المنشورات

ما بال نومك بالفراش عرارا ... لو أنَّ قلبك يستطيع لطارا

قال جرير بن عطية بن الخطفى: من الخطف وهو السرعة يهجو الفرزدق:
1 ما بال نومك بالفراش عرارا ... لو أنَّ قلبك يستطيع لطارا
الغرار: القليل من النوم، وهو مأخوذ من غرار الناقة: وهو انقطاع لبنها.
2 وإذا وقفت على المنازل باللَّوى ... هاجت عليك رسومها استعبارا
3 حىّ المنازل والمنازل أصبحت ... بعد الأنيس من الأنيس قفارا
4 والغانيات رجعنَّ كلَّ مودة ... إذ كان قلبك عندهن معارا
5 أصبحن بعد خلابة وتدلُّلٍ ... يقطعن دون حديثك الأبصارا
يقول: يصرفن أبصارهن عنك. والخلابة: المداراة. يقال: إن لم تغلب فاخلب.
6 أفما تريد لحقدهنّ تحقُّدا ... أم ما تريد عن الهوى إقصارا
يريد: ألا تكافئهن بفعلهن ألا تحقد عليهن ما يفعلن بك.
7 ولقد يرينك والقناة قويمة ... والدهر يصرف للفتى أطوارا
8 أزمان أهلك في الجميع تربَّعوا ... ذا البيض ثم تصيَّفوا دوَّارا
ذو البيض ودوّار: موضعان. ذو البيض جو من أسافل الدهانء، والجو: الموضع المنخفض.
9 طرقت جعادة بالرُّصافة أرحلا ... من رامتين لشطَّ ذاك مزارا
10 وإذا نزلت من البلاد بمنزل ... وقى النُّحوس وأسقى الأمطارا
11 طال النهار ببربروس وقد نرى ... أيّامنا بقشاوتين قصارا
12 ما كنت تنزل يا فرزدق منزلا ... إلا تركت به لقومك عارا
13 وإذا لقيت بنى خضاف فقل لهم ... يوم الزبير كسا الوجوه غبارا
خضاف: اشتقه من الخضف: من الضرط، ويقال: خضف إذا ضرط.
14 لؤم المواطن يا قيون مجاشع ... فى الناس أنجد خزيهنَّ وغارا
يقال: خزى فلان: إذا استحى.
15 خورٌ يناخيةٌ إذا ما جرِّدوا ... شبَّهت بين خصاهم الفحَّارا
الينخوب: الجبان. والخور: الضعاف، شبه خصاهم بفخارة الهريسة
16 غرُّوا بحبلهم الزبير فلم يجد ... عند الجوار بحبلك استمرارا
الاستمرار: الفتل.
17 ما كان جرَّب فى الحروب عدوُّكم ... نابًا تعضُّ به ولا أظفارا
18 فاسأل جحاجح من قريش إنهم ... تلقى لحكمهم هدًى ومنارا
19 وإذا الحجيج إلى المشاعر أوجفوا ... فاسأل كنانة واسأل الأنصارا
20 واسأل ذوى يمنٍ إذا لاقيتهم ... واسأل قضاعة كلَّها ونزارا
21 من كان أثبت بالثغور منازلا ... ومن الأعزُّ إذا أجار جوارا
22 نحن الحماة غداة جوف طويلعٍ ... والضاربون بطخفة الجبَّارا
23 هل تعرفون على تنيَّة أقرنٍ ... عبسًا غداة أضعتم الأدبارا
أى انهزموا ولم تحاموا على من خلفكم.
24 ضيَّعتم بلوى الذَّنائب نسوةً ... للحارثىّ فباشر الأسرارا
هذا يوم نجران وقد مر. والأسرار: النكاح، سر وأسرار، والسر:
النكاح بعينه. ولا يقال منه فعلت:
25 ودعت غمامة بالوقيظ فنازعت ... حبل المذلَّة عثجلًا وضرارا
غمامة: بنت الطَّود بن عبيد بن خزيمة من بنى دارم. وعثجل بن المأموم بن شيبان بن علقمة بن زرارة. وضرار بن معبد من زرارة، هذا يوم الوقيط وقد مر.
26 يا ليت نسوتكم دعون فوارسى ... وثديُّهنَّ تزاحم الأكوارا
يريد أنهن مردفاتٌ وراء الرجال.
27 إنى لأفخر بالفوارس فافتخر ... بالأخبثين شمائلا ونجارا
28 وإذا تبودرت المكارم والعلا ... رجعت أكفُّ مجاشع أصفارا
الأصفار: الخالية واحدها صفر.
29 عدُّوا خضاف إذا الفحول تنجِّبت ... والجيثلوط ونخبةً خوّارا
لا أدرى ما الجيثلوط ولا سمعت أبا عبد الله يعرفه. قال: لا أدري
من أي شئ اشتقه.
30 وإذا فخرت بأمهات مجاشع ... فافخر بقبقب واذكر النخوارا
31 عيدانكم عشرٌ ولم يك عودكم ... نبعًا ولا سبط الفروع نضارا
العشر: ضرب من الشجر خوَّار العود. النُّضار: الأثل.
32 قد شان فخر مجاشع أن لم يكن ... عند الحقائق تدرك الأوتارا
33 ولقد نزلت فكنت أخبث نازل ... وظعنت لا جذلا ولا مختارا
الجذل: المسرور. والجذل: السرور.
34 إن الفرزدق يا مجاشع لم يجد ... بالأجرعين لمنكرٍ إنكارا
35 ماذا يريبك إذ تعوذ بتغلب ... منى ودمعك بادر إدرارا
36 خربان صيف نفَّشت أعرافها ... عاينَّ أسفع ملحمًا مبكارا
