المنشورات

بان الخليط فعينه لا تهجع ... والقلب من حذر الفراق مروَّع

قال جرير أيضًا فيه:
1 بان الخليط فعينه لا تهجع ... والقلب من حذر الفراق مروَّع
2 ودَّ العواذل يوم رامة أنهم ... قطعوا الحبال وليتها لا تقطع
3 قال العواذل غير جدِّ نصاحة ... أعلى الشباب - وقد بليت 0 تفجَّع
4 يا ليت قد رفعت بنا عيدية ... أعناقهن على الطريق تزعزع
5 صبَّحن دومة بعد خمس جاهد ... غلسًا وفضل نسوعها يتنوَّع
يقال: جائع نائع من هذا يضطرب، يقال: ناع ينوع نوعًا: وهو المضطرب.
6 تعلو السماوة تلتظى حزَّانها ... والآل فوق ذرا وعال يلمع
7 يكفي الأدلة بعد سوء ظنونهم ... مرُّ المطي إذا الحداة تشنعوا
تشنعوا: جدُّوا وانكشموا.
8 والأرحبيُّ إذا الظلال تقاصرت ... يفري الفريَّ وذات غرب ميلع
الأرحبي: نسبه إلى أرحب: قبيلة من همدان. وذات غرب: يعني ناقة ذات جد في سيرها. والملع السرعة والانبساط في المشي. ملع يملع ملعًا.
9 حرف تجاذب في خشاش ناشب ... حصدًا يسور كما يسور الأشجع
الحرف: الناقة التي قد انحرفت عن حالها. والخشاش، أن تبري الناقة في عظم الأنف ولا يكون الخشاش إلا كذلك. والحصد، الزمام المفتول. والفتل والحصد والإحصاد المحكم المفتول. يسور: يثب إذا هزت عنقها اضطرب زمامها، فشبهها بالشُّجاع من الحيات. يقول: كأنه شجاع يثب.
10 شذب المكارب من جذوع سميحة ... يمطو الجديل وسرطمان شعشع
شبه عنقها بالجذع الذي قد شذب عنه كربه. وسميحة: بالمدينة كان عندها احتكام الأوس والخزرج في حروبهم إلى ثابت أبي حسان بن ثابت الشاعر وقال حسان:
وأبي في سميحة القائل ألفا ... صل لما التقت عليه الخصوم
والسُّرطمان والسَّرطم واحد: وهو الذي يستوعب الزمام. والشعشع والشعشعان واحد: وهو الطويل.
11 وتثير مظهرةً وقد وقد الحصى ... شاة الكناس إذا اسمألَّ التُّبَّع
يريد أنها تذعر الثور والظبي في كناسه في وقت الهاجرة حين تذهب
الظلال، والتُّبَّع: الظل، واسمئلاله: ذهابه وانقطاع.
12 فترى الحصى زجلا يطير نفيَّه ... قبص المناسم والحصى يتصعصع
ويروي: يطير رفاضه. والزجل في صوته يصك بعضه بعضًا. وقبصها جذبها بأطراف أخفافها وخذفها به حذو أرجلها. والقبص بأطراف الأصابع، والقبض بالكف كلها. وتصعصع الحصي: تفرقه.
13 والعيس يعتصر الهواجر بدنها ... عصر الصنَّوبر كلَّ غر ينبع
شبه عرقها بالقطران وهو يعمل من الصنوبر. والغر: المثاني الذي في جلد الناقة، وكذلك مثاني الثوب يقال: اطو الثوب على غرّه؛ وهي مطاويه، وعلى أخناثه، واحدها خنث، وجماعة الغرّ: غرور، ويقال: على خنثه وغره.
14 سرنا من الأدمي ورمل مخفِّق ... نرجو الحيا وجناب غيث يربع
15 كم قد تتابع منكم من أنعم ... والمحل يذهب أن تعود الأمرع
16 أثبتُّم زلل المراقي بعدما ... كادت قوى سبب الحبال تقطَّع
17 أشكو إليك فأشكني ذرية ... لا يشبعون وأمهم لا تشبع
18 كثروا عليَّ فما يموت كبيرهم ... حتى الحساب ولا الصغير المرضع
19 وإذا نظرت يريبني من أمهم ... عين مهجِّجة وخد أسفع
المهجِّجة: الغائرة. والسَّفع: سواد يعلو الخدين.
20 وإذا تقسمت العيال عبوقها ... كثر الأنين وفاض منها المدمع
21 رشني فقد دخلت عليَّ خصاصة ... مما جمعت وكلُّ خير تجمع














مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید