نصر ... وزحف المنذرين وذي المرار
أراد يوم طخفة. وقوله: وزحف المنذرين وذي المرار: أراد بني الجون الكنديين يوم ذي نجب.
29 وهامات الجبابر قد صدعنا ... كأن عظامها فلق المحار
30 فما شهدت رجال التيم حربًا ... ولا أيام طخفة والنِّسار
31 أسأت وتلك عادتك ابن تيم ... أعين سواد أمك باخضرار
32 تبول على القتاد بنات تيم ... مع العقد النوابح في الديار
يقال: ليس شيء أحب إلى الكلب من أن يشغر على قتادة أو شجيرة صغيرة. ووجه آخر ليس في الإملاء: يقول: من غلمة بناتهم وما يجدن من الحكَّة يبلن على القتاد وذلك أن القتاد ذو شوك خشن، فيقول: يحتككن به ما يجدن في أحراحهن. والعقد: الكلاب، يقول: يفعلن ذلك بالليل إذا عقد الكلب مع الكلبة. والأعقد: القصير الذنب، أعقد وعقد.













مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید