المنشورات

عشية أعلى مذنب الجوف قادنى ... هوًى كادينسى الحلم أو يرجع الجهلا

قال في شأن حدراء، وزعم أنهم منعوها الفرزدق:
1 عشية أعلى مذنب الجوف قادنى ... هوًى كادينسى الحلم أو يرجع الجهلا
2 عشية تعصيني غروب مدامعى ... وإن قلت أحيانًا لعبرتها مهلا
مجارى دمعها: مأخوذة من الغرب.
3 وما خفت وشك البين حتى رأيتهم ... لظعنهم ردُّوا الغريريَّة البزلا
4 أحبُّ لحبِّ العاصميَّة معشرًا ... من الناس، ما كانوا صديقًا ولا أهلا
5 وأرعاهم بالغيب من أجل حبها ... وأوليهم منى الكرامة والبذلا
6 لقد جمحت عرس الفرزدق والتوى ... بحدراء قوم لم يروه لها أهلا
7 رأوا أن صهر القين عارٌ عليهم ... وأن لبسطام على غالب فضلا
دعت يال ذهل رغبًة عن مجاشع ... وهل بعدها حدراء داعية ذهلا
9 وفيم ابن ذى الكيرين من بيت خالد ... وهل يجمع البيت الخنانيص والنحلا
10 ولورقَّعت كيريك كانت كظاعن ... من الغيث يختار الجدوبة والمحلا
11 فقد منع القين الجواز وقد يرى ... لشيبان عين الماء والعطن السهلا
12 هم منعوا عرس الفرزدق والتووا ... عليه، فلاقى دونها عتبًا بسلا
العتب: الغلط من الأرض. والبسل: الصعب.
13 وما رد قوم الحوفزان عليكم ... ظلامًا ولا قالوا لصاحبهم مهلا
14 وقد بات مغتًّرا بحدراء قينكم ... ونام لم يجعل على قيدها قفلا
15 ونام وما أسرى وأسرت فأصبحت ... تأمّل من أنقاء أسنمة رملا
16 فقد عوفيت حدراء شيبان أن ترى ... حليلة قينٍ أو يكون لها بعلا
17 إذا فوّزت عن مسحلان ودافعت ... بشيبان لاقى القين من دونها شغلا
18 وهم نزعوا بالرَّوع قلب ابن حابس ... كما استوفضت خيلٌ بكبَّتها الإبلا
استوفضت: طردت. والكبة: الحملة.
19 غضبت علينا أن منعنا مجاشعًا ... قديمًا معين الماء فاحتفروا الضَّحلا
الضَّحل: الماء القليل.
20 ألا إنما جرَّت على خوف مالك ... قلوب تساقين النواكة والجهلا
21 وقد طال أبسى قبل ذاك مجاشعًا ... بحدراء يلقون الصواعق والأزلا
الأبس: القهر والتوبيخ. يقول: أعيره بما فعلت به حدراء حين لم ترض به.
22 وما نوَّخوها قينكم آل ضوطر ... لألأم من يحذى على قدم نعلا
ع: أراد لم يحلُّوها في منزلة، كما تناخ الناقة.
23 وما رغبوا في صهر آل مجاشع ... وما إن رأوا شكل القيون لهم شكلا
24 أبعد ترامينا ثلاثين حجَّةً ... فقد صرت يابن القين لا تدرك التَّبلا
25 إذا ما تراجعنا صككتك صكَّةً ... ترى بعد تزبيل العظام لها دحلا
الدحل: شق في الأرص كالأسراب
26 وحبلكم غر الزبير فلم يكن ... ليأمن جارٌ بعده لكم حبلا
27 قفوا فاسألوا الأقوام من ينهل القنا ... ومن يكشف البلوى ومن يمنع الأصلا
28 ومن يقتل الأبطال والخيل تنبرى ... بفرسانها ورد القطا غللًا ضحلا
تنبرى: تتعرض. والماء الغلل: الجارى في أصول الشجرة. والضحل: الماء الرقيق. ويقال: برى وانبرى بمعنى واحد.
29 ألا ربَّ جبَّار سلبناه تاجه ... فأصبح فينا عانيًا يشتكي الكبلا













مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید