المنشورات

لعل فراق الحي للبين عامدي ... عشية قارات الرحيل الفوّارد

قال جرير يمدح خالد بن عبد الله، تشفّع فيها إلى خالد في الفرزدق فأخرجه:
1 لعل فراق الحي للبين عامدي ... عشية قارات الرحيل الفوّارد
العامد: الموجع المثخن
2 لعمر الغواني ما جزين صبابتي ... بهن ولا تحبير نسج القصائد
تحبير: ع تحسين الشعر وتزيينه
3 وكم من صديق واصلٍ قد قطعته ... وفتّنّ من مسحتكم الدين عابد
4 فإن التي يوم الحمامة قد صبا * لها قلب تواب إلى الله ساجد
ع: يمكن أن يكون يوم الحمامة يومًا رآها فيه، يسمى يوم الحمامة، ويمكن أن يكون اسم امرأة.
5 رأيت الغواني مولعات بذي الهوى ... بحسن المنى والبخل عند المواعد
6 لقد طال ما صدن القلوب بأعين ... إلى قصب زين البرّى والمعاضد
ع: أراد مع قصب: كل عظم فيه مخ فهو قصب
الخلاخل والأسورة كلها برى، وكل حلقة برة. والمعاضد: الدمالج
7 أتعذر إن أبديت بعد تجلد ... شواكل من حب طريف وتالد
شواكل: ضروب وفنون
8 ونطلب ودّا منك لو نستفيده ... لكان إلينا من أحب الفوائد
9 فلا تجمعي ذكر الذنوب لتبخلي ... علينا وهجران المدلّ المباعد
10 إذا أنتزرت الغانيات على العصا ... تمنيت أن تسقى دماء الأساود
11 أعف عن الجار القريب مزاره ... وأطلب أشطان الهموم الأباعد
12 لقد كان داء بالعراق فما لقوا ... طبيبًا شفى داءهم مثل خالد
13 شفاهم بحلم خالط الدين والتقى ... وسيرة مهديّ إلى الحق قاصد
14 فإن أمير المؤمنين حباكم ... بمستبصرٍ في الدين زين المساجد
أراد زين المنابر
15 وإنا لنرجو أن ترافق رفقة ... يكونون للفردوس أول وارد
رفقة ورفقة واحد
16 فإنا ابن عبد الله قد عرفت له ... مواطن لا تخزيه عند المشاهد
17 فأبلى أمير المؤمنين أمانةً ... وأبلاه صدقًا في الأمور الشدائد
18 إذا ما أراد الناس منه ظلامة ... أبى الضيم واستعصى على كل قائد
19 وكيف يروم الناس شيئا منعته ... هوى بين أنياب الليوث الحوارد
ع: أي يطلب الناس
الحارد: المغيظ، يقال: حرد يحرد حردا وحردا في الغيظ.، وحردت إلى كذا وكذا أحرد حردًا: إذا صدمت إليه:
20 إذا جمع الأعداء أمر مكيدة ... لغدر، كفاك الله كيد المكايد
ع: الكيد: الحيلة لطلب مكروه
21 تعد سرابيل الحديد مع القنا ... وشعث النواصي كالضراء الطوارد
الضراء: الكلاب
ع: كل ما لبسته فهو سربال: يريد الدروع
22 إذا ما لقيت القرن في حارة الوغى ... تنفس من جيّاشةٍ ذات عاند
حارة الوغي: محله ورحاه ومرحاه بمعنى واحد. والدم العاند: الذي يستعصى فلا يرقأ
ع: أن يطعن طعنة تجيش بالدم ويخرج النفس منها
23 وإن فتن الشيطان أهل ضلالة ... لقوا منك حربًا حميها غير بارد
24 إذا كان أمن كان قلبك مؤمنًا ... وإن كان خوف كنت أحكم ذائد
25 وما زلت تسمو للمكارم والعلا ... وتعمر عزّا مستنير الموارد
عمارته إياه: قيامه به وذياه عنه. والموارد: الطرق
26 إذ عدّ أيام المكارم فافتخر ... بأيامك الشم الطوال السواعد
27 فكم لك من بان طويل بناؤه ... وفي آل صعب من خطيب ووافد
28 يسرك أيام المحصّب ذكرهم ... ويوم مقام الهدي ذات القلائد
أيام المحصب: أيام مني ومقام الهدى بعرفات
29 تمكنت من حييّ معد من الذرا ... وفي يمن أعلى كريم الموالد
ويروي: وفي اليمن الأعلى كريم المواد. وله في بني الأسد ولادة لا أحفظها
30 حميت ثغور المسلمين فلم تضع ... وما زلت رأسا قائدا وابن قائد
31 إنك قد أعطيت نصرًا على العدا ... ولقيت صبرًا واحتساب المجاهد
32 بنيت المنار المستنير على الهدى ... فأصبحت نورًا ضوؤه غير خامد
33 بنيت بناء لم بنى الناس مثله ... يكاد يساوي سوره بالفراقد
34 وأعطيت ما أعيا القرون التي قضت ... فنحمد مفضالًا وليّ المحامد
35 فإن الذي أنفقت حزمّ وقوة ... فأبشر بأضعاف من الربح زائد
36 لقد كان في أنهار دجلة نعمة ... وحظوة جدّ للخليفة صاعد
37 عطاء الذي أعطى الخليفة ملكه ... ويكفيه تزفار النفوس الحواسد
38 جرت لك أنهار بيمن وأسعد .. إلى جنة في صحصحان الأجالد
الصحصح والصحصحان: واحد وهو ما استوى من الأرض. والأجالد: جمع جلد من الأرض
39 ينبّتن أعنابًا ونخلا مباركًا ... وأنقاء بر في جرون الحصائد
الأنقاء: جماعة نقى. والجرون: البيادر: واحدها جرين: وهو المرواح
أيضًا: وهو الأندر
40 إذا ما بعثنا رائدًا يبتغي الندى ... أتانا بحمد الله أحمد رائد
41 فهل لك في عانٍ وليس بشاكر ... فتطلقه من طول عض الحدائد
يعني الفرزدق لمّا أطلقه خالد، قال: أنا الأم العرب: أسير قسري وطليق كليبي
42 يعود وكان الحنث منه سجية ... وإن قال إني معتب غير عائد
43 ندمت وما تغني الندامة بعدما ... تطوّحت من صك البزاة الصوائد
44 وكيف نجاة للفرزدق بعد ما ... ضغا وهو في أشداق أغلب حارد
45 بني مالك إن الفرزدق لم يزل ... كسوبًا لعار المخزيات الخوالد
46 فلا تقبلوا ضرب الفرزدق إنه ... هو الزّيف ينفي ضربه كلّ ناقد
47 وإنا وجدنا إذ وفدنا عليكم ... صدور القنا والخيلّ أنجح وافد
48 ألم تر يربوعًا إذا ما ذكرتهم ... وأيامها شدوّا متون القصائد
49 فمن لك إن عدّدت مثل فوارسي ... حووا حكمًا والحضرميّ بن خالد
حكم: بن مروان بن زنباع العبسي














مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید