المنشورات

كأنى بالمديبر بين زكَّا ... وبين قرى أبى صفرى أسير

قال:
وزعم عمارة أنها لبشير بن النكث الكليبي وزعم أبو عبد الله أنها لجرير.
1 كأنى بالمديبر بين زكَّا ... وبين قرى أبى صفرى أسير
المديبر بالرقة وقرى أبى صفرى بالرقة.
2 كفى حزنًا فراقهم وأنى ... غريب لا أزار ولا أزور
3 أجدى فاشربى بحياض قوم ... عليهم من فعالهم حبير
أراد: الحبر وهو ضرب من وشى اليمن:
4 عداك الفقر ما عدت المنايا ... رفاعىَّ القناة له نقير
يقول: يتعداك الفقر ما تعدت هذه المنايا. ونقير الرجل: أصله الكريم.
5 وإن بنى رفاعة من تميم ... هم اللَّجأ المومَّل والنصير
6 هم الأخيار منكسة وهديًا ... وفي الهيجا كأنهم الصقور
7 مرائيب الثأى حشد المقارى ... وفاةٌ حين لا يوفي خفير
8 إذا غار الندى لخواء نجم ... فسيب بنى رفاعة لا يغور
9 بهم حدب الكرام على الموالى ... وفيهم عن مساءتهم فتور
10 عن النكراء كلُّهم غبىّ ... وبالمعروف كلهم بصير
11 خلائق بعضهم فيها كبعض ... يؤمُّ صغيرهم فيها الكبير
12 وخوصٍ قد قرنت بهن خوصًا ... تجافى الغيث عنها والخضور
الخوض الأول: القلب التي قد حلَّق ماؤها وغار في الأرض، أوردهنَّ خوصًا من الإبل خوصت عيونها وحلَّقت وغارت. والخضور: الكلأ والغيث.
13 كأن جمامها لما استجمت عنايا مجرب فيهن قير
ويروى: استحمت: جمامها: عرقها يقول: كأن جمام هذه القلب: وهو ما اجتمع من مائها. وجمَّ لأجونه وتغيُّره. عنيةٌ: خلطت بالقطران. والعنية: القطران. واستجمامها: اغتسالها به. واستجمامها: استخراجها إياه بعدوها وتعبها كما تستجمُّ البئر.
14 فخضخضت النِّطاف ليعملاتٍ ... نواشط حين يستغطى البرير
ويروى: يستغضى. ويستعصى، كذا قال عمارة.
وصف القيظ. حيث لا تبقى خضراء إلا الأراك افأنه أخضر الدهر، واستعطاؤه واستغطاؤه بمعنى واحد: وهو تهدُّله وطوله كما يستغضى الليل ويستغطى: إذا اشتدت ظلمته. وكذلك البرير لأنه أسود قد ألبس الشجر من جوانبها. واستعصاؤه: انقطاعه إذا جف البرير يقال: ليل غاضٍ وغاطٍ
15 فسلت ثم أدركها نجاء ... على البصرات يقصد أو يجور
يريد أنها صافت الماء فعافته. والبصرة: الحجارة الرخوة بين الصخر والمدر، ومن هذا سميت البصرة.
16 كأن زهاءهن مولِّيات ... بذى الحومانتين قطًا يطير
17 قلائص عذَّبت ليلى عليها ... وعذَّب ليلها نسعٌ وكور
18 برى قمعاتها سيرى إليهم ... وتهجيرى إذا صخد الهجير
قمعاتها: أسنمتها. صخود الهجير: شدة الحر.
19 فكم واعسن من حبل إليهم ... ومن قور مواجههنَّ قور
القور: جمع قارة والقارة: الجبل الصغير.
20 ومن حنشٍ تعرَّض للمنايا ... كأن مجرَّة فيها جرير
الحنشات: من دواب الأرض وهوامها.
21 وقفَّ كالسحابة حين أوفى ... بعيد الغول أسفله وعور
الوعر: الخشن الذي لا أحد فيه. يقول: هو في طوله وارتفاعه مثل السحابة. أوفى وأوفد واحد: أي أشرف.
22 وقوم ضامزين على نداهم ... إذا سئلوا كما ضمز الحمير
23 نآنى ودُّهم فنأيت إنى ... بذلك حين لا أدنى جدير












مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید