المنشورات

ما بال جهلك بعد الحلم والدين ... وقد علاك مشيب حين لاحين

قال جرير يهجو الفرزدق:
1 ما بال جهلك بعد الحلم والدين ... وقد علاك مشيب حين لاحين
2 للغانيات وصال لست قاطعه ... على مواعد من خلف وتلوين
3 إنى لأرهب تصديق الوشاة بنا ... أو أن يقول غوى للنوى بينى
4 ماذا يهيجك من دار تباكرها ... أرواح مخترق هوج الأفانين
المخترق: البارح من البوارح. وأفانين: ضروب رياحه، والهوج: شبّه الرياح في اختلافها بالأهوج الذي لا عقل له ولا جهة.
5 هل غير نؤى محيل في منازلهم ... أو غير أورق بين المثَّل الجون
6 يمشى بها البقر الموشى أكرعه ... مشى الهرابذ حجوا بيعة الزون
الهرابذ: أصحاب بيوت النار. والزون: الصنم.
7 مجاشع قصب جوف مكاسره ... صفر القلوب من الأحلام والدين
8 ينفّشون لحاهم بعد جارهم ... لا بارك الله في تلك العثانين
9 مثل الضباع تغنيهن نائحةٌ ... تبكى على كمر القتلى بصفين
10 قالت قريش وللجيران محرمة ... أين الحوارى يافيش البراذين
11 جروا بجعثن إذ جرَّت علانية ... وابغوا الزبير نجًاة ثم سبّونى
12 يا شبَّ لم تخلقوا من ماء منتجب ... صلب القناة ولا حرِّ من الطين
هذا شبة بن عقال بن شبة بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع.
13 يا شبّ ويلك ما لاقت فتاتكم ... والمنقرى جراف غير عنِّين
الجراف: الذي يجرفها بأيره ويكثر جماعه هكذا قال عمارة.
14 قد شبهوا أسكتيها وهي باركة ... أذنى أزبَّ عليه الكير معرون
الكير: كير الحداد. والعران: العود الذي يكون في انف البختى
15 بالحق أندب يربوعًا وترفعنى ... بحيث تقصر أيدى مالك دونى
أندبهم: أذكر مناقبهم وأيامهم. ومالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة.
16 لا ترهبن ورائى ما حييت لكم ... جهل الغواة وخلُّوهم وخلونى
17 لو في طهيَّة أحلام لما اعترضوا ... دون الذي كنت أرميه ويرمينى
طهية: بنت عبشمس بن سعد: وهي أم عوف وأبى سود ابنى مالك ابن حنظلة.
18 نحن الذين لحقنا يوم ذى نجب ... والخيل ضابعة مثل السراحين
الضابعة: التى تهوى بيديها إلى عضديها وكذلك الضابح ضبع وضبح.
19 أمست طهية كالمجنوب في قرن ... وكان يمشى بطينًا غير مقرون
20 عندى طبيب وقد أحمى مواسمه ... يكوى طهية من داء المجانين
21 ما بال عقبة خضَّافًا يعيِّبنى ... ياربَّ آذر من ميثاء مأفون
ويرى: يعاتبنى. وهذا عقبة بن سنيع الميثاوى: وهي ميثاء بنت زهير بن شداد الطهوى، والمأفون: الضعيف العقل الفاسد، وهذا مأخوذ من أفن الحلب وأفنه: أن تحلب الشاة أو الناقة في غير حينها كلما اجتمع في ضرعها وذلك فساد. والتحيين أن يحلبها في وقتها في اليوم مرتين وهو الحين قال المخبَّل:
إذا أفنت أروى عيالك أفنها ... وإن حيِّنت أربى على الوطب حينها
22 يا عقب إنى من القوم الذين لهم ... نعمى عليك وفضل غير ممنون











مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید