المنشورات

أجد رواح القوم أم لا تروُح ... نعم كل من يغنى بجملٍ مترَّح

قال جرير*:
1 أجد رواح القوم أم لا تروُح ... نعم كل من يغنى بجملٍ مترَّح
2 إذا ابتسمت أبدت غروبًا كأنها ... عوارض مزن تستهلُّ وتلمح
3 لقد هاج هذا الشوق عينًا مريضةً ... أجالت قذًى ظلَّت به العين تمرح
4 بمقلة أقنى بنفض الطَّلَّ باكرٍ ... تجلَّى الدُّجى عن طرفه حين يُّصبح
5 وأعطيت عمرًا من أمامة حكمه ... وللمشترى منه أُمامة أربح
6 صحا القلب عن سلمى وقد برَّحت به ... وما كان يلقى من تماضر أبرح
7 رأيت سليمى لا تبالى الذى بنا ... ولا عرضًا من حاجة لا تسرَّح
8 إذا سايرت أسماء يومًا ظعائنًا ... فأسماء من تلك الظعائن أملح
9 ظللن حوالى خدر أسماء وانتحى ... بأسماء موّار الملاطين أورح
10 تقول سليمى ليس في الصُّرم راحةٌ ... بلى إن بعض الصُّرم أشفى وأروح
11 أحبك إن الحب داعية الهوى ... وقد كاد ما بينى وبينك ينزح
12 ألا تزجرين القائلين لى الخنا ... كما أنا معنىُّ وراءك منفح
13 ألمًّا على سلمى فلم أر مثلها ... خليل مصافاة يزار ويمدح
14 وقد كان قلبى من هواها وذكرةٍ ... ذكرنا بها سلمى على النأى يفرح
15 إذا جئتها يومُا من الداهر زائرًا ... تغيَّر مغيارٌ من القوم أكلح
16 فلله عين لا تزال لذكرها ... على كل حال تستهلَّ وتسفح
17 ومازال عنِّى قائد الشوق والهوى ... إذا جئت حتى كاد يبدو فيفضح
18 أصون الهوى من رهبة أن تغرَّها ... عيونٌ وأعداءٌ من القوم كشَّح
19 فما برح الوجد الذى قد تلبسَّت ... به النفس حتى كاد للشوق يذبح
20 لشتَّان يومٌ بين سجف] وكلَّةٍ .. ومرِّ المطايا تغتدى وتروَّح
21 أعائننا ماذا تعيف وقد مضت ... بوارح قدَّام المطى وسنَّح
22 نفيس بقيَّات النِّطاف على الحصا ... وهنَّ على طىِّ الحيازيم جنح
23 ويومٍ من الجوزاء مستوقد الحصى ... تكاد صياصى العينمنه تصيَّح
24 شديد اللَّظى حاكى الوديعة ريحه ... أشدُّ أذًى من شمسه حين تصمح
25 بأغبر وهَّاج السَّموم ترى به ... دفوف المهارى والدَّقارى تنتح
26 نصبت له وجهى وعنسًا كأنها ... من الجهد والإساد قرمٌ ملوَّح
27 ألم تعلمى أنَّ الندى من خليقتى ... وكلُّ أريب تاجرٍ بتربَّح
28 فلا تصرمينى أن ترى ربَّ هجمة ... يريح بذمٍّ ما أراج ويسرح
29 يراها قليلا لا تسدُّ فقوره ... على كل بثٍّ حاضر يتترَّح
30 رأت صرمةً للحنظلى كأنها ... شظىُّ القنا منها مناقٍ ورزَّح
31 سيكفيك والأياف إن نزلوا بنا ... إذا لم يكن رسلٌ ملوَّح
32 وجامعةٌ لا يجعل السِّتر دونها ... لأضيافنا والفائز المتمنَّح
33 ركود تسامى بالمحال كأنها ... شموسٌ تذبُّ القائدين وتضرح
34 إذا ما ترامى الغلى فى حجراتها ... ترى الزَّوار فى أرجائها يتطوَّح
35 ألم ينه عنى الناس أن لست ظالمًا ... بريئًا وأنى للمتاحين متيح
36 فمنهم رمىُّ قد أصيب فؤاده ... وآخر لاقى صكةً فمرنَّح
37 بنى مالك أمسى الفرزدق حاجرًا ... سكيتًا وبذَّته خناذيذ قرِّح
38 لقد أحرز الغايات قبل مجاشع ... فوارس غرُّ وابن شعرة يكدح
39 ومازال فينا سابق قد علمتم ... يقلَّد فبل السابقين ويمدح
40 علتك أواذي من البحر فاقتبض ... بكفَّيك فانظر أىَّ لجيه تقدح
41 لقومى أوفى ذمًة من مجاشع ... وخيرٌ إذا شلَّ السَّوام المصبّح
42 تخفُّ موازين الخناثى مجاشع ... ويثقل ميزانى عليهم فيرجح
43 فخرت بقيس وافتخرت يتغلب ... فسوف ترى أىُّ الفريقين أربح
44 فأما النصارى العابدون صليبهم ... فخابوا وأما المسلمون فأفلحوا
45 ألم يأتهم أن الأخيطل قد هوى ... وطوِّح فى مهواة قوم تطوَّحوا
46 تدارك مسعاة الأخيطل لؤمه ... وظهر كظهر القاسطيَّة أفطح
47 لنا كلَّ عامٍ جزيةٌ تتَّقى بها ... عليك وما تلقى من الذل أبرح
48 ومازال ممنوعًا لقيسٍ وخندفٌ ... حمًى تتخطاه الخنازير أفيح
49 إذا أخذت قيسٌ عليك وخندف ... بأقطارها لم تدر من أين تسرح
50 لقد سلَّ أسياف الهذيل عليكم ... رقاق النواحى ليس فيهن مصفح
51 وخاضت حجول الورد بالمرج منكم ... دماء وأفواه الخنازير كلَّح
52 لقيتم بأيدي عامر مشرفيَّةً .. تعضُّ بهام الدَّارعين وتجرح
53 بمعترك تهوى لوقع ظباتها ... خذاريق هامٍ أو معاصم تطرح
54 سما لكم الحجَّاف بالخيل عنوةً ... وأنت بشط الزابيين تنوِّح
55 عليهم مقاضات الحديد كأنها ... أضا يوم دجن في أجاليد ضحضح
56 وظل لكم يومٌ بسنجار فاضحٌ ... ويومٌ بأعطان الرَّحوبين أفضح
57 وضيَّعتم بالبشر عورات تسوةٍ ... نكشَّف عنهن العباء المسيَّح
58 بذلك أحمينا البلاد عليكم ... فما لك فى ساحاتها متزحزح
59 أبا مالكي] مالت برأسك نشوةٌ ... وعرَّدت إذ كبش الكتيبة أملح
60 إذا ما رأيت اللِّيث من تغلبية ... فقبِّح ذاك الليت والمتوشَّح
61 ترى محجرًا منها إذا ما تنقبت ... قبيحًا وما تحت النقابين أقبح
62 إذا جردت لاح الصليب على استها ... ومن جلدها زهم الخنازير ينفح
63 ولم تمسح البيت العتيق أكفُّها ... ولكن بقربان الصليب تمسَّح
64 يفئن صباباتٍ من الخمر فوقها ... صهير خنازير السواد المملَّح
65 فما لك فى نجد حصاةٌ تعدُّها ... ولا لك فى غورى تهامة أبطح















مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید