المنشورات

أهوًّى أراك برامتين وقودا ... أم بالجنينة من مدافع أودا

وقال جرير
1 أهوًّى أراك برامتين وقودا ... أم بالجنينة من مدافع أودا
أراد رامة فثنَّاها بغيرها. المدافع: مدافع السيول: وأود بالحزن من بلاد يربوع.
2 بان الشباب فودِّعاه حميدا ... هل ما ترى خلقًا يعود جديدا
3 يا صاحبي دعا الملامة واقصدا ... طال الهوى وأطلتما التَّفنيدا
4 إن التذكر فاعذلاني أو دعا ... غلب العزاء وأدرك المجلودا
مجلوده جلده وصبره. يقول: أفنى صبره وقوتَّه وغلب عزاءه.
5 لا يستطيع أخو الصبابة أن يرى ... حجرًا أصمَّ ولا يكون حديدا
6 أخلبتنا وصددت أمَّ محلِّم ... أفتجمعين خلابة وصدودا
7 إن وجدِّك لو أردت زيادة ... في الحب عندي ما وجدت مزيدا
8 يا ميَّ ويحك أنجزت الموعودا ... وارعى بذاك أمانةً وعهودا
9 قالت نحاذر ذا شباة باسلا ... غيران يزعم في السلام حدودا
10 رمت الرماة فلم تصبك سهامهم ... ورأيت سهمك للرماة صيودا
11 راحوا من أجلك مقصدين وقد رأوا ... خلل الحجال سوالفًا وخدودا
12 ورجا العواذل أن يطعن ولم أزل ... من حبكم كلف الفواد عميدا
13 أصرمت إذ طمع الوشاة بصرمنا ... صبًّا لعمرك يا أميم ودودا
14 ونرى كلامك لو ينال بغرة ... ودنوَّ دارك لو علمت خلودا
15 إن كان دهرك ما يقول حسودنا ... فلقد عصيت عواذلًا وحسودا
16 نام الخليُّ وما رقدت لحبكم ... ليل التِّتمام تقلُّبًا وسهودا
17 وإذا رجوت بأن يقربك الهوى ... كان القريب لما رجوت بعيدا
18 ما ضرَّ أهلك أن يقول أميركم ... قولا لزائرك الملمّ سديدا
19 حلَّات ذا سقم يرى لشفائه ... وردًا ويمنع أن يروم ورودا
20 أبنو قفيرة يبتغون سقاطنا ... حشرت وجوه بني قفيرة سودا
21 أخزى الإله بني قفيرة إنهم ... لا يتقون من الحرام كؤودا
يقول: يركبون أكبر الحرام وأعظمه. والكوود: الصعب الشديد.
22 إني ابن حنظلة الحسان وجوههم ... والأعظمين مساعيًا وجدودا
23 والأكرمين مركَّبا إذ ركِّبوا ... والأطيبين من التراب صعيدا
24 ولهم مجالس لا مجالس مثلها ... حسبًا يؤثَّل طارفًا وتليدا
المؤثل: المركوم بعضه على بعض، المنضَّد.
25 إنا إذا قرع العدو صفاتنا ... لاقوا لنا حجرًا أصمّ صلودا
26 ما مثل نبعتنا أعز مركَّبًا وأقل قادحة وأصلب عودا
27 إنَّا لنذعر يا قفير عدوَّنا ... بالخيل لاحقة الأياطل قودا
28 كسَّ السَّنابك شزَّبا أقرابها ... مما أطال غزاتها التقويدا
الأكس: القصير السنبك.
29 أجرى قلائدها وخدّب لحمها ... أن لا يذقن مع الشكائم عودا
30 وطوى الطِّراد مع القياد بطونها ... عليَّ التِّجار بحضرموت برودا
31 جردًا معاودة الغوار سوابحًا ... تدنى إذا قذف الشتاء جليدا
32 تسقى الصريح فما تذوق كرامة ... حدّ الشتاء لدى القباب مديدا
يقال للَّبن حين يحلب: حليب، فإذا ذهبت رغوته - ويقال رغوته - فهو صريح، فإذا أمكن أن يصب في الإناء فهو صريف، ثم هو نقيع يومه، وهو حقين إذا جعل في السقاء، فإذا أخذ طعم السقاء فهو ممحَّل، فإذا أخذ في الحمض فهو قارص. فإذا راب وأمكن أن يمخض فهو رائب. فإذا شُرب منه قبل أن يُمخض فهو ظليم ومظلوم، فإذا انقطع زبده ولم يخرج مستقيمًا فهو مثمر وثامر، فإذا خرج زبده فهو رائب، فإذا اشتد حمضه بعد ذاك وتقطع فصار اللبن ناحية والماء ناحية فهو الممذقر، فإذا التشد حمضه جدًّا فهو الإدل. يقال جاء بإدلة تزوي الوجه، فإذا تكبد وغلظ. جدًّا فهو الهدبد والعكلط. والعجالط والعجلط والعكلد وهو الغتمي: إذا صب فلم يسمع صوته من خثورته. والمديد: دقيق الشعير يضرب بالماء ويسقى الخيل، وأنشد:
وقائلةٍ ظلمت لكم سقائي ... وهل يخفى على العكد الظليم
والعكد: أصل اللسان، وأنشد:
وصاحب صدق لم تنلني شكاته ... ظلمت وفي ظلمي له عامدًا أجر
ظلمه له: أن يسقيه الوطب وفيه زبدته قبل أن يمضخه ومثله:
لا يظلمون بظلم الوطب ضيفهم ... ويظلم العمّ وابن العم والجارا
33 نحن الملوك إذا أتوا في أهلهم ... وإذا لقيت بنا رأيت أسودا
أراد: لقيتنا. والباء ها هنا مقحمة.
34 اللابسين لكل يوم حفيظة ... حلقًا بداخل شكُّه مسرودا
شكه وسكه واحد.
35 سائل ذوي يمن وسائلهم بنا ... في الأزد إذ ندبوا لنا مسعودا
مسعود بن عمرو العتكي
36 فأتاهم سبعون ألف مدجَّج ... متلبّسين يلامقًا وحديدا
اليلمق: القباء المحشو ولا يكون إلا كذلك وهو الخفتان.
37 قوم ترى صدأ الحديد عليهم ... والقبطريَّ من اليلامق سودا
القبطري: ثياب منسوبة هي القباطى.
38 أمسى الفرزدق يا نوار كأنه ... قرد يحث على الزناء قرودا
39 ما كان يشهد في المجامع مشهدًا ... فيه صلاة ذوي التقى مشهودا
40 ولقد تركتك يا فرزدق خاسئًا ... لمّا كبوت لدى الرهان لهيدا
اللَّهد: وجع في الصدر وورم فيه.
41 إنّا لنذكر ما يقال ضحى غد ... عند الحفاظ ونقتل الصنديدا
42 ونكرُّ محمية وتمنع سرحنا ... جرد ترى لمغارها أخدودا
الأخدود: الآثار من حوافرها في الأرض.
43 نبني على سنن العدو بيوتنا ... لا نستجير ولا نحل حريدا
يقال: سنن وسنن: وهو وجه الطريق ومتنه وظهره، والحريد: البيت المنفرد.
44 منَّا فوارس منعج وفوارس ... شدُّوا وثاق الحوفزان بأودا
هذا يوم ذي طلوح وقد مر. وأود: يوم ذي طلوح. ومنعج: بحذاء طخفة وهو اليوم الذي أسر فيه الصّمة وابنه معيّة.
45 فلربَّ جبار قصرنا عنوةً ... ملك يجر سلاسلا وقيودا
46 ومنازل الهرماس تحت لوائه ... فحشاه معتدل القناة شديدا
الهرماس الغسَّاني: قتله عتيبة يوم كنهل.
47 ولقد جنبنا الخيل وهي شوازب ... متسربلين مضاعفًا مسرودا
48 ورد القطا زمرًا تبادر منعجًا ... أو من خوارج حائرًا مورودا
الحائر: الغدير المتحير فيه الماء. وخوارج باليمامة قلتان بين وادي العرض، ووادي قرَّان.
49 ولقد عركن بآل كعب عركة ... بلوى جراد فلم يدعن عميدا
هذا يوم الكلاب الثاني: أراد بلحارث بن كعب. والعميد: السيد.
50 إلا قتيلا قد سلبناه بزَّه ... تقع النسور عليه أو مصفودا
51 وأبرن من بكر قبائل جمَّة ... ومن الأراقم قد أبرن جدودا
الجدُّ: الحظ والشرف.
52 وبنى أبي بكر وطئن وجعفرًا ... وبنى الوحيد فما تركن وحيدا
هذا يوم ذي نجب وقد مر. وبنو الوحيد: من بني عامر بن صعصعة
53 ولقد جريت فجئت أول سابق ... عند المواطن مبديًا ومعيدا
54 وجهدت جهدك يا فرزدق كله ... فنزعت لا ظفرًا ولا محمودا
55 إنا وإن رغمت أنوف مجاشع ... خير فوارس منهم ووفودا
56 نسري إذا سرت النجوم وشبهت ... بقرًا ببرقة عالج مطرودا
57 قبح الآله مجاشعًا وقراهم ... والموجفات إذا وردن زرودا
الموجفات: الإبل توجف بهم إلى منازلهم.
















مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید