المنشورات

أعاذل ما بالى أرى الحى ودَّعوا ... وباتوا على طيّاتهم فتصدعوا

قال أيضًا:
1 أعاذل ما بالى أرى الحى ودَّعوا ... وباتوا على طيّاتهم فتصدعوا
الطِّية والنية والمنسم: الوجه الذي تقصد له. وتصدعوا: تفرقوا.
2 إذا ذكرت شعثاء طار فؤاده ... لطير الهوى وارفضّت العين تدمع
مثلا ضربه للهوى، أى تفرقت دموعها.
3 تمنى هواها من تعلُّل باطل ... وتعرض حاجات المحب فتمنع
أراد أن تمنّى هواها من تعلُّل الباطل لأنه لا ينالها.
4 ولو أنها شاءت لقد بذلت له ... شرابًا به يروى الغليل وينقع
الغليل والحرَّة والغلة والصَّدى والأوام واحد: وهو العطش، يقال: رماه الله بالحرَّة تحت القرّة. يقول: بالعطش في شدة البرد فيشرب ولا يروى، ويقال: قد نقع الرجل وبضع ونهى وانتهى: إذا روى.
5 وشعثٍ على خوصٍ دقاق كأنها ... قسىٌّ من الشِّريان تبرى وترفع
الخوص: الغوائر العيون، والدقاق: الضوامر. والشريان: خشب تعمل منه القسىّ وتعمل من النبع والشَّوحط. وهما جنس واحد، فما كان ينبت في السهل فهو شوحط، وما كان ينبت في الجبل فهو نبع، ومن الشريان والساسم والعجرم والنَّشم والتنضب والتالب والسَّراء والضال والتين: هذه كلها من عضاه، وكل شجرة ذات شوك فهى عضة، فالعوسج والقتاد من دقِّه.
6 إذا رفعوا طىَّ الخباء رأيته ... كضارب طير في الحبالة يلمع
يريد أنهم خبَّوا عليهم فى الهاجرة بردًا فجعلت الريح تضربه، فشبهه بطائر قد علق الحبالة؛ والحبالة: شبكة الصائد.
7 ترى القوم فيه ممسكين بجانب ... وللريح منه جانب يتزعزع
8 ألا يالقوم لا تهدكم مجاشع ... فأصلب منها خيزران وخروع
لا تهدكم: لا ترعكم: يصف أنهم أضعف من الخيزران والخروع.
9 فهم ضيعوا الجار الكريم ولا أرى ... كحرمة ذاك الجار جارًا يضيَّع
10 تقول قريش بعد غدر مجاشع ... لحا الله جيران الزبير ورجَّعوا
يريد: استرجعوا لقتله: أي قالوا: إنا لله وإنا إليه راجعون.
11 فلو أن يربوعًا دعا إذ دعاهم ... لآب جميعًا رحله المتمزَّع
12 فأدُّوا حوارىَّ الرسول ورحله ... إلى أهله ثم افخروا بعد أو دعوا
13 ألم تر بيت اللؤم بين مجاشع ... مقيمًا إلى أن يمضى الدهر أجمع
14 علونا كما تعلو النجوم عليهم ... وقصّر حتى ما لكفَّيه مدفع
15 فإن تسألوا حيَّى نزارٍ تنبَّؤوا ... إذا الحرب شالت من يضرُّ وينفع
شالت: انكشفت وشمرت.
16 وإنا لنكفى الخور لو يشكروننا ... ثنايا المنايا والقنا يتزعزع
17 نحلُّ على الثغر المخوف وأنتم ... سرابٌ على قيقاءةٍ يتربَّع
القيقاءة والزيزاءة والصِّلفاءة واحد: وهو الغليظ. من الأرض، وهو مهموز وغير مهموز. وتربُّع السراب: اطراده.
18 يبين في عينى نوار إذا انتشت ... وإدمانها الماخور ألا تورَّع
19 شرت لكم سوء القصائد باستها ... وقلَّ غناءً عندهم ما تبيَّع
شرت واشترت، وتبيَّع وتبتاع، وهو أن تشترى. وهذا ضد.
20 تحلُّ ذليلا وسط بكر بن وائل ... وتخصى إذا لاقيت سعدًا وتجدع
عيَّره جوار بكر بن وائل حين هرب من زياد وعيره ليلة الرَّحى: ليلةً ظمياء التي كانت رجزت به، وقد مر حديثهما فى النقائض.
21 وتنفيك عمرو عن حماها وعامر ... فما لك إلا عند كيرك مطبع
عمرو: عمرو بن تميم. وعامر: عامر بن صعصعة.












مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید