المنشورات

ألا حى المنازل بالجناب ... فقد ذكَّرن عهدك بالشباب

قال جرير:
1 ألا حى المنازل بالجناب ... فقد ذكَّرن عهدك بالشباب
2 أما تنفك تذكر أهل دار ... كأن رسومها ورق الكتاب
3 ليالى ترتميك بنبل جن ... صموت الحجل قانية الخضاب
4 أما بالبيت يوم أكف دمعى ... مخافة أن يفنِّدنى صحابي
5 كأنك مستعير كلى شعيب ... وهت من ناضح سرب الطِّباب
الشعيب: المزادة الصغيرة من جلدين. والكلى: الرقع التي تكون في أصول العرا. والناضح: البعير المستقى. والسَّرب: السائل. والطِّباب الشِّراك يجمع بين الأديمين.
تباعد من مزارى أهل نجد ... إذا مرت بذى خشب ركابى
7 غريبًا من ديار بنى تميم ... وما يخزى عشيرتى اغترابى
8 لقد علم الفرزدق أن قومى ... يعدُّون المكارم للسِّباب
9 يحشُّون الحرب بمقربات ... وداؤوديَّة كأضا الحباب
الأضا: الغدر، واحدها أضاة وأضا.
10 إذا آباونا وأبوك عدُّوا ... أبان المقرفات من العراب
ع: المقرف: الهجين وليس الخالص النسب.
11 فأورثك العلاة وأورثونا ... رباط الخيل أفنية القباب
12 أجيران الزبير غررتموه ... كما اغتر المشبِّة بالسراب
13 ولو سار الزبير فحل فينا ... لما يئس الزبير من الإياب
14 لأصبح دونه رقمات فلجٍ ... وغبر اللامعات من الحداب
رقمتا فلج: خبراوان: خبراء ماوية وخبراء الينسوعة: وهي أضخمها وهما الرقمتان.
15 وما بات النوائج من قريش ... يراوحن التفجع بانتحاب
16 ألسنا بالمجاور نحن أوفى ... وأكرم عند معترك الضِّراب
المعترك: موضع الوقعة.
17 وأحمد حين تحمد بالمقارى ... وحال المربعات من السحاب
18 صبرنا يوم طخفة قد علمتم ... صدور الخيل تنحط في الحراب
المربعات: المتعجلات في أول الزمان، والناقة المربع: التي يسرع
لقاحها ونتاجها، وشبه حيال السحاب بحيال الناقة.
19 وطئن مجاشعًا وأخذن عصبًا ... بنى الجبار في رهج الضباب
20 فما بلغ الفرزدق في تميم ... تخيُّرى المضارب وانتجابى
21 أنا ابن الخالدين وآل صخر ... أحلاَّ في الفروع وفي الروابى
خالد بن منقر: من بنى سعد، وخالد بن الأهتم منهم.
22 ويربوع هم أخذوا قديماً ... عليك من المكارم كلَّ باب
23 فلا تفخر وأنت مجاشعى ... نخيب القلب منخرق الحجاب
24 إذا عدَّت مكارمها يم ... فخرت بمرجل وبعقر ناب
25 وسيف أبى الفرزدق قد علمتم ... قدوم غير ثابتة النِّصاب
26 كفينا يوم ذى نجب وعذتم ... بسعد يوم واردة الكلاب
27 أتنسى بالرَّمادة ورد سعد ... كما وردوا مسلَّحة الصِّعاب
كانت الرمادة لبكر بن وائل، فغلبتهم عليها بنو سعد، وأجلوهم عنها.
38 أما يدع الزِّناء أبو فراس ... ولا شرب الخبيث من الشراب
29 ولا مت في الحدود وعاتبته ... فقد يئست نوار من العتاب
30 فلا صفوٌ جوازك عند سعد ... ولا عفُّ الحليقة في الرِّباب
31 لقد أخزاك في ندوات قيس ... وفي سعد عياذك من زباب
الندوات: المجالس. وزباب بن ثور النهشلى وأمه رميلة، وكان شجاعًا مشيعًا.
32 على غير السواء مدحت سعدًا ... فزدهم ما استطعت من الثواب
33 هم قتلوا الزبير فلم تنكِّر ... وعزُّوا رهط جعثن في الخطاب
34 وجعثن حين اسهل ناطفاها ... عفرتم ثوب جعثن في التراب
35 فشدِّى من صلاك على الرُّدافى ... ولا تدعى فإنك لن تجابى
الردافى: الذين يترادفونها. الصَّلوان: جانبا الوركين.
36 فداو كلوم جعثن إنَّ سعدًا ... ذوو عاديَّةٍ ولهى رغاب
37 وقد جرَّبتني فعرفت أنى على خطر المراهن غير كابى
38 سبقت فجاء وجهى لم يغبَّر ... وقد حطم الشَّكيمة عضُّ نابى
ويروى: حد نابى.
39 سأذكر من هنيدة ما علمتم ... وأرفع شأن جعثن والرَّباب
40 وعارًا من حميدة يوم حوطٍ ... ووقعًا من جنادلها الصِّلاب
41 فأصبح غاليًا فتقسَّموه ... عليكم لحم راحلة الغراب
ع: هذا رجل كان نزل بهم فسرقوا راحلته وأكلوها.
أراد: أصبح عليكم غاليًا لحم الغراب، لأنهم سرقوها فغزوهم.
42 لنا قيس عليك وأىّ يوم ... إذا ما احمر أجنحة العقاب
العقاب: الراية، واحمرارها من الدم.
43 أتعدل في الشَّكير أبا جبير ... إلى كعب ورابيتى كلاب
الشكير: الشجر المأكول ينبت بعد ذاك دقيقًا لا خير فيه، وأبو جبير: الحداد الذي رمى به الفرزدق.
44 وجدت حصى هوازن ذا فضول ... وبحرًا يابن شعرة ذا عباب
45 وفي غطفان فاجتنبوا حماهم ... ليوث الغيل في أجمٍ وغاب
46 ألم تخبر بخيل بنى نفيلٍ ... إذا ركبوا وخيل بنى الحباب
47 هم جذُّوا بني جشم بن بكر ... بلبىَّ بعد يوم قرى الرّوابى
48 وحىُّ محارب الأبطال قدمًا ... أولو بأس وأحلام رغاب
49 خطاهم السيوف إلى الأعادى .... بوصل سيوفهم يوم الضِّراب
50 تحكَّك بالوعيد فإن قيسًا ... نفوكم عن ضريَّة والجناب
51 ألم تر من هجانى كيف يلقى ... إذا غبَّ الحديث من العذاب
52 يسبُّهم بسبِّى كلُّ قوم ... إذا ابتدرت محاورة الجواب
53 وكلَّهم سقيت نقيع سمّ ... بنابى مخدرٍ ضرم اللُّعاب















مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید