المنشورات

غدًا باجتماع الحى نقضى ليانةً ... وأقسم لا تقضى لبانتنا غدا

قال جرير للفرزدق وعبيد العتبرى*
1 غدًا باجتماع الحى نقضى ليانةً ... وأقسم لا تقضى لبانتنا غدا
2 إذا صدع البين الجميع وحاولت ... بقوٍّ شماليل النوى أن تبدَّدا
3 وأصبحت الأجزاع ممَّن يحلُّها ... قفارًا فما شاء الحمام تغرَّدا
4 أجالت عليهن الروامس بعدنا ... دقاق الحصى من كل سهل وأجلدا
5 لقد قادنى من حبٌ ماويَّة الهوى ... وما كان يلقانى الجنيبة أقودا
6 وأحسد زوار الأوانس كلَّهم ... وقد كنت فيهنَّ الغيور المحسَّدا
7 أُعدُّ لبيُّوت الأمور إذا سرت ... جماليَّةً حرفًا وميسًا مفرَّدا
8 لها محزم يطوى على صعدائها ... كطىِّ الدَّهاقين البناء المشيَّدا
9 وقد أخلفت عهد السِّقاب بجاذبٍ ... طوته حبال الرَّحل حتى تجدَّدا
10 وزافت كما زاف القريع مخاطرًا ... ولفَّ القرى والحالبان فألبا
11 وتصبح يوم الخميس وهى شملَّةٌ ... مروحًا تغالى الصحصحان العمرّدا
12 أقول له يا عبد قيس صبابًة ... بأىٍّ ترى مستوقد النار أوقدا
13 فقال أرى نارً يشبُّ وقودها ... بحيث استفاض الجزع شيحًا وغرقدا
14 أحب ثرى نجد وبالغور حاجةٌ ... فغار الهوى يا عبد قيس أنجدا
15 وإنى لمن قوم تكون خيولهم ... بثغر تلقاهم مقانب قوَّدا
16 يحشُّون نيران الحروب بعارض ... علته نجوم البيض حتى توقَّدا
وكنا إذا سرنا لحى بأرضهم ... تركناهم قتلى وفلًّا مشرَّجا
18 ومكتبلًا فى القد ليس بنازع ... له من مراس القدِّ رجلًا ولا يدا
19 وإنى لتبتز الرئيس فوارسى ... إذا ل عجاجٍ من الخور عرَّدا
20 رددنا بخبراء العناب نساءكم ... وقد قلن عتق اليوم أو رقُّنا غدا
21 فأصبحن يزجرن الأيامن أسعدا ... وقد كن لا يزجون بالأمس أشعدا
22 فما عبت من نار أضاء وقودها ... قراسًا وبسطام بن قيس مقيَّدا
23 وأوقدت بالسِّيدان نارًا ذليلة ... وعرِّفت من سوءات جعثن مشهدا
24 أضاء وقود النار منها بصيرًة ... وعبرة أعمى همُّه قد تردَّدا
25 كأنَّ التى يدعون جعثن ورَّكت ... على فالج من بخت كرمان أحردا
26 أصابوا قفيريًّا بكم ذا قرابةٍ ... إذا اختلفت فيه الدَّلاتان أزبدا
27 هم رجعوها بعدما طالت السُّرى ... عوانًا وردُّوا حمرة الكين أسودا
28 وأورثنى الفرعان سعدٌ ومالك ... سناءً وعزّا فى الحياة مخلَّدا
29 متى أدع بين ابنى مفدَّاة تلقنى ... إلى لوذ عزٍّ طامح الرأس أصيدا
30 أحلُّ إذا شئت اإياد وحزنه ... وإن شئت أجزع العقيق فجلعدا
31 فلو كان رأى فى عديً بن جندب ... رأوا ظلمنا لابنى سميرة أنكدا
32 أيشهد مثغور علينا وقد رأى ... سميرة منا فى ثناياه مشهدا
33 متى ألف مثغورًا على سوء ثغره ... أضع فوق ما أبقى من الثغر مبردا
34 منعناكم حتى ابتنيتم بيوتكم ... وأصدر راعيكم بفلجٍ وأوردا
35 بشعثٍ على شعثٍ مغاوير الضُّحى ... إذا ثوَّب الداعى لروع وندَّدا
36 كراديس أوردًا بكل مناجد ... تعوَّد ضرب البيض فيما تعوَّدا
37 إذا كف عنه من يدى خطميَّةٍ ... وأبدى ذراعى شيظم قد تخدَّدا
38 على سابح نهدٍ يشبَّه بالضحى ... إذا عاد فيه الركض سيدًا عمردا
39 أرى الطير بالحجاج تجرى أيامنا ... لكم يا أمير المؤمنين وأسعدا
40 رجعت لبيت الله عهد نبيه ... وأصلحت ما كان الخبيبان أفسدا
41 فما مخدرٌ وردٌ بخفَّان زاده ... إلى القرن زجر الزاجرين تورَّدا
42 بأمضى من الحجاج فى الحرب مقدمًا ... إذا بعضهم هاب الخياض فعرَّدا
43 تصدَّى صناديد العراق لوجهه ... وتضحى له غرُّ الدهاقين سجَّدا
44 وللقين والخنزير منى بديهةٌ ... وإن عاودنى كنت للعود أحمدا














مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید