المنشورات
عفا قوٌّ وكان لنا محلا ... إلى جوَّي صلاصل من لبيني
قال جرير يهجو الفرزدق والبعيث:
1 عفا قوٌّ وكان لنا محلا ... إلى جوَّي صلاصل من لبيني
صلاصل: ماء لبني أسمر من بني عمرو بن حنظلة.
2 ألا ناد الظعائن لو لوينا ... ولولا من يُراقبن أرعوينا
ويروى: وناديت الظعائن يوم رهبي. وأرعوين: عطفن ووقفن.
3 يقلن وقد تلاحقت المطايا ... كذاك القول إنَّ عليك عينا
أراد: كف القول إن عليك رقيبًا.
4 ألم ترني بذلت لهن ودّي ... وكذّبت الوشاة فما جزينا
5 إذا ما قلت حان لنا التقاضي ... بخلن بعاجل ووعدن دينا
ويروى: ومطلن دينًا.
6 تضيء لنا الحجال سنا غمام ... إذا لمحت غواريه انجلينا
يقول: تكشف الحجال لنا عن مثل ضوء الغمام.
7 فقتَّلن الرهون بغير رهن ... وأشططن القضيَّة واعتدينا
الرهون: قلوب الرجال.
8 ذكرتَ وليتَ أنك لم تذكّر ... زمانًا كان في حقب مضينا
9 ويرمين القلوب بنبل جن ... فقد أقصدن قلبك إذ رمينا
10 يروغ القرد مني إذ رآني ... فقل للقرد أين تروغ أينا
11 أحين رأيتني مرست حبالي ... وجدَّ الجدُّ تسألني الهوينا
هذا مثل: ومرس الحبل: أن يسقط. في جانب البكرة في غير مجراه، فينشب، يقال مرس الحبل يمرس مرسا، وقد أمرسته إمراسًا: إذا أخرجته من ذلك الموضع إلى مجراه، وأنشد:
بئس مقام الشيخ أمرس أمرس ... إما على قعوٍ وإمّا اقعنسس
12 فقد أمسى البعيث سخين عين ... وما أقسى الفرزدق قرَّ عينا
13 وحرب تضجر النخبات منها ... قريناها الأسنة واصطلينا
14 إذا ذكرت مساعينا غضبتم ... أطال الله سخطكم علينا
15 تفيش مجاشع بلحي عظام ... وأحلام ضللن وما اهتدينا
16 فقد صارت حماتكم إماءً ... وحاميكم بني وقبان قينا
17 تباعد من بني وقبان صلحي ... وقد مرست حبالي والتوينا
18 وقد كان الجبابر قد علمتم ... إذا لم نرضَ حكمهم عصينا
19 إذا لمع الربيئة لم نُكذِّب ... ولا نشوي العدو إذا التقينا
الربيئة: العين يعتان للقوم، فإذا رأى أمرًا لمع إليهم فأصرخوه. والشوا: دون المقتل. يقول: لا نخطئ مقاتل أعدائنا.
20 وذي سرحٍ يظل بنا مقيمًا ... ومغتبط بمنزله نفينا
21 ولو منَّا فتاتكم لغزنا ... ولو عاذ الزبير بنا وفينا
أتعدل لا أبا لكم الخناثي ... بيربوع تباعد ذاك بينا
مصادر و المراجع :
١- ديوان جرير بشرح محمد بن
حبيب
المحقق: د. نعمان
محمد أمين طه
الناشر: دار
المعارف، القاهرة - مصر
الطبعة: الثالثة
12 يوليو 2024
تعليقات (0)