المنشورات
هل ينفعنَّك إن جربت تجريب ... أم هل شبابيك بعد الشيب مطلوب
قال جرير يمدح أيوب بن سليمان بن عبد الملك:
1 هل ينفعنَّك إن جربت تجريب ... أم هل شبابيك بعد الشيب مطلوب
2 أم كلَّمتك بسلمانين منزلة ... يا منزل الحي جادتك الأهاضيب
الأهاضيب: المطر، واحدها هضبة: وهي الدفعة من المطر.
3 كلفت من حلَّ ملحوبًا فكاظمة ... أيهات كاظمة منا وملحوب
ويروى: هيهات أيضًا، وأيهات لغته.
4 قد تيّم القلب حتى زاده خبلا ... من لا يكلَّم إلا وهو محجوب
5 قد كان يشفيك لو لم يأب خازنه ... راح ببرد قراح الماء مقطوب
المقطوب: الممزوج، والراح: الخمر، شبه ريقتها بها.
6 كأن في الخدر قرن الشمس طالعة ... لمّادنا من جمار الناس تحصيب
أراد: حصب الجمار يوم منًى.
7 تمّت إلى حسب ما فوقه حسب ... مجدًا وزيَّن ذاك الحسن والطيب
8 تبدو فتبدى جمالًا زانه خفر ... إذا تزأزأت السود العناكيب
التزأزؤ: شدة العدو وسرعته، شبههن في دمامتهن وقبحهن بالعنكبوت،
يقال: عنكبوت وعنكب وعنكباة وعناكيب وعنكبيات وأنشد:
كأن ما يسقط من لغامها ... بيت عكنباة على زمانها
9 هل أنت باك لنا أو تابع ظعنًا ... فالقلب رهن مع الأظعان مجنوب
يقول: هل أنت مسعدي أو تابعهنَّ معي.
10 إما تريني وهذا الدهر ذو غير ... في منكبيَّ وفي الأصلاب تحنيب
11 فقد أمدُّ نجاد السيف معتدلًا ... مثل الرُّديني هزته الأنابيب
12 وقد أكون على الحاجات ذا لبث ... وأحوذيَّا إذا انضم الذعاليب
الأحوذيّ: المنكمش، وذعاليبه: فضول ثوبه وما ناس منه.
13 لما لحقنا بظعن الحيِّ نحسبها ... نخلا تراءت لنا البيض الرعابيب
الرعابيب: المتلئات.
14 لما نبذنا سلامًا من مخالسة ... نخشى العيون وبعض القوم مرهوب
15 وفي الحدوج التي قدمًا كلفت بها ... شخص إلى النفس موموق ومحبوب
16 قتَّلننا بعيون زانها مرض ... وفي المراض لنا شجو وتعذيب
17 حتى منى أنت مشغوف بغانية ... صبٌّ إليها طوال الدهر مكروب
18 هل يصبونَّ حليم بعد كبرته ... أمسى وأخدانه الأعمام والشِّيب
19 إن الإمام الذي ترجى نوافله ... بعد الإمام وليُّ العهد أيوب
20 مستقبل الخير لا كابٍ ولا جحد ... بدر يغم نجوم الليل مشبوب
الجحد: القليل الخير البخيل، يقال: جحد يجحد جحدًا.
والمشبوب: الواضح المنير.
21 قال البرية إذ أعطوك ملكهم ... ذبّب وفيك عن الأحساب تذبيب
22 يأوى إليك فلا منُّ ولا جحد ... من ساقه السَّنة الحصَّاء والذيب
السنة الحصاء: التي لا مرعى بها ولا نبات كالرأس الأحص: الذي لا شعر عليه. شبَّه السنة الحبيثة بالذئب، وأنشد:
أبا خراشة أما كنت ذا نفر ... فإن قومك لم تأكلهم الضبع
المهلبي: الرواية: قومي، وذاك أن القوم إذا أجدبوا أتتهم السباع فتأكل ما سقط من أموالهم ..
23 ما كان يُلفي قديمًا في منازلكم ... ضيقٌ ولا في عباب البحر تنضيب
عباب البحر وأبابه واحد: وهو كثرة مائها. والتنضيب: النفاد، يقال نضَّب الماء: إذا نفد ينفد نفادًا ونفودًا ونضب وينضب، ونضَّب تنضيبًا.
24 الله أعطاكم من علمه بكم ... حكمًا وما بعد حكم الله تعقيب
يقول: لا طمع فيه لعائب ولا متعقَّب لمتعقِّب ...
25 أنت الخليفة للرحمن يعرفه ... أهل الزبور وفي التوراة مكتوب
26 كونوا كيوسف لما جاء إخوته ... واستعرفوا قال ما في اليوم تثريب
ويروى: واستغفروا.
الله فضّله والله وفّقه .... توفيق يوسف إذ وصاه يعقوب
كان الوليد أراد البيعة لابنه عبد العزيز ودعا سليمان إلى ذلك فأبى، وعرض له به فأبى، فكان بينهما متباعد من أجل هذا.
28 لما رأيت قروم الملك سامية ... طاح الخبيبان والمكذوب مكذوب
أراد بالخبيبين: عبد الله ومعصبًا ابني الزبير وكان عبد الله يكنى أبا خبيب
29 كانت لهم شيعٌ طارت بها فتن ... كما تطيَّر في الريح اليعاسيب
30 مُدّت لهم غاية لم يجرها حطم ... إلا استدار وعضّته الكلاليب
الكلَّاب: المنخس الذي يُنخس به الدابة البطيء وأنشد للراعي:
جنادف لا حق بالرأس منكبه ... كأنه كودن يوشي بكلَّاب
31 سوِّستم الملك في الدنيا ومنزلكم ... منازل الخُلد زانتها الأكاويب
كوب وأكواب، وأكاويب: جمع الجمع، وكل إناء لا عروة له فهو كوب.
32 لما كفيت قريشًا كل مضلعة ... قالت قريش: فدتك المرد والشيب
33 إنا أتيناك نرجو منك نافلة ... من رمل يبرين إن الخير مطلوب
34 تخدي بنا نجب أفنى عرائكها ... خمس وخمس وتأويب وتأويب
ويروى: تخدي. عريكة السنام: أصله الذي يجلو عليه.
والتأويب: أن يسير يومه وينزل الليل.
35 حتى اكتست عرقًا جونًا عرق ... تُضحى بأعطافها منه جلابيب
36 عيديّة كان جوّابٌ تنتَّجها ... وابنا نعامة والمهريّ معكوب
هؤلاء من مهرة: كانوا راضة بصراء بالإبل. ومعكوب: رجل ومهرة ابن حيدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة.
37 ينهض في كل مخشيِّ الردى قذف ... كما تقاذف في اليم المرازيب
المرازيب: الضخام من السفن وأحدها مرزاب. وتقاذفها: تفاوتها في السير وتباعد بعضها من بعض.
38 من كل نضَّاحة الذِّفري عذوَّرة ... في مرفقها عن الدَّفَّين تحنيب
تحنيب: تباعد. والعذوَّرة: النشيطة كأنَّ بها هوجًا من نشاطها. والرجل العذور السيء الخلق الصخَّاب وأنشد لا مرأة من باهلة:
إذا نزل الأضياف كان عذوَّرا ... على الحيّ حتى تستقل مراجله
إن قيل للركب سيروا والمها حرج ... هرَّت علابيَّها الهوج الهراجيب
المها: البقر: وحرجه: دخوله في كنسه لاجئًا فيها من الهاجرة. والعلابيُّ عصبتان تبتدان العنق، وإنما أراد الأعناق. والهراجيب: الجسام الطوال واحدها: هرجاب.
40 قالوا الرواح وظلُّ القوم أردية ... هذا على عجلٍ سمك وتطنيب
41 كيف المقام بها هيماء صادية ... في الخمس جهد وورد السدس تنحيب
يقول: سيروا فلا مقام لكم بالفلاة. والهيماء: التي لا ماء بها، وكذلك الصادية، فماؤها لا يدرك بعد خمس إلا بجهد. والتنحيب: كأنه نذر واجب عليه أن يرده. والنحب: النذر.
42 قفرا يشابه آجال النعام بها ... عيدًا تلاقت به فزَّان والنوب
ويروى: إبل تلاقي بها.
وروى عمارة: قفرًا يشبّه خيطان النعام بها .. عيدا ....
شبه نعام تلك الفلاة بجماعة من النوب والفزَّان اجتمعوا لعيد لهم.
مصادر و المراجع :
١- ديوان جرير بشرح محمد بن
حبيب
المحقق: د. نعمان
محمد أمين طه
الناشر: دار
المعارف، القاهرة - مصر
الطبعة: الثالثة
12 يوليو 2024
تعليقات (0)