المنشورات

لولا الحياء لعادنى استعبار ... ولزرت قبرك والحبيب يزار

قال يرثي زوجه خالدة من كليب، وهى أم ابنه حرزة*:
1 لولا الحياء لعادنى استعبار ... ولزرت قبرك والحبيب يزار
2 ولقد نظرت وما تمتُّع نظرة ... فى اللحد حيث تمكنَّ المحفار
3 [فجزاك ربك فى عشيرتك نظرةً ... وسقى صداك مجلجلٌ مدرار]
4 ولّهت قلبى إذ علتنى كبرةٌ ... وذوو التمائم من بنيك صغار
5 أرعى النجوم وقد مضت غوريَّةً ... عصب النجوم كأنهن صوار
6 نعم القرين وكنت علق مضنَّة وارى بنعف بليَّة الأحجار
7 عمرت مكرَّمة المساك وفارقت ... ما مسَّها صلفٌ ولا إقتار
8 فسقى صدى جدث ببرقة ضاحكٍ ... هزمٌ أجشٌ وديمةٌ مدرار
9 هزمٌ أجشٌ إذا استحار ببلدةٍ ... فكأنما بجوائها الأنهار
10 متراكب زجل يضئ وميضه ... كالبلق تحت بطونها الأمهار
11 كانت مكرمة العشير ولم يكن ... يخشى غوائل أمِّ حزرة جار
12 ولقد أراك كسيت أجمل منظر ... ومع الجمال سكينة ووقار
13 والريح طيِّبة إذا استقبلتها ... والعرض لا دنسٌ ولا خوَّار
13 وإذا سريت رأيت نارك نوَّرت ... وجهًا أغرَّ يزينه الإسفار
14 صلَّى الملائكة الذين تخيِّروا ... والصالحون عليك والأبرار
15 وعليك من صلوات ربك كلما ... نصب الحجيج ملبدين وغاروا
16 يا نظرةً لك يوم هاجت عبرةً ... من أم حزرة بالتميرة دار
17 تحيى الروامس ربعها فتجدُّه ... بعد البلى وتميته الأمطار
18 وكأن منزلةً لها بجلاجل ... وحى الزَّبور تجدُّه الأحبار
19 لا تكثرنَّ إذا جعلت تلومنى ... لا يذهبن بحلمك الإكثار
20 كان الخليط هم الخليط فأصبحوا ... متبدلين وبالديار ديار
21 لا يلبث القرناء أن يتفرقوا ليلٌ بكرُّ عليهم ونهار
22 أفامَّ حزرة يا فرزدق عبتم ... غضب المليك عليكم القهَّار
23 كانت إذا هجر الحليل فراشها ... خزن الحديث وعفَّت الأسرار
24 ليست كأمك إذ يعضُّ بقرطها ... قينٌ وليس على القرون خمار
25 سنثير قينكم ولا يوفى بها ... قينٌ بقارعة المقر مثار
26 وجد الكتيف ذخيرةً فى قبره ... والكلبتان جمعن والميشار
27 يبكى صداه إذا تهزَّم مرجل ... أو إن تثلَّم برمةٌ أعشار
28 رجف المقرُّ وصاح فى شرقيِّه .... قين عليه دواخنٌ وشرار
29 قتلت أباكً بنو فقيمٍ عنوةً ... إذ خرَّ لبس على أبيك إزار
30 عقروا رواحله فليس بقتله ... قتل وليس بعقرهنّ عقار
31 حدرائ أنكرت القيون وريحهم ... والحرُّ يمنع ضيمه الإنكار
32 لما رأت صدأ الحديد بجلده ... فاللون أورق والبنان قصار
33 قال الفرزدق رقَّعى أكيارنا ... قالت وكيف ترقَّع الأكيار
34 رقِّع متاعك إنَّ جدى خالدٌ ... والقين جدُّك لم يلدك نزار
35 وسمعتها اتصلت بذهلٍ إنهم ... ظلموا بصهرهم القيون وجارو
36 دعت المصوِّر دعوة مسموعة ... ومع الدعاء تضرُّعٌ وحذار
37 عاذت بربك أن يكون قرينها ... قينًا أحمَّ لفَسْوِه إعصار
38 أوصت بلائمةٍ لزيقٍ وابنه ... إن الكريم تشينه الأصهار
39 إن الفضيحة لو بليت بقينهم ... ومع الفضيحة غربة وضرار
40 شدُّوا الحبى وبشاركم عرق الخصى ... بعد الزبير وبعد جعثن عار
41 هلاَّ الزُّبير منعت يوم تشمَّست ... حربٌ تضرَّم نارها مذكار
42 ودعا الزبير فما تحركت الحبى ... لو سمتهم جحف الخزير لثاروا
43 غرُّوا بعقدهم الزُّبير كأنهم ... أثوار محرثة لهن خوار
44 والصَّمّتين أجرتم فغدرتم ... وابن الأصمّ بحبل بيبة جار
45 إن التى بعجت بفيشة منقرٍ ... يا شبَّ ليس لشأنها إسرار
46 وفَّت لجعثن دين جعثن منقرٌ ... لا علَّةٌ بهم ولا إعسار
47 قطعوا بجعثن الحماط تقحُّما ... وإلى خشاخش جريها أطوار
47* [شبه الذى فتقوا به إحليلها ... لصٌ تجاذب رأسه العمَّار]
78 لقيت صحار بنى سنانٍ فيهم ... حدبا كأعصل ما يكون صحار
49 طعنت بأير مقاعسى مخلج ... فأصيب عرق عجانها النَّعَّار
50 أخزاك رهط ابن الأشد فأصبحت ... لأكباد قومك ما لهن مرار
51 باتت تكلَّف ما علمت ولم تكن ... عونٌ تكلَّفه ولا أبكار
52 بات الفرزدق عائذًا وكأنها ... قعوٌ تعاوره السُّقاة معار
53 دعى الطبيب طبيب جعثن بعدما ... عصت العروق وأدبر المسبار
54 شبَّهت شعرتها إذا ما أبركت ... أذنى أزبَّ يفرُّه السمسار
55 سبُّوا الحمار فسوف أهجو نسوةً ... للكير وسط بيوتهن أوار
56 من كل مبسقة العجان كأنها ... جفر تغضَّف من جويَّة هار
57 لخواء مزبدةٌ إذا ما قبقيت ... هدرت فألثق ثوبها التَّهدار
58 تغلى المشاقة دسم استها ... فمن المشاقة عندها أكرار
59 تلقى بنات أبى الجلوبق نزَّعًا ... نحو القيون وما بهن نفار
60 وتخيرت ليلى القيون وريحهم ... ما كان فى صدإ القيون خيار
61 حنَّت وحنَّ إلى جبير نسوةٌ ... خورٌ يطفن به وهن ظءار
62 تدعى لصعصة الضَّلال وأحصنت ... للقين يابن قفيرة الأطهار
63 خضاف قد ولدت أباك مجاشعًا ... وبنيه قد ولدتهم النِّخوار
64 يا شبَّ ويحك ما لقيت من التى ... أخرتك ليلة نجَّد الأستار
65 يا شبَّ ويحك إنَّها من نسوة ... خور لهن إذا انتشين خوار
66 نثلت عليك من الخزير كأنها ... جفر تخرَّم حافيته جفار
67 إن الفرزدق لن يزاول لومه ... حتى يزول عن الطريق صرار
68 فيم المراء وقد سبقت مجاشعًا ... سبقًا تقطَّع دونه الأبصار
69 قضت الغطارف من قريش فاعترف ... يا بن القيون عليك والأنصار
70 هل فى مئين وفى مشين سبقتها ... مدَّ الأعنة غايةٌ وحضار
71 كذب الفرزدق إنَّ عود مجاشع ... فصفٌ وإنَّ صليبهم خوِّار
72 ما كان يخلف يا بنى زبد استها ... منكم مخيلة باطل وفخار
73 وإذا بطنت فأنت يابن مجاشع ... عند الهوان جنادفٌ نثَّار
74 سعدٌ أبوا لك أن تفى بجوارهم ... أو أن يفى لك بالجوار جوار
75 تلك التى شدخوا بواطن كينها ... أضحى مخالط بولها الإمغار
76 قد طال قرعك قبل ذاك صفاتنا ... حتى صممت وفلَّل المنقارٌ
77 يا بن القيون وطالما جربتنى ... والنزع حيث أُمرَّت الأوتار
78 ما فى معاودتى الفرزدق فاعلموا ... لمجاشع ظفرٌ ولا استبشار
79 إن القصائد قد جدعن مجاشعًا ... بالسِّمِّ يلحم نسجها وينار
80 ولقواعواصى قد عييت بنقضها ... ولقد نقضت فما بك استمرار
81 قد كان قومك يحسبونك شاعرًا ... حتى غرقت وضمَّك التيار
82 نزع الفرزدق ما يسُّر مجاشعًا ... منه مراهنةٌ ولا مشوار
83 قصرت يداك عن السماء فلم يكن ... فى الأرض للشجر الخبيث قرار
84 أثنت نوار على الفرزدق خزيًة ... صدقت وما كذبت عليك نوار
84 إن الفرزدق لا يزال مقنَّعًا ... وإليه بالعمل الخبيث يشار
86 لا يخفينَّ عليك أن مجاشعًا ... لو ينفخون من الخؤور لطاروا
87 إذ يؤسرون فما يفكُّ أسيرهم ... ويقتَّلون فتسلم الأوتار
88 ويفايشونك والعظام ضعيفة ... والمخُّ ممتخر الهنانة ... رار
شهد المهمَّل أنَّ جيش مجاشع ... وضعوا الأيور على الخزير فخاروا
90 نظروا إليك وقد تقلَّب هامهم ... نظر الضباع أصابهن ... دوار
91 لا تغلبنَّ على ارتضاع أيوركم ... أوصى بذاك أبوكم المهمار
92 يسر الدهيم بنو عقال بعدما ... نكحوا الدُّهيم فقبح الأيسار
93 وبكى البعيث على الدُّهيم وقدرغا ... لأبى البعيث من الدُّهيم حوار
94 وإذا أراد مجاشعى سوأةً ... نكح الدُّهسم وفى استه استيخار
95 قرن الفرزدق والبعيث وأمه ... وأبو الفرزدق قبَّح الإستار
96 إن البعيث عجان سوءٍ قاده ... وسط الحجيج لينحر البقَّار
97 أضحى يرمِّز حاجبيه كأنه ... ذيخٌ بقصيمتين وجار
98 أم البعيث كأنَّ حمرة بظرها ... رئة المغدِّ يبينها الجزَّار
99 وتقول إذ رضيت وأرضيت سبعًة ... لا يغضبنَّ عليكم البيزار
100 إن تكف أمَّك يا بعيث فربما ... صدرت ومرَّن بظرها الإصجار
101 إذا كان يلعبها وأنت حزوَّر ... علجًا ضبارة بغثر وشقار
102 قد طال رعيتها العواشى بعدما ... سقط الجليد وهبَّت الأصرار
103 ذهب القعود بلحم مقعدة استها ... وكأنَّ سائر لحمها الأفهار
104 ليست لقومى بالكتيف تجارة ... لكن قومى بالطَّعان تجار
105 يحمى فوارسى الذين لخيلهم ... بالثَّغر قد علم العدوُّ مغار
106 تدمى شكائمها وخيل مجاشع ... لم يند من عرقٍ لهنَّ عذار
107 إنا وقينكم يرقِّع كيره ... سرنا لنغتصب الملوك وساروا
108 عضَّت سلاسلنا على ابنى منذر ... حتى أقرَّ بحكمنا الجبار
109 وابنى هجيمة قد تركنا عنوةً ... لابنى هجيمة فى الرماح هوًار
110 ورئيس مملكة وطئن جبينه ... يغشى حواجبه دمٌ وغبار
11 نحمى مخاطرةً على أحسابنا ... كرم الحماة وعزَّت الأخطار
112 وإذا النساء خرجن غير تبرُّر ... غرنا وعند خروجهن نغار
113 ومجاشعٌ فضحوا فوارس مالك ... فربا الخزير وضيعِّ الأدبار
114 أغمام لو شهد الوقيط فوارسى ... ما قيد يعتل عثجلٌ وضرار
115 يا بن القيون وكيف تطلب مجدنا ... وعليك من سمة القيون نجار












مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد
المزید
فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع
المزید
حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا
المزید
أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي
المزید
إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها
المزید