المنشورات

بتُّ أراعي صاحبيَّ تجلُّدا ... وقد علقتني من هواك علوق

قال جرير يمدح الحجاج:
1 بتُّ أراعي صاحبيَّ تجلُّدا ... وقد علقتني من هواك علوق
2 فكيف بها لا الدار جامعة الهوى ... ولا أنت عصرًا عن صباك مفيق
3 أتجمع قلبًا بالعراق فريقه ... ومنه بأطلال الأراك فريق
4 كأن لم ترقني الرائحات عشية ... ولم يمس في أهل العراق وميق
يقال: راقه يروقه روقًا: إذا أعجبه: والوميق والموموق واحد: وهو المحبوب، يقال: ومق يمق مقةً.
5 أعالج برحًا من هواك وشفَّني ... فؤاد إذا ما تذكرين خفوق
6 أوانس أما من أردن عناءه ... فعان ومن أطلقن فهو طليق
7 دعون الهوى ثم ارتمين قلوبنا ... بأسهم أعداء وهن صديق
يقول: استملن أهواءنا فمالت إليهن.
8 عجبت من الغيران لما تداركت ... جمال يخالجن البرين ونوق
يخالجن: يحاذين. والبرين: جمع برة.
9 فلا وصل والحجاج بيني وبينكم ... وأزور معبرُّ الفجاج عميق
10 ومن يأمن الحجاج أما عقابه ... فمرٌّ وأما عقده فوثيق
11 وما ذقت طعم النوم إلاَّ مفزَّعًا ... وما ساغ لي بين الحيازم ريق
12 وحمَّلت أثقالي نجاةً كأنها ... إذا ضمرت بعد الكلال فنيق
13 من الهوج مصلاتًا كأنَّ جرانها ... يمان نضا جفنين فهو دلوق
الجران: باطن العنق، وإنما أراد عنقها كله وسرعتها وخروجها من الإبل، فشبَّهها بسيف دلوق، والدلوق: الذي يسقط من غير سله، وهو أجود السيوف وأخلصها، وكل متقدم سابق فهو دالق ودلوق، ودلق الغارة من ذلك يدلقها دلوقًا: إذا حثَّها ودقّمها. ونضا جفنين: أخلقهما وألقاهما. والمصلاتة الماضية.
14 يبيِّن للنِّسعين فوق دفوفها ... وفوق متون الحالبين طريق
وروى عمارة:
ترى لمجر النِّسعتين بجوزها ... موارد حرميٍّ لهنَّ طريق
الحرمي: النمل، شبه آثار النسعة في جنبيها بطريق النمل.
15 طوى أمها الدَّرّ حتى كأنها ... فلافل هنديّ فهنَّ لصوق
أمهات الدَّر: أخلافها ... يريد أنها لا تحمل إنما هي نجيبة،
فأخلافها صغار من عدم اللبن. كأنها فلافل.
16 إذا القوم قالوا وردهنَّ ضحى غد ... تغالين حتى وردهنَّ طروق
يقول: إذا قدروا أن يردوا الماء بعد يوم أسرعن حتى يردوه في الليل طروقًا.
17 وخفتك حتى استنزلتني مخافتي ... وقد حال دوني من عماية نيق
عماية: جبل معروف في ناحية البحرين. ونيقه: أعلاه.
18 يسرُّ لك البغضاء كلُّ منافق ... كما كلُّ ذي دين عليك شفيق
19 وأطفأت نيران العراق وقد علا ... لهنّ دخان ساطع وحريق
20 وإن امرًا يرجو الغلول وقد رأى ... نكالك فيما قد مضى لسروق
الغلول: سرقة الغنيمة.
21 وأنت لنا نور وغيث وعصمة ... ونبت لمن يرجو نداك وريق
22 ألا رب عاصٍ ظالم قد تركته ... لأوداجه المستنزفات شهيق















مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید