المنشورات
اذكرت وصال البيض والشَّيب شائع ... ودار الصِّبا من عهدهنَّ بلاقع
قال للفرزدق والبعيث*:
1 اذكرت وصال البيض والشَّيب شائع ... ودار الصِّبا من عهدهنَّ بلاقع
2 أشئتَّ عماد البين واختلف الهوى ... ليقطع ما بين الفريقين قاطع
3 لعلَّك يومًا أن يساعفك الهوى ... فيجمع شعبي طبَّةٍ لك جامع
4 أخالد ما من حاجة تنبري لنا ... بذكراك إلا ارفضَّ منِّي المدامع
5 وأقرضت ليلي الودَّ تمَّت لم ترد ... لتجزي قرضي والقروض ودائع
6 سمت لك منها حاجةٌ بين ثهمد ... ومذعي وأعناق المطيِّ خواضع
7 يسمن كما سام المنيحان أقدحًا ... نحاهنَّ من شيبان سمحٌ مخالع
8 فهلاَّ اتقيت الله إذ رعت محرمًا ... سرى ثم ألقى رحله فهو هاجع
9 ومن دونه تيهٌ كأنَّ شخاصها ... يحلن بأمثال فهنَّ شوافع
10 نحنُّ قلوصي بعد هدء وهاجها ... وميضٌ على ذات السلاسل لامع
11 فقلت لها حنِّي رويدًا فإني ... إلي أهل نجد من تهامة نازع
12 تغيَّض ذفراها بجون كأنه ... كحيلٌ جرى في قنفذ اللِّيت نابع
13 ألا حيَّيا الأعراف من منبت الغضا ... وحيث حبا حول الصَّريف الأجارع
14 سلمت وجادتك الغيوث الروابع ... فإنك وادٍ للأحبة جامع
15 فلم أر يا بن القرم كاليوم منظرًا ... تجاوزه ذو حاجة وهو طائع
16 أتنسين ما نسري لحب لقائكم ... وتهجيرنا والبيد غبرٌ خواشع
17 بني القيم لاقيتم شجاعًا بهضبة ... ربيب حبال تتَّقيه الأشاجع
18 فإنك قين وابن قينين فاصطبر ... لذلك إذ سدّت عليك المطالع
19 ولما رأيت الناس هرَّت كلابهم ... تشيعت إذ لم يحم إلا المشايع
20 وجهزت في الآفاق كلِّ قصيدة ... شرود ورود كل ركب تنازع
21 يجزن إلي نجران من كان دونه ... ويظهرن في نجد وهن صوادع
22 تعرض أمثال القوافي كأنها ... نجائب تعلو مربدًا فتطالع
23 أجئتم تبغَّون العرام فعندنا ... عرام لمن يبغي العرامة واسع
24 تشمَّس يربوع ورائي بالقنا ... وعادتنا الإقدام يوم نقارع
25 لنا جبلٌ صعب عليه مهابة ... منيع الذري في الخندفيين فارع
26 وفي الحي يربوع إذا ما تشمسوا ... وفي الهندوانيات للضيم مانع
27 لنا في بني سعد جبال حصينة ... ومنتفدٌ في باحة العز واسع
28 وتبذخ من سعد قروم بمفزع ... بهم عند أبواب الملوك ندافع
29 لسعدٍ ذري عادية يهتدي بها ... ودرءٌ على من يبتغي الدَّرء ضالع
30 وإن حمي لم يحمه غير فريتنا ... وغير ابن ذي الكبرين خزيان ضائع
31 رأت مالك نبل الفرزدق قصَّرت ... عن المجد إذ لا يأتل الغلو نازع
32 تعرض حتي أثبتت بين خطمه ... وبين مخطِّ الحاجبين القوارع
33 أرى الشيب في وجه الفرزدق قد علا ... لهازم قرد رنَّحته الصواقع
34 وأنت ابن قين يا فرزدق فازدهر ... بكبرك إنَّ الكبر للقين نافع
35 فإنك إن تنفح بكبرك تلقنا ... نعدُّ القنا والخيل يوم نقارع
36 إذا مدَّ غلو الجري طاح ابن فرتنا ... وجدَّ النَّجاري فالفرزدق ظالع
37 وأما بنو سعد فلو قلت أنصتوا ... لتنشد فيهم حزَّ أنفك جادع
38 رأيتك إن لم يغنك الله بالغني ... لجأت إلي قيس وخدك ضارع
39 وما ذاك أن أعطي الفرزدق باسته ... بأول ثغر ضيعته مجاشع
40 ألا إنما مجد الفرزدق كبره ... وذخر له في الجنبتين قعاقع
41 يقول لليلي قين صعصعة اشفعي ... وفيما وراء الكبر للقين شافع
42 لعمري لقد كانت قفيرة بيَّنت ... وشعرة في عينيك إذ أنت يافع
43 تبيّضن في عينيك من حمرة استها ... بروقٌ ومصفرٌّ من اللون فاقع
44 إذا أسفرت يومًا نساء مجاشع ... بدت سوءة مما تجن البراقع
45 مناخر شانتها القيون كأنها ... أنوف خنازير السواد القوابع
46 مباشيم عن غبّ الخزير كأنما ... تصوِّت في أعفاجهن الضفادع
47 وقد قوست أم البعيث وأكرهت ... علي الزِّفر حتي شنَّجتها الأخادع
48 صبورٌ علي عضِّ الهوان إذا شتت ... ومغليم صيف تبتغي من تباضع
49 لقد علمت غير الفياش مجاشع ... إلي من تصبر الخافقات الموامع
50 لنا بانيا مجد فبانٍ لنا العلا ... وحام إذا احمر القنا والأشاجع
51 أتعدل أحسابًا كرامًا حماتها ... بأحسابكم إني إلي الله راجع
52 لقومي أحمي في الحقيقة منكم ... وأضرب للجبار والنقع ساطع
53 وأوثق عند المردفات عشيَّة ... لحاقا إذا ما جرَّد السيف لامع
54 وأمنع جيرانًا واحمد في القرى ... إذا اغبرَّ في المحل النجوم الطوالع
55 وسام بدهم غير منتقض القوى ... رئيسٍ سلبنا بزَّه وهو دارع
56 ندسنا أبا مندوسة القين بالقنا ... ومار دمٌ من جار بيبة ناقع
57 ونحن نفرنا حاجبًا مجد قومه ... وما نال عمرو مجدنا والأقارع
58 ونحن صدعنا هامة ابن محرِّق ... فما رقأت تلك العيون الدوامع
59 وما بات قوم ضامنين لنا دمًا ... فتوفينا إلا دماءٌ شوافع
60 بمرهفةٍ بيض إذا هي جرِّدت ... تألَّق فيهن المنايا اللوامع
61 لقد كان يا أولاد خجخج فيكم ... محوَّل رحل للزبير ومانع
62 وقد كاد في يوم الحواري جاركم ... أحاديث صمَّت من نثاها المسامع
63 وبتُّم تعشَّون الخزير كأنكم ... مطلَّقةٌ حينًا وحينًا تراجع
64 يقبِّح جبريل وجوه مجاشع ... وتنعي الحواريَّ النجوم الطوالع
65 إذا قيل أيُّ النَّاس شرُّ قبيلةً ... وأعظم عارًا قيل تلك مجاشع
66 بني ضمضم السوءات لما أقادكم ... نبيه استها سدَّت عليه المطالع
67 فأصبح عوف في السلاح وأصبحت ... تفشٌ جشاءات الخزير مجاشع
68 وما سلمت منها حوي ولا نجت ... فروج البغايا ضمضم والصعاصع
69 ندمت على يوم السَّباقين بعد ما ... وهيت فلم يوجد لوهيك راقع
70 فما أنتم بالقوم يوم افتديتم ... به عنوةً والسَّمهريُّ شوارع
مصادر و المراجع :
١- ديوان جرير بشرح محمد بن
حبيب
المحقق: د. نعمان
محمد أمين طه
الناشر: دار
المعارف، القاهرة - مصر
الطبعة: الثالثة
14 يوليو 2024
تعليقات (0)