المنشورات

ألا أيها القلب الطروب المكلف ... أفق ربما ينأى هواك ويسعف

قال يجيب الفرزدق*:
1 ألا أيها القلب الطروب المكلف ... أفق ربما ينأى هواك ويسعف
2 ظللت وقد خبَّرت أن لست جازعًا ... لربع بسلمانين عينك تذرف
3 وتزعم أنّ البين لا يشعف الفتى ... بلى مثل بيني يوم لبنان يشعف
4 وطال حذاري غربة البين والنوى ... وأحدوثةً من كاشح يتقوف
5 ولو علمت علمي أمامة كذَّبت ... مقالة من ينعي عليَّ ويعنف
6 بأهلي أهل الدار إذ يسكنونها ... وجادك من دار ربيعٌ وصيِّف
7 سمعت الحمام الورق في رونق الضحى ... بذي الر من وادي المراضين تهتف
8 نظرت ورائي نظرةً قادها الهوى ... وألحي المهاري يوم عسفان ترجف
9 ترى العرمس الوجناء يدمي أظلُّها ... وتحذي نعالا والمناسم رعَّف
10 مددنا لذات البغي حتي تقطعت ... أزابيُّها والشَّدقميُّ المعلَّف
11 ضرحن حصى المعزاء حتى عيونها ... مهجِّجةٌ أبصارهنَّ وذرَّف
12 كأن ديارًا بين أسنمة النَّقا ... وبين هذا ليل النَّحيزة مصحف
13 فلست بناس ما تغنت حمامة ... ولا ما ثوى بين الجناحين زفزف
14 ديارًا من الحيِّ الذين نحبُّهم ... زمان القرى والصارخ المتلهِّف
15 هم الحى يربوعٌ تعادى جيادهم ... على الثغر والكافون ما يتخوِّف
16 عليهم من الماذيِّ كلُّ مفاضة ... دلاصٍ لها ذيلٌ حصين ورفرف
17 ولا يستوي عقر الكروم بصوأر ... وذو التاج تحت الراية المتسِّيف
18 ومولى تميم حين يأوي إليهم ... وإن كان فيهم ثروة العز منصف
19 بني مالك جاء القيون بمقرف ... إلي سابق يجرى ولا يتكلف
20 وما شهدت يوم الإياد مجاشع ... وذا نجب يوم الأسنة ترعف
21 فوارسنا الحوَّاط والسَّرح دونهم ... وأرادفنا المحبو والمتنصَّف
22 لقد مدَّ للقين الرهان فردَّه ... عن المجد عرق من قفيرة مقرف
23 لحا الله من ينبو الحسام بكفه ... ومن يلج الماخور في الحجل يرسف
24 ترفَّقت بالكبرين قين مجاشع ... وأنت بهزِّ المشرفية أعنف
25 وتنكر هزَّ المشرفى يمينه ... ويعرف كقيه الإناء المكتف
26 ولو كنت منا يابن شعرة ما نبا ... بكفيك مصقول الحيدة مرهف
27 عرفتم لنا الغرَّ السوابق قبلكم ... وكان لقينيك السُّكيت المخلَّف
28 نعضُّ الملوك الدارعين سيوفنا ... ودقُّك من نفَّاخة الكير أجنف
29 ألم تر أن الله أخزى مجاشعًا ... إذا ضم أفواج الحجيج المعرَّف
30 ويوم منّي نادت قريش بغدرهم ... ويوم الهدايا في المشاعر عكَّف
31 وببغض ستر البيت آل مجاشع ... وحجَّابه والعابد المتطوِّف
32 وكان حديث الركب غدر مجاشع ... إذا انحدروا من نخلتين وأجفوا
33 وإن الحوارىَّ الذى غر حبلكم ... له البدر كابٍ والكواكب كسَّف
34 ولو فى بنى سعد نزلت لما عصت ... عواند فى جوف الحوارى نزَّف
35 فهلًا نهيتم يا بنى زبد استها ... نسورًا رأت أوصاله فهى عكَّف
36 فلست بوافٍ بالزبير ورحله ... ولا أنت بالسَّيدان بالحق تنصف
37 بنو منقر جرُّوا فتاة مجاشع ... وضدَّ ابن ذيَّال وخيلك وقَّف
38 وهم رجعوها مسحرين كأنما ... بجعثن من حمَّى المدينة قفقف
39 وقد علم الأقيان أن فتاتهم ... أذلَّت ردافًا كلَّ حال تصرَّف
40 فباتت تنادى غالبًا وكأنها ... على الرَّضف من جمر الكوانين ترضف
41 وتحلف ما أدموا لجعثن مثبرًا ... ويشهد المنقرىَّ المجوَّف
42 وقد سلخوا بالدَّعس جلد عجانها ... فما كاد قرح المنقرىَّ المجوَّف
43 لجعثن بالسيدان قد تعلمونه ... مساحج منها لا تبيد ومزحف
44 على حفر السَّيدان باتت كأنها ... سفينة ملَّاح تقاد وتجدف
45 وما قصدت فى عقر جعثن منقر ... ولكن تعدَّوا فى النكاح وأسرفوا
46 وقد كان فيما سال من عرف استها ... بيان ورضف الركبتين المجلَّف
47 وقد تركوا بنت القيون كأنما ... بقية ما أبقوا وجار مجوَّف
48 بنى مالك أمسى الفرزدق عائدًا ... وجعثن باتت بالناطل تدلف
49 وباتت ردافى منقر يركبونها ... فضيَّع فيها عقرها المتردَّف
50 وهم كلَّفها الرمل رمل معبِّر ... تقول أهذا مشّى حردٍ تلقَّف
51 لحا الله ليلى عرس صعصة التى ... تحبُّ بشار القين والقين مغدف
52 وإنى لتبتزُّ الملوك فوارسى ... إذا غرَّهم ذو المرجل المتجخِّف
53 ألم تر تيم كيف يرمى مجاشعًا ... شديد حبال المنجنيقين مقذف
54 عجبت لصهر ساقكم آل درهم ... إلى صهر أقوام يلام ويصلف
55 لئيمان هذى يدَّعيها اين درهم ... وهذا ابن قين جلده يتوسَّف
55 وحالفتم للُّوم يا آل درهم ... حلاف النصارى دين من يتحنَّف
56 وما منع الأقيان عقر فتاتهم ... ولا جارهم والحرُّ من ذاك يأنف
57 أتمدح سعدًا أخزت مجاشعًا ... عقيرة سعد والخباء مكشَّف
58 نفاك حجيج البيت عن كل مشعر ... كما ردَّ ذو النمِّيَّتين المزيَّف
59 ومازلت موقوفًا على باب سوءة ... وأنت بدار المخزيات موقَّف
60 ألؤما وإقرارًا على كل سوءة ... فما للمخازى عن قفيرة مصرف
61 ألم تر أن النبع يصلب عوده ... ولا يستوى الخروع المتقصِّف
62 وما يحمد الأضياف رفد مجاشع ... إذا روَّحت حنَّانة الريح حرجف
63 إذا الشول راحت والقريع أمامها ... وهن ضئيلات العرائك شسَّف
64 وأنتم بنى الخوَّار يعرف ضربكم ... وأمُّكم فخٌ قذامٌ وخيضف
65 وقائلةً ما للفرزدق لا يرى ... على السن يستنى ولا يتعفف
66 يقولون كلا ليس للقين غالبٌ ... بلى إن ضرب القين بالقين يعرف
67 ولما رأوا عينى جبير لغالب ... أبان جبير الريبة المتقرِّف
68 أخو اللؤم مادام الغضا حول عجلز ... وما دام يسقى فى رمادان أحقف
69 إذا ذقت منى طعم حربٍ مريرة ... عطفت عليك الحرب والحرب تعطف
70 تروغ وقد أخزوك فى كل موطنٍ ... كما راغ قرد الحرة المتخذِّف
71 أتعدل كهفًا لا ترام حصونه ... بهارى المراقى جوله يتقصَّف
72 تحوط تميمٌ من يحوط حماهم ... يحمى تميما من له ذاك يعرف
73 أنا ابن ابى سعد وعمرو ومالك ... أنا ابن صميم لا وشيظٍ تحلَّفوا
74 إذا خطرات عمرو ورائى وأصبحت ... قروم بنى بدر تسامى وتصرف
75 ولم أنس من سعد يقصوان مشهدًا ... وبالأدمى العين تطرف
76 وسعد إذا صاح العدو بسرحهم ... أبو أن يهدَّوا للصياح فأزحفوا
77 ديار بنى سعج ولا سعج بعجهم ... عفت أنقاء بيبرين تعزف
78 إذا نزلت أسلاف سعد بلادها ... وأثقال سعد ظلَّت الأرض ترجف












مصادر و المراجع :      

١- ديوان جرير بشرح محمد بن حبيب

المحقق: د. نعمان محمد أمين طه

الناشر: دار المعارف، القاهرة - مصر

الطبعة: الثالثة

تعليقات (0)

الأكثر قراءة

ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا … ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد

المزید

فصبرا في مجال الموت صبرا … فما نيل الخلود بمستطاع

المزید

حننت إلى ريّا ونفسك باعدت … مزارك من ريّا وشعباكما معا

المزید

أفاطم مهلا بعض هذا التدلل … وإن كنت قد أزمعت صرمي فأجملي

المزید

إنّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها

المزید