الخربان: ذكور الحبارى واحدها خرب. والأسفع: الصقر لسفعة خدّيه، والسُّفعة: السواد. والملحم: المغذوُّ باللحم.
37 تبقى المذلَّة يا فرزدق والقذى ... والمخزيات بعينك العوَّارا
العوار: الرَّمض الغليظ. يكون من الرمد.
38 فجع الأجارب بالزبير ومنقرٌ ... لم يختلوك وجاهروك جهارا
الأجارب: بنو كعب بن سعد بن زيد مناة، ما خلا عوفًا وعمرًا، سمُّوا الأجارب لأنهم لما تحالفوا نحروا بعيرا أجرب وغمسوا أيديهم فى دمه.
39 وعرفت منزلة الذليل فلم تجد ... إلا التلهُّف ثمَّت الإقرارا
40 قد عجَّلوا لك يا فرزدق خزيةً ... فطلبت ليلة بيَّتوك ضمارا
الضِّمار: ما نسأت وأخَّرت طلبه حتى فات وولَّى.
41 وتقول جعثن للفرزدق لا أرى ... دارا كداركم الخبيثة دارا
42 قال الفرزدق: هل أصابك فى السُّرى ... عمرو بن مرَّة أو لقيت صحارا
تحت عمرو بخط العباس: هو الذى وقع على جعثن، واسمه عمران. وصحار: مدينة عمان، وبها قتل الخيار بين سبرة المجاشعى، قتله مروان ابن المهلب.
43 وسألت جعثن من أصابك منهم ... وعجان جعثن يخبر الأخبارا
44 نفضوا نطاقك والفرزدق شاهد ... نفض الشُّروب بعانة المعطارا
الذى يعصر فيه الخمر. والنِّطاق: الإزار والشروب: جمع شرب: وهم القوم يجتمعون على الشراب.
45 فتحت لمجمرها عروس مجاشع ... رخو الحتار قباقبًا هدّارا
يقول: لما تبخرت انفتح فرجها. الحتار: ما احاط بالشئ واستدار حوله والذى حول الأذن هو الحتار.
46 كانت إذا نكحت نساء مجاشع ... شبِّهن من سفح العدان جفارا
العدان: بسيف البحر والجفار: جمع جفر: وهى البئر قبل أن تطوى.
47 ندم ابن بيبة إذ تبيَّن أنه ... قينٌ يشين بشركه الأصهارا
ابن بيبة: البعيث. أراد بشركته.
48 وتقول طيبة إذ رأتك مقنَّعًا ... أنت الخبيث عمامةً وإزارا
49 لو كان أهلك قبل ذاك تبيَّنوا ... وسألت عن جهل الخبيث نوارا
طيبة: امرأة الفرزدق ونوار أيضًا امرأته.
50 حوض الحمار أبو الفرزدق فاعرفوا ... منه قفًا ومقلَّدا وعذارا
لقّبه بذلك: وكان أفسأ داخل الصدر: وعذارًا: أراد لحيته.
51 قاد الفرزدق يا حميد إليكم ... حوطًا وكان حدودك الأحجارا
يقول: عليك الرجم بالأحجار. وحميدة: الحمديَّة. يقول: كان حدك الرجم وكان الفرزدق القواد بين حميدة وحوط.
52 لم يلق أخبث يا فرزدق منكم ... ليلا وأخبث بالنهار نهارا
53 مازلت عند بنات أعنق جاحرًا ... رجسًا لكل خبيثة زوَّارا
بنات أعنق: زوانٍ معروفات.
54 قصرت يداك عن السماء ولم تجد ... كفّاك للشجر الخبيث قرارا
يقول: شجركم ليس له أصل ثابت ولا فرع ثابت ولا طيبٌ.
55 كيف الفخار وما وفيت بذمة ... يوم الزبير وما حميت ذمارا
56 أنسيت ويل أبيك أيام الصَّفا ... قتلى أصبت بقتلهم وأسارى
هذا يوم جبلة، وقد مر.
57 والخيلى إذ حملت عليكم جعفر ... كنتم لهن برحرحان دوارا
هذا يوم رحرحان. والدوار: الطواف حول أصنامهم. يقول: كانوا يكرون عليكم كرة بعد كرة.
58 قلتم ببرقة رحرحان لمعبدٍ ... لا تدعنا وتربَّص المقدارا
هذا معبد بن زرارة أسر يوم رحرحان الثانى فمات فى أيدى بنى جعفر لم يفدوه.
59 ترك الكبول جوالبًا في معبدٍ ... والمخِّ فى قصب القوائم رارا
الكبول: القيود، واحدها كبل. والجوالب: القروح التى قد جلبت رءوسها: جفت، وتلك الجلدة الجافة يقال لها الجلبة. والمخ الرار: الرقيق، يقال: مخ رار ورير.
60 والناس قد علموا مواطن منكم ... تخزى الوجوه وتمنع الإسفارا
إسفار الوجه: إضاءته ونوره.
61 وفد الوفود إلى الملوك فأنجحوا ... فذروا الوفادة وانفخوا الأكيارا
آخر الجزء الثانى من الأصل بخط إبراهيم بن اسحاق وراق المبرد، ويتلوه في الجزء الثالث:
وقال جرير يهجو عمر بن لجأ:
حيوا الديار وأهلها بسلام
والحمد لله رب العالمين وصلواته على محمد وآله وسلم تسليما دائمًا أبدًا.










مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید