المنشورات

أواصل أنت أمَّ العمر أم تدع ... أم تقطع الحبل منهم مثل ما قطعوا

قال جرير يمدح عبد الملك بن مروان:
1 أواصل أنت أمَّ العمر أم تدع ... أم تقطع الحبل منهم مثل ما قطعوا
زعموا أن أم العمر بنت حارثة بن بدر الغداني
2 تمَّت جمالا ودينًا ليس يقربها ... قسُّ النصارى ولا من همها البيع
3 من زائر زار لم ترجع تحيته ... ماذا الذي ضرَّهم لو أنهم رجعوا
4 حلأت ذا غلَّة هيمان عن شرع ... لو شئت روَّى غليل الهائم الشرع
حلأت منعت. والشرع الشروع في الماء. وهيمان: عطشان. والغلة: العطش.
5 ما ردكم ذا لبانات بحاجته ... قد فات يومئذ من نفسه قطع
6 بل حاجة لك في الحي الذين غدوا ... مرُّوا على السرو ذي الأغيال فاجتزعوا
جزعته: قطعته.
7 حلُّوا الأجارع من نجد وما نزلوا ... أرضًا بها ينبت النَّيتون والسَّلع
النيتون: شجر خبيث منتن الدخان ينبت بالجزيرة، وأنشد لجواس بن قعطل الكلبي.
أتتك العيس تنفخ في براها ... بوفد من قنافة كالقرود
إذا النيتون عثَّن في لحاهم ... فليسوا بالغطارفة الأسود
رهط ميسون بنت بحدل بن أنيف بن قنافة الكلبي أم يزيد بن معاوية.
8 باعدت بالوصل إلا أن يجرَّ لنا ... حبل الشَّموس فلا يأس ولا طمع
قال: الحبل ها هنا الطمع.
9 لا لوم إذ لجَّ في منع أقاربها ... إن الفؤاد مع الشيء الذي منعوا
10 ماذا تذكُّر وصل لم يكن صددًا ... أم ما زيارة ركب قلَّ ما هجعوا
الصدد: القريب.
11 قرَّبت وجناء لم يعقد حوالبها ... طيُّ الصِّرار ولم يرشح لها ربع
الوجناء: الغليظة. والحوالب: سواعد الضرع التي يخرج منها اللبن. يريد أنها لم تحمل ولم يكن بها لبن فتصرّ. وقوله: ولم يرشح لها ربع: أي لم يربَّ ولم يغذَّ.
12 كأنها قارح طارت عقيقته ... يرعى السماوة أو طاوٍ به سفع
يقول: كأنها حمار قارح يرعى السماوة، أو ثور من ثيران الوحش أسفع، والسَّفع: حمرة في الخدين إلى السواد.
13 كان الذين هجوني من ضلالتهم ... مثل الفراش وحر النار إذ يقع
14 أصبحت عند ولاة الناس أثبتهم ... فلجا وأبعدهم غلوًا إذا نزعوا
15 لولا الخليفة والقرآن نقرؤه ... ما قام الناس أحكام ولا جمع
16 أنت الأمين أمين الله لا سرف ... فيما وليت ولا هيَّابة ورع
السرف: المخطئ. والهيابة: الجبان وكذلك الورع: يقال: رجل ورع وقوم أوراع، وقد ورع يورع وروعة ووروعا: إذا جبن، ومن الورع والعفاف يقال: رجل ورع، وقد ورع يرع ورعًا ورجل هيَّابة وقوم هيَّابون.
17 مثل المهند لم تبهر ضريبته ... لم يغش غريبه تفليل ولا طبع
يقال: إن السيف إذا كلَّ عن ضريبته فقد بهر. والطبع: الصدأ.
وضريبة السيف: موضع مضربه: وهو ذبابه وصدره وضريبته أيضًا في غير هذا الموضع المضروبة به من كل شيء. وغرباه: حدّاه، وغرب كل شيء: حدّه.
18 وارى الزِّناد من الأعياص في مهل ... فالعالمون لما يقضي به تبع
19 ما عدَّ قوم بإحسان صنيعهم ... إلا صنيعكم فوق الذي صنعوا
20 أنت المبارك يهدي الله شيعته ... إذا تفرقت الأهواء والشِّيع
21 فكل أمر على يمن أمرت به ... فينا مطاع ومهما قلت مستمع
22 أدليت دلوي في الفراط فاغترفت ... في الماء فضل وفي الأعطان متَّسع
23 إني سيأتيكم والدار نازحة ... شكري وحسن ثناء الوفد إن رجعوا
24 يا آل مروان إن الله فضلكم ... فضلًا عظيمًا على من دينه البدع
25 الجامعين إذا ما عدَّ سعيهم ... جمع الكرام ولا يرعون ما جمعوا
26 تلقى الرجال إذا ما خيف صولته ... يمشون هونًا وفي أعناقهم خضع
27 فإن عفوت فضلت الناس عافية ... وإن وقعت فما وقع كما تقع
وقعت بالقوم وأوقعت بهم.
28 ما كان دونك من مقضًى لحاجتنا ... ولا وراءك للحاجات مطَّلع
29 إن البرية ترضى ما رضيت لها ... إن سرت ساروا وإن قلت اربعوا ربعوا














مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید