المنشورات

بان الخليط غداة الجناب ... ولم تقض نفسك أوطارها

قال يهجو الفرزدق:
1 بان الخليط غداة الجناب ... ولم تقض نفسك أوطارها
2 فلا تكثروا طول شك الخلاج ... وشدوا على العيس أكوارها
الخلاج: الشك والمخلوجة: الأمر الملتبس.
3 سأرمي بها قاتمات الفجاج ... ونهجر هندًا وزوارها
4 ألا قبح الله يوم الزبير ... بلاء القيون وأخبارها
5 تركتم لسعد ذمام الزبير ... وعقر الفتاة وتجرارها
أراد عقر جعثن أخت الفرزدق. والعقر: المهر
6 فإنا وجدنا ابن جوخي القيون ... لئيم المواطن خوّارها
الخوّار: الضعيف.
7 ولو خيِّر القين بين الحياة ... وبين المنية لاختارها
8 أنمت بعين على خزية ... فأغض على الذل أشفارها
9 وقد يعلم الحي من مالك ... مناخ الدُّهيم وأيسارها
لم يرو هذا البيت عمارة.
ومالك بن حنظلة بن زيد مناة بن تميم. والدهيم: ناقة عمرو بن الزبان أحد بني ذهل بن ثعلبة بن كعابة. وكان كثيف بن حنيّ التغلبي قتل عمرًا وستة إخوة له وجعل رؤوسهم في غرارة وعلقها في عنق الدهيم، فلما أتت به أباهم وهو يوقد النار ليووبوا - ظنوا أن في عنق الدهيم بيض نعام أصابوه، فبعثوا به فلما ضربوا أيديهم إلى الغرارة كان أول شيء خرج رأس عمرو، فقال أبوهم: "آخر البزِّ على القلوص" فأرسلها مثلًا. والأيسار: القوم يجتمعون في الميسر وإنما ضرب جرير هذا مثلًا لعظم غدرهم في الزبير وإغضائهم على ما فعل بجعثن.
10 أخذنا على الخور - قد تعلمون ... رداف الملوك وأصهارها
كانت الرِّدافة لبني يربوع، فطلبها حاجب بن زرارة من الملك للحارث بن بيبة المجاشعي، فأبت بنو يربوع وقالوا: ليست من حاجتهم، وإنما بهم النفاسة عليها والحسد. فأمرهم الملك أن يعقبوهم فأبوا، فكان الذي جر يوم طخفة. وكان النعمان بن المنذر قد عرضها على مالك بن نويرة اليربوعي فقيل له: إن مالكًا لا يرضى أن يكون ردفك فدعاه فعرضها عليه النعمان فأبى وهرب، فطلبه، فقال مالك:
قد قال نعمان قولًا ما قنعت به ... أردف وارئي عند العجب والذنب
فقلت لا أردف الأعجاز قد علموا ... خلف ابن حمراء لم يسمع لا بأب
حمراء: مولاة، والحمراء: الموالي
حمش شواها لئي من يناسبها ... زلاء عارية الظنبوب والعصب
لن يذهب اللؤم تاج قد حبيت به ... من الزبرجد والياقوت والذهب
ولا ثياب من الديباج تلبسها ... هي الجياد وما في النفس من دبب
الدبب: العيب، وأنشد:
يأبسن كل فنن مأبوس
نتف النساء دبب العروس
11 ونكفيهم ثم لا يشكرون ... مراس الحروب وإضرارها
12 أنا ابن الفوارس يوم الغبيط ... وما تعرف العوذ أمهارها
العوذ: جماعة عائذ وهي الحديثة النتاج من الإبل والخيل، ومن الغنم: الرباب: واحدها ربَّى.
13 لحقنا بأبجر والحوفزان ... وقد مدَّت الخيل إعصارها
هذا يوم أود وقد كتبته. والإعصار: الغبار المرتفع في السماء.
14 وراية ملك كظل العقاب ... ضربنا على الرأس جبارها
15 وكنا إذا حومة أعرضت ... نخوض إلى الموت أغمارها
حومة القتال: معظمه، كما حومة الماء: معظمه.
19 فأفسدت تغلب كل الفساد ... وشمت القيون وأكبارها
17 وحامى الفوارس يوم الكحيل ... ولم تحم تغلب أدبارها
18 تركتم لقيس بنات الصريح ... وعون النساء وأبكارها
الصريح: فرس لكندة صار لبني نهشل أخذوه منهم.
19 وضعتم بحزَّة حمل السيوف ... ولم تضع الحرب أوزارها
الأوزار: السلاح: أي لم يضع الناس سلاحهم. وحزة: بالجزيرة. وكان يوم البشر آخر أيام قيس وتغلب.
20 فإن البرية لو جمِّعت ... لألفيت تغلب أشرارها
21 فما يتقون محيض النساء ... ولا يستحينون أطهارها
وروى ابن الأعرابي: يستجمون. يقول: لا يجمون نكاحهم حتى يطهرن، ولكن ينكحونهن حيَّضا.
22 ولو أصبح الناس حربًا عدى ... لقيس وخندف ما ضارها
23 أخذنا عليك عيون البحور ... وبرَّ البلاد وأمصارها
24 ونحن ورثنا فخلِّ الطريق ... جوابي عادٍ وأبارها
الجوابي: الحياض العظام واحدها جايبة. وأبآر: جمع بئر.
25 وأدعو الآله وتدعو الصليب ... وأدعو قريشًا وأنصارها
26 كفوا خزر تغلب نصر الرسول ... ونقض الأمور وإمرارها














مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید