المنشورات

حيُّوا أمامة واذكروا عهدًا مضى ... قبل التصدُّع من شماليل النوى

قال جرير يمدح هشام بن عبد الملك:
1 حيُّوا أمامة واذكروا عهدًا مضى ... قبل التصدُّع من شماليل النوى
التصدع: التفرق والشماميل: اشتمالها في كل وجه وتفرقها، لا واحد لها. والنوى: النية، وشماميل كل شيء: بقاياه، يقال ما بقى من الثوب إلا شماميل، وما بقى في النخلة إلا شماميل.
2 قالت بليت فما نراك كعهدنا ... ليت العهود تجددت بعد البلى
3 أأمام غيَّرني وأنت غزيرة ... حاجات ذي أرب وهمَّ كالجوى
4 قالت أمامة ما لجهلك ما له ... كيف الصبابة بعدما ذهب الصِّبا
5 ورأت أمامة في العظام تحنيًا ... بعد استقامتها وقصرًا في الخطا
6 ورأت بحليته خطابًا راعها ... والويل للفتيات من خضب اللِّحى
7 وتقول إني قد لقيت بليَّة ... من مسح عينك ما يزال بها قذى
8 لولا ابن عائشة المبارك سيبه ... أبكى بنيَّ وأمَّهم طول الطوى
ابن عائشة: عبد الملك بن مروان. وعائشة بنت معاوية بن معاوية ابن مغيرة بن أبي العاص جادع حمزة رمه الله ورضي عنه، وحيره الله عز وجل، فدخل في بعض أزقة المدينة في يوم أحد فأمر النبي صلى الله عليه وسلم عليًّا عليه السلام فقتله.
9 إن الرُّصافة منزل لخليفة ... جمع المكارم والعزائم والتُّقى
10 ما كان جرِّب عند مدِّ حبالكم ... ضعف المتون ولا انفصام في العرا
11 ما إن تركت من البلاد مضلَّةً ... إلا رفعت بها منارًا للهدى
12 أعطيت عافية ونصرًا عاجلًا ... آمين ثم وقيت أسباب الردى
13 الحمد لله الذي أعطاكم ... حسن الصنائع والدسائع والعلا
الدسائع: المكارم.
14 يابن الخضارم لا يعيب جباكم ... صغر الحياض ولا غوائل في الجبا
الجبا: الماء المجموع. والغوائل: شقوق تكون في الحوض تغتال الماء: تذهب به.
15 لا تجفونَّ بني تميم إنهم ... تابوا النَّصوح وراجعوا حسن الهوى
يريد أن بني تميم كانوا شيعة لعلي عليه السلام على معاوية ثم تابوا عن ذلك.
16 من كان يمرض قلبه من ريبة ... خافوا عقابك وانتهى أهل النهى
من: في معنى جمع ووحّد القلب للفظ من ثم جمع بعد على المعنى.
17 واذكر قرابة قوم برَّة منكم ... فالرِّحم طالبة وترضى بالرِّضى
برة: بنت مر أخت تميم وهي أم النَّضر بن كنانة وأسد بن خزيمة.
18 سوِّست مجتمع الأباطح كلها ... ونزلت من جبلي قريش في الذرا
جبلا قريش وروقاها: هاشم وعبد شمس.
19 أخذوا وثائق أمرهم بعزائم ... للعالمين ولا ترى أمرًا سدى
السُّدى: المهمل، يقال أهمل أمره وأسداه وأضاعه وأساعه بمعنى واحد.
20 يابن الحماة فما يرام حماهم ... والسابقين بكلِّ حمد يشترى
21 مازلت معتصمًا بحبل منكم ... من حلَّ نجوتكم بأسباب نجا
النَّجوة: ما أشرف من الأرض وجماعه: نجاء.
22 وإذا ذكرتكم شددتم قوتي ... وإذا نزلت بغيثكم كان الحيا
23 فلأشكرنَّ بلاء قوم ثبَّتوا ... قصب الجناح وأنبتوا ريش الغنى
24 ملكوا البلاد فسخرت أنهارها ... في غير مظلمة ولا تبع الريا
25 أوتيت من حدب الفرات جواريًا ... منها الهنيُّ وسابح في قرقري
26 والمجد للزَّند الذي أوريتم ... بحر يمد عبابه جوف القنا
شبهه بقدح النار الزند إذا أسرع ناره، ويمدها: يملؤها. والجوف: الواسعة.
27 سيروا إلى البلد المبارك فانزلوا ... وخذوا منازلكم من الغيث الجدا
الجدا: الكثير.
28 سيروا إلى ابن أرومة عادية ... وابن الفروع يمدُّها طيب الثرى
29 سيروا فقد جرت الأيامن فانزلوا ... باب الرُّصافة تحمدوا غبَّ السُّرى
30 سرنا إليك من الملاك عيديَّة ... يخبطن في سرح النعال على الوجا
31 تدمي مناسمها وهنَّ نواصل ... من كل ناجية ونقض مرتضى
ويروى: ونقض منتضى، وهو أجود. النَّقض: الحسير الذي
نقضه السفر. والمنتقضى الذي قد ترك نضوًا. والفواصل: المتقدِّمات السِّراع. أخبر أنهن كذلك بعدما دميت مناسمها وكللن.
32 كلَّفت لاحقة الثَّميل خوامسا ... غبر المخارم وهي خاشعة الصوى
الصُّوى: الأعلام واحدها صوَّة. يريد أنها قد درست من ترك الناس سلوكها.
33 نرمي الغراب إذا رأى بركابنا ... جلب الصِّفاح وداميات بالكلى
الصفاح: الجنوب واحدها صفح. والجلب: ما أجلب منها، يقال جلب الجرح وأجلب: إذا جف. يقول: إذا وقع الغراب على قروح ركابنا رميناه عنها.








مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید