المنشورات

ألا إنما تيم لعمرو ومالك ... عبيد العصا لم يرج عتقًا قطينها

قال جرير يهجو التيم:
1 ألا إنما تيم لعمرو ومالك ... عبيد العصا لم يرج عتقًا قطينها
القطين: الرقيق، ويقال للعبد قطين.
2 فما ضربت للتيم في طيِّب الثرى ... عروق ولم تنبت وريقًا غصونها
ويروى: وراقًا، ولكن عمارة قال: وريقًا.
3 وما شكرت تيمٍ لقوم كرامة ... وما غضبت تيم على من يهينها
4 وإن تسألوا يا تيم عنكم تحدَّثوا ... أحاديث يخزيكم بنجد يقينها
5 وإن تبتغوا يا تيم ذكرًا بشتمنا ... فقد ذكرت تيم بذكر يشينها
ع: من الشين، يعيبها.
6 ألم تر أن اللوم خط كتابه ... بآنف تيم حين شقَّت عيونها
7 ولم يدع إبراهيم في البيت إذ دعا ... لتيم، وما من طين آدم طينها
8 وما رضيت تيمية دين مسلم ... ولكن على دين ابن ألغز دينها
ابن ألغز: رجل من إياد، كان يقيم ذكره فيجئ الفصيل فيحتك به.
9 وما حملت تيمية نصف ليلة ... من الدهر إلا ازداد لؤمًا جنينها
10 قرت ماء تيمى مخالط خضرة ... من اللؤم حتى اسود منه وتينها
قرت: جمعت، والوتين: نياط القلب والخضرة: أراد السواد.
11 متى تفتخر تيمية عند بابها ... كأن رقاق القار خضرًا غضونها
غضونها: تثنى جلدها. والقار: أراد القطران.
12 وإن دفين اللؤم يا تيم فيكم ... فقد أصبحت تيم مثارًا دفينها
13 وإن دماء التيم لم توف عنهم ... دماء ولا يوفى برهن رهينها
يقول: إذا قتلت تيم قتيلا من غيرهم لم يباؤوا به ولا يقبل أسير منهم بأسير من غيرهم.
14 إذا نزلت تيم من الأرض بلدة ... شكا لؤم تيم سهلها وحزونها
15 ألا إنما تيم فلا ترج خيرها ... شمال بها خبل وشلَّت يمينها
16 كأن سيوف التيم عيدان بروق ... إذا ملئت بالصيف زبدًا جفونها
ويروى: إذا نضيت بالصيف عنها جفونها.
والبروق: شجيرة صغيرة ضعيفة فوق الشبر لها عيدان ضعاف دقاق، تحمل شبيهًا بالفلافل صغارًا، فإذا غامت السماء اخضرت ويقال في المثل: أشكر من بروقة يقول: يدهنون سيوفهم بالزبد ليهون عليهم سلها لضعفهم عن سلها. ويقال: غامت السماء وأغيمت وتغيّمت قال لقيط بن زرارة:
إذا دهنت أسنتهم بزبد ... فإن رماح تيم لا تضير
17 ونبئت تيمًا نادمين فسرَّنى ... بما ندمت تيم وساءت ظنونها
18 لقد طال خزي التيم غير مهيبة ... وآنف تيم لم تفقَّأ عيونها
19 لقد منعت خيلى حويزة بعدما ... رغت كرغاء الناب جرَّ جنينها
حويزة: من التيم وهم رهط عمر بن لجأ.
20 - ستعلم تيم من له عدد الحصى ... إذا الحرب لجَّت في ضراس زبونها
الزِّبان: الدفاع، والزَّبن: الدفع.
21 ودونى من الأثرين عمرو ومالك ... ليوث تحل الغاب محمى عرينها
العرين والغاب واحد.
22 ألا إنما تيم خنازير قرية ... طويل بجيئات السواد عطونها
الجيئات: مستنقع الماء، واحدها جيئة همزها عمارة، وأبو عبد الله قال: جيَّة لم يهمز. وعطونها: مقامها:
23 ولو ظمئ التيمى لافتظَّ أمَّه ... إذا أبصر الموماة. غبرًا صحونها
الافتظاظ: أن تنهل الإبل وتعلّ، ثم تكعم كى لا تجتر، إذا أرادوا ركوب المفاوز، فإذا نزلوا نحروها وشربوا ماء كروشها فذلك الفظ بعينه يقول: فلو عطش التيمى لشقّ بطن أمه وأنشد لبعض بنى ضبة:
لما رأت ماء السَّلا مشروبا ... والفظَّ يعصر في الإناء أرنت
24 إذا حركت تيمية هادى الرَّحى ... تنفس قنباها فطار طحينها
ع: قنباها: أراد فرجها، شبه البظر بغلاف ذكر الحمار.
25 وإن مسحت تيمية بعد جنِّها ... بأير ابن مكحول أفاق جنونها
26 يدحِّض مكحول لها وهو جانح ... فطورًا يعاليها وطورًا يبينها
التدحيض: التزليج. ويعاليها ويبينها مأخوذ من البائن؛ والمستعلى الذي يقوم عن شمال الناقة يمسك العلبة، والباين: الذي يقوم عن يمينها يحلب، يريد أنه يصرِّفها حالا لحال مرة يمينًا ومرة شمالا. والجانح: المعتمد عليها ويقال في المثل: است البائن أعلم.















مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